بعد استئناف الحوار بين الأحزاب والمكونات السياسية برعاية أممية عبر جمال بنعمر أليوم الاثنين يقف المواطن اليمني محتارا بين احقيتة في التفاؤل بانفراج الأزمة القائمة واليأس المتكئ على نتائج الفشل الذريع لكل الحوارات السابقة التي جرت داخل وخارج الموفنبيك والصالات المغلقة والمفتوحة السرية والمعلنة التي جرت خلال الأعوام الماضية ثمة حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها تتمثل في أن معظم الأحزاب والمكونات السياسية التي تحاورت لم تكن تؤمن بأنها تتحاور لتصل الى حلول واقعية تتفق مع مصلحة الوطن أولا وأخيرا وإنما تتحاور بطريقة انتهازية تكتيكية لتتغلب على الطرف أو الإطراف الأخرى بما يخدم مصالحها الآنية والأنانية المنغلقة على الذات وهنا تكمن المشكلة الحقيقية التي لا يمكن الخروج منها إلا بإحدى حالتين إما أن تتنزل علينا معجزة إلهية في زمن توقف فيه تنزيل المعجزات أو بتغيير أدوات الحوار الموجودة ألان خارج وداخل موفمبيك وذلك بظهور وجوه جديدة قادرة على نكران الذات والتعامل مع الواقع السياسي بمسؤولية وطنية استثنائية تدرك مخاطر وتبعات الفشل المحتمل ونتائجه الكارثية على حاضر ومستقبل الوطن الذي نستظل جميعا تحت سمائه ولكي نضع أقدامنا على أول عتبات الحوار الوطني وليس التكتيكي ينبغي على المتحاورين جميعا أن يدركوا أنهم يتحاورون من اجل الوطن وحل الأزمة وليس للبحث عن تعقيدات إضافية وتوسيع الهوة بين المتحاورين وصولا للفشل وليس الى حل أزمة خانقة صنعها الساسة واكتوى بنارها شعب بكاملة ضل صابرا محتسبا مؤملا بان الحكمة اليمانية ستتغلب ذات يوم على عقول من أوصلونا الى هذا المنزلق الخطير الذي سيقع الجميع فيه بمن فيهم المتحاورين أنفسهم لا أخفيكم وأنا اكتب مقالي هذا باني قد أصبت بخيبة أمل جارفة من جدوى الحوار خاصة وقد استحضرت المشهد السياسي الراهن بكل تعقيداته وتعرجاته وتناقضات أجندات وأطروحات المتحاورين التي تصل عند البعض حد التصادم لإيمانهم المطلق أن مالديهم هو الحق ويجب التسليم به وما لدى الآخرين خطا محض يجب العدول عنه فهل تستطيع أحزاب اللقاء المشترك التخلي عن روح العدائية والانتقامية من المكونات التي خارج إطارهم وتؤمن أن الأحداث الأخيرة قد فرضت واقعا جديدا في الساحة السياسية الوطنية بل وفي التحالفات الإقليمية والدولية ومن ثم تغيير تعاطيهم مع هذه المتغيرات والتي من ضمنها قبولهم بالشراكة والتخلي عن اللهث خلف السلطة وسياسة الاستحواذ التي رافقت عملية الاقصاءات غير القانونية للأطراف السياسية في الساحة وهل يدركون أن قوى جديدة قد فرضت نفسها على المشهد الراهن وخاصة بعد 21سبتمير الماضي و .هل يستطيع الإخوة في أنصار الله (الحوثيين) أن يتعلموا من أخطاء الآخرين ويستفيدوا منها وهل يستطيعوا العدول على فرض بيانهم السياسي الأخير الذي اعتبر فيه البرلمان منحلا دون أن يكون قد صدر قرارا رئاسيا بحله طبقا للدستور الحالي الذي ابقوا عليه في بيانهم والذي تؤكد المادة 65منه أن البرلمان لازال دستوريا حتى إجراء انتخابات برلمانية جديدة وهل يدركون أن الشراكة الحقيقية هي القبول بالأخر وليس فرضها بالقوة لإضفاء صبغة الشراكة على عملية الاستحواذ على معظم مفاصل الدولة المدنية والعسكرية وهل يدركون أنصار الله حجم التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي سيواجهونها في حال تفردهم بالسلطة .هل يستطيع المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه تقديم التنازلات وعد م الاستقوا بالأغلبية البرلمانية ولعب دورا اكبر في تقريب وجهات النظر بين فرقا العمل السياسي بعيدا عن التكتيك باعتباره حزبا وسطيا منذ إنشائه وهل تدرك الأحزاب والمكونات السياسية اجمالا أن الشعب لازال حيا وان بإمكانه قلب الطاولة على الجميع في حال استمروا في السير بالوطن نحو الهاوية إنهاء الدردشة