نظمت وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع بعثة الأزهر الشريف لدى اليمن والمركز الثقافي المصري بصنعاء ومكتب أوقاف أمانة العاصمة بمسجد قبة المتوكل اليوم ندوة دينية حول " الإسلام دين الرحمة والتسامح ". ناقشت الندوة عدد من المحاور المتعلقة بالرحمة في الإسلام ومظاهر العفو والتسامح وحقوق الأسرى في الدين الإسلامي .. قدمها نخبة من علماء بعثة الأزهر الشريف لدى اليمن بحضور القنصل المصري المستشار مؤمن الفقي . وفي الندوة أكد رئيس بعثة الأزهر الشريف باليمن الدكتور محمد عويس وعضوي البعثة الشيخ أيمن عبدالعزيز والشيخ عادل عبداللطيف، أهمية التسامح والتصالح بين المجتمعات الإسلامية كسمة من سمات الدين الاسلامي الحنيف الذي حض على العفو والصفح بين أبناء المسلمين كما قال تبارك وتعالى "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " وقوله عز وجل " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ". وأوضح العلماء أن الدين الإسلامي ليس دين إرهاب ولا ظلم ولا قتل ولا سفك دماء وإنما هو دين رحمة ومحبة ورفق وأخوة في الدين والإنسانية ودين العفو والتسامح والتصالح.. لافتين إلى أن صفات المؤمنين ترتكز على الإيمان المطلق بالله تعالى والتسامح والعفو عن الناس. ودعا علماء الأزهر الشريف باليمن كافة أبناء اليمن إلى التسامح والتصالح فيما بينهم وتغليب المصلحة العامة على المصالح الضيقة وأن يتوحدوا لبناء وطنهم وعزة وكرامة اليمنيين وأن يبتعدوا عن الخلافات والنزاعات .. مؤكدين حاجة الأمة اليوم إلى التحلي بقيم وأخلاقيات الدين الإسلامي بما في ذلك قيم التسامح والأخوة والعفو والرحمة . وأعربوا عن أسفهم لما يحدث هذه الأيام من سوء معاملة الأسرى في أكثر من دولة وقطر عربي من قبل بعض الافراد والجماعات التى تدعي انتمائها للإسلام وهي أعمال تتنافى مع تعاليم الإسلام وتسيء إلى الإسلام وتشوه سمعة المسلمين .. مبينين أن الله تعالى رحيم بعباده جعل الرحمة في مئة جزء أمسك عنده 99 جزء وأنزل للأرض جزء واحد منه يتراحم الناس بينهم إذ لا تقف الرحمة في التراحم بين المسلمين بل شملت الرحمة حتى بالحيوان. واستعرض العلماء بعض مظاهر العفو والتسامح التى أوجبها الاسلام ومنها تراحم العباد فيما بينهم، وعدم مقابلة السيئة بالسيئة وإنما بالعفو والصفح وأن لا يغضب المؤمن إلا إذا انتهكت حرمات الله قال تعالى " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه " ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ".