إن الاحتفال بالعيد الوطني السابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية رسالة عظيمة الدلالة وشهادة للتاريخ أن اليمن بلد عريق وحضاري.. وعنوان شجاعة في التصدي للعدوان وأزلامه من مرتزقة ومنتفعين ومنافقين.. ومما يعزز من القيمة العالية لهذا العيد الوطني انه يأتي في ظل عدوان همجي متواصل ضد شعبنا ووطننا مما جعل المعتدين يتأكدون أنهم أمام شعب أبي حر قوي الشكيمة شديد البأس ومن الصعب أن يتزحزح عن صموده وثباته مهما كانت التضحيات ومهما تعاظمت التحديات.. إننا من واقع الانتصارات المتوالية ومن قوة الصمود الأسطوري نسجل تقديرنا العالي لكل جندي وصف وضابط في الجيش ولكل مقاتل في اللجان الشعبية.. ونقبل هاماتكم العالية التي رفعت بكل ثقة هامات اليمنيين الأحرار الذين يدافعون عن وطنهم بروح فدائية وبشجاعة منقطعة النظير.. إن التاريخ اليمني الحديث والمعاصر، يدون في أنصع صفحاته المكانة العالية التي صنعتموها للوطن في هذه المرحلة الحرجة.. كما يسجل أيضا التقدير البالغ الذي يكنه أبناء شعبنا لكم، أيها المقاتلون الأبطال.. يا من رفعتم اسم اليمن، عالياً وشامخاً وأنتم تجابهون أعتى وأشرس عدوان همجي.. وتواجهون بصبر ومرابطة وإيمان حصاراً جائراً لم يشهد لهما العالم مثيلا على مر العصور والأزمان.. لقد أذهلتم أيها الأبطال.. يا رجال القوات المسلحة واللجان الشعبية العالم بصمودكم وشجاعتكم واستبسالكم وتضحياتكم الجسيمة في سبيل الذود عن حياض الوطن وسيادته وصون أمنه واستقراره وفي صد المعتدين الغزاة.. عندما تحركت جحافل العدوان وقوى الشر بترسانة أسلحتها المتطورة وحشدت وأعدت كل ما استطاعت عليه، لم تهتز فيكم شعرة واحدة، ولم ترتعد لكم فريصة.. بل على العكس.. كنتم عند مستوى التحدي وجسدتم ببطولاتكم وانتصاراتكم المتوالية، انكم الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس، وكنتم درع الوطن الحصين وسياجه المنيع.. بالفعل.. لقد أثبتم للعالم أجمع أن من يصنع النصر في الحروب، ليس السلاح والعتاد والآلة العسكرية، وإنما الرجال المتسلحين بالعقيدة وعدالة القضية ونبل الغاية والهدف.. وهذا بالفعل ما يمتاز به المقاتل اليمني، وخصوصاً أبطال المؤسسة الدفاعية والأمنية، الذين قلبوا موازين أحدث الاستراتيجيات العسكرية، وصاغوا مدرسة جديدة أمام واضعي تلك البرامج والاستراتيجيات وهم يجابهون بإمكانياتهم التسليحية البسيطة أعتى وأشرس عدوان وجبروت وهيمنة.. نعم.. أنتم أيها الأبطال الميامين، رفعتم مكانة اليمن ورؤوس اليمنيين جميعاً.. وهذا ليس بجديد عليكم.. فأنتم كما عهدناكم دائماً.. في كل المراحل المهمة والمنعطفات التاريخية.. ستظلون دائما ذخرا للوطن وعنوان شموخ وعزة أبنائه.. والمحافظين دوما على وحدته وأمنه واستقراره.