كنت أظن - وبعض الظن إثم – أن القوى والمكونات السياسية اليمنية ستهب بعد الضربة الجوية الأولى فجر الخميس الماضي ، متناسية خلافاتها ومصالحها وولاءاتها وتضع أمامها مصلحة الوطن وشعبه فوق كل المصالح مهما كانت ، خاصة في هذا الظرف الذي تعيشه اليمن والذي – للأسف الشديد – أسهمنا جميعا في صنعه ، قوى ومكونات سياسية وقيادة سياسية . فقد تركنا جميعا مصلحة البلاد جانبا ، ورحنا نلهث وراء مصالحنا الحزبية والذاتية . والآن ، وبعد الذي حدث ، ليس عيبا أن نعترف بأننا أخطأنا بحق وطننا وبحق شعبنا ، وأننا بأنانيتنا وعدم تقديرنا الصحيح للأوضاع ، وبمكايداتنا لبعضنا البعض وصلنا إلى هذه النتيجة . فهل نستسلم للأمر ، ونظل نلطم وجوهنا ونتحسر على ما فعلناه بأيدينا ؟! وما الذي يمنع القوى والمكونات السياسية أن تلتئم في الموفنبيك وعلى وجه السرعة وتتخذ قرارات حاسمة .. كأن تتفق على تشكيل مجلس رئاسي أو مجلس عسكري أو مجلس سيادي ، بمشاركة الجميع وتسمي رئيسه بالتوافق ، وتتعهد بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني من خلال وضع برنامج زمني .. وغير ذلك .. وبحيث تكون من مهام المجلس تشكيل حكومة وطنية واستكمال ما تبقى من التسوية السياسية بما في ذلك التحضير للانتخابات خلال فترة محددة ، وبذلك تكون قد سحبت البساط من تحت أقدام من ينادون باستمرار الغارات الجوية ، ويرون فيها مبررا لكسر شوكة هذا الطرف أو ذاك . هي إذا دعوة صادقة إلى المتحاورين ، نقول لهم فيها : الحل بأيديكم .. تنازلوا لبعضكم البعض من أجل اليمن ونسائه وأطفاله وشيوخه الأبرياء الذين ضاقت بهم السبل .. وعندها ستكبرون في نظر وطنكم وفي نظر شعبكم .. وسيخلدكم التاريخ ..