الخيارات الاستراتيجية لشعبنا التي رسمها قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لمواجهة أعتى عدوان أمريكي- صهيوسعودي إجرامي غاشم متعدد الأهداف والجوانب والمضامين، وجميعها تصب في الاتجاه الصحيح والمشروع وتؤدي إلى انتصار الإرادة اليمنية في الحرية والاستقلال ورفض الهيمنة والوصاية والتبعية الخارجية، ومن أجل تحقيق ذلك الذي فيه ومن خلاله يتقرر حاضر اليمن ومستقبل أجياله كان وما يزال عامل الصمود الشعبي في مواجهة العدوان الهمجي الدموي الإرهابي المتوحش في مختلف جبهات المواجهة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً، هو المحور الأساس في صنع الانتصارات وإفشال مخططات القوى الاستعمارية الشيطانية التمزيقية التدميرية التي تكالبت ضد اليمنيين من كل بقاع الكون لهثاً وراء أموال النفط الخليجي- السعودي، وطمعاً بثروات اليمن وموقعه الجغرافي الاستراتيجي المهيمن على أهم مضايق العالم "باب المندب" وممرات الملاحة الدولية الممتدة من جنوبالبحر الأحمر إلى بحر العرب وخليج عدن وصولاً إلى بوابة المحيط الهندي.. إن مرور أكثر من 18 شهراً على همجية العدوان الذي استخدم كافة أسلحة القتل والدمار والخراب، وانفق مئات المليارات من الدولارات لشراء الأنظمة والمنظمات الدولية وحشد المرتزقة وتعزيز ترسانته العسكرية بالأسلحة الأمريكية- البريطانية- الصهيونية المحرمة دولياً، لم يستطع بكل هذه الإمكانات الضخمة تحقيق انتصار عسكري أو سياسي واحد على الأرض اليمنية، بل خسر الكثير من عدته وعتاده وقواه البشرية، لاسيما في الجبهة الحدودية التي كشفت للعالم كله، مدى قدرة وصلابة وشجاعة المقاتل اليمني المدافع عن سيادة وعزة واستقلال وطنه.. كما أن المعارك في هذه الجبهة الواسعة التي تشمل نجران وجيزان وعسير والتي أصبحت تحت سيطرة نيران أبطال الجيش واللجان الشعبية قد أكدت في أبعادها الاستراتيجية مدى قدرة وكفاءة اليمنيين على إحراز الانتصارات العظيمة ضد العدو السعودي وحلفائه الدوليين ومرتزقته الذي تهاوت كل تحصيناته الدفاعية تحت أقدام أبطال يمانيين حفاة لكنهم متسلحون بالإيمان والعزيمة والإقدام، فيما ضباط وجنود ومرتزقة العدو يفرون من ميادين المواجهة مذعورين مجردين من أبسط المعنويات، وفي هذا وحده تكمن عظمة منتسبي جيشنا ولجاننا الشعبية الميامين الذين هم محل فخر واعتزاز شعبنا وكل شعوب الأمة الثائرة ضد الظلم والطغيان وقوى الاستكبار العالمي وأدواتها الرجعية الوهابية الإرهابية العميلة في المنطقة.. ويبقى التأكيد هنا بأن عامل الصمود الشعبي الذي يتعزز يوماً بعد يوم، ويرفد جبهات المواجهة بالمال والسلاح والرجال من مختلف قبائل ومناطق اليمن، كان وسيبقى الصخرة التي تتحطم عليها كافة الدسائس والمؤامرات الاستعمارية العدوانية التي أصبحت اليوم تتخبط وسط سيل أكاذيبها المكشوفة ودعاياتها التضليلية المفبركة وهزائمها المتلاحقة، وكل المؤشرات التي نراها ونلمسها تؤكد بأن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي القذر أصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط في مزبلة التاريخ، وما على اليمانيين الأحرار إلا تعزيز مسار الصمود وكسر كل الصعاب والتحديات حتى تحقيق النصر الكامل والشامل ضد العدوان الغاشم، وما ذلك على الله ببعيد!!.