في أجواء فرائحية عالمية تزينت العاصمة صنعاء وتشرفت بالإعداد ليوم ميلاد أكرم الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان الشعب اليمني المسلم ينتظر بفارغ الصبر حلول الثاني عشر من شهر ربيع الأول 1438ه ذكرى يوم ميلاده صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليحتشد الملايين من المسلمين اليمنيين في ميدان السبعين الذي تم تهيئته وتزيينه ليكون ساحة للاحتفال بيوم ميلاد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. وما ان بزغت شمس يوم الأحد 12 من ربيع الأول إلا وقد توافدت الحشود المليونية للحضور في ساحة الاحتفال من كل أطياف الشعب اليمني منذ الصباح الباكر لتجتمع جميعها في ساحة واحدة إيذاناً ببدء مهرجان الاحتفال الكبير الذي لم يشهد له العالم مثيلا.. وما ان اكتملت الحشود المليونية رجالاً ونساءً وأطفالاً حتى ارتسمت أجمل وأكمل لوحة فنية عرفها العالم إعظاماً وإجلالاً وتقديساً لخاتم الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وانبهر العالم بتلك الحشود المليونية وذلك الحضور الرسمي والشعبي الكبير وذلك الإعداد العظيم للاحتفال بأغلى وأعظم مناسبة عرفتها البشرية وكانت الفرحة تعلو وجوه الحشود المليونية، مستبشرين ومهللين وفرحين بميلاد سيد الخلق وأكرمهم محمد صلى الله عليه وآله رغم كل الظروف الصعبة والحصار الاقتصادي الخانق من قبل مملكة آل سعود وأحلافهم والقصف الجوي المستمر على أبناء اليمن. إلا أن حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنساهم كل ذلك وجندوا أنفسهم للتعبير عن مدى حبهم وولائهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، غير آبهين لكل الإرهاصات والأراجيف التي تعمدها أعداء البشرية وأعداء الإسلام والمسلمين وأعداء رسول الله الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم لثنيهم عن تعبيرهم الصادق وحبهم الكامل لخير خلق الله وأشرفهم وأكملهم صلى الله عليه وآله وسلم.. مصممين على إنجاح مناسبتهم لما في ذلك من تعبير صادق لولائهم لرسول الله مهما كانت الظروف والأحوال. واجتمع اليمنيون جميعاً ورفع ذكر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم رغم أنوف الحاقدين والحاسدين وهم جميعاً يستشعرون قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين" فيما عمل المرجفون على إحباط أو ثني المجتمعين عن احتفالهم برسول الله سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الإعداد والتجهيز للمفخخات والتفجيرات التي يتبناها أعداء الإسلام على أيدي المنافقين الذين يكنون الحقد الدفين لرسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكل مسلم يحتفي به ويعظمه ويمجده, لكن رعاية الله عز وجل ثم يقظة أبناء الشعب اليمني العظيم ممثلين في الجهات الأمنية اليقظة أحبطت مخططاتهم واستطاعت القوى الأمنية تأمين المحتشدين والحفاظ على سلامتهم عبر نحو سبعة آلاف رجل أمني جندوا أنفسهم لخدمة وسلامة المحتفلين برسول الله صلى الله عليه وآله الذين رددوا جميعا "لبيك يا رسول الله" في أجمل لوحة بشرية عرفها العالم وخسئ أولئك الأعداء وفشلت كل مخططاتهم الجهنمية وارتفع ذكر رسول الله عالياً في سماء اليمن رغم تحليق الطيران السعوأمريكي الذي جن جنونه وأغاظهم أشد الإغاظة كيف احتشدت كل تلك الحشود المليونية للاحتفال برسول الله محمد صلى الله عليه وآله. ومن شدة غيظهم قام الطيران بعدة غارات هستيرية لميدان السبعين مما أدى إلى استشهاد رجلين من المشاركين في الاحتفال الكبير بهذه المناسبة العظيمة وجرح آخرون مما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحرب صليبية صهيونية بأياد سعودية خليجية، ولم تزعزع تلك الغارات الحشود المليونية. بل زاد يقينهم أنهم على الحق ماضون وبمنهج رسول الله مقتدون وعلى خطاه سائرون وأنهم هم فعلاً من وصفهم رسول الله بالإيمان والحكمة وان حبهم لنبيهم قد تغلغل في وجدانهم وتعمق في قلوبهم وان كل شيء دونه يهون وأنهم على أهبة الاستعداد للتضحية والفداء حباً ووفاءً لرسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وتفرد اليمنيون بذلك الاحتفال العظيم والحشد الكبير إعظاماً وإجلالاً لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأحاطهم الله بعنايته ووفقهم بتوفيقه وأيدهم بتأييده، كيف لا؟! وهم يحتفلون بمن قال فيه المولى عز وجل: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" وهو من قال فيه عز وجل: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". فهنيئا لهذا الشعب اليمني العظيم إقامة هذه المناسبة العظيمة بشكل يليق بعظمة وجلالة سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أما المرجفون والمتربصون فيكفيهم قوله تعالى: "إنا كفيناك المستهزئين" فها هو الله تعالى قد شمل برعايته المحتفين بنبيه الكريم واحتفل المسلمون اليمنيون بنبيهم الكريم رغم أنوف وحقد وكراهية المتربصين بمختلف أنواعهم وأطيافهم واتجاهاتهم المختلفة.