رأت معطيات اقتصادية أن الصين يمكن أن تقف على قمة الهرم الاقتصادي في العالم في حال إذا ما لم تدخل حروبا أو تواجه كوارث طبيعية خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، بينما ستحل محلها الهند من حيث عدد السكان الذي يمكن أن يصل بحلول عام 1050 إلى 61ر1 مليار نسمة. ورأت تقارير صادرة عن منظمات مستقلة أن الصراع الأساسي على الساحة الاقتصادية سيكون بين الصين والولاياتالمتحدة ضمن منظومة قطبية متعددة تمثل أطرافها الدولتان الأقوى في العالم، الصين والولاياتالمتحدة التي ستحتفظ بقواها العسكرية إلى نهاية القرن الحالي، إضافة إلى اليابانوروسيا والاتحاد الأوروبي، ومجموعة دول شرق وجنوب آسيا، واحتمال ظهور محور في أمريكا اللاتينية بقيادة البرازيل. ولم تتطرق التقارير إلى المنطقة العربية، رغم مرورها السريع على إمكانية أن تحتل دول من أفريقيا مواقع متقدمة من حيث عدد السكان فقط، لكن ستظل قدراتها الاقتصادية محدودة. أما روسيا وإن كانت تتوفر لديها فرصة التفوق حتى ذلك الوقت (منتصف القرن الحادي والعشرين) على الدول الأوروبية الكبرى من ناحية حجم إجمالي الناتج الوطني، فإنها ستغادر قائمة مجموعة الدول العشر الأولى من حيث عدد السكان، بينما ستظل بها دول مثل بنجلاديش وجمهورية الكونغو الديمقراطية. غير أن المثير هنا هو أن إجمالي الناتج الوطني الصيني سيقترب من 50 ترليون دولار، في حين لن يصل إجمالي الناتج الوطني الأميركي بحلول عام 2050 إلى 40 ترليون دولار. ولكن من المتوقع أن تتفوق دولة مثل روسيا حتى ذلك الوقت على ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وربما تحتل الموقع السابع في العالم بعد الصين والولاياتالمتحدة والهند واليابان والبرازيل والمكسيك. وتتوقع التقارير أن تحتل الولاياتالمتحدة، من حيث الحجم المطلق لإجمالي الناتج الوطني، المركز الثالث في العالم، لأنه سيكون لدى الصين أكثر بمقدار 66ر1 مرة، والهند حوالي 5ر1 مرة. وفي ما يتعلق بعدد السكان، فمن المتوقع أن يصل مجمل تعداد سكان الكرة الأرضية بحلول عام 2050 إلى 9 مليار نسمة. وسيكون الثلاثي العالمي الأول هو الهند (51ر1 مليار) نسمة، والصين (42ر1 مليار) نسمة، والولاياتالمتحدة (420 مليون) نسمة. وستكمل قائمة العشرة الأوائل دول من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولن تكون لا روسيا ولا اليابان من ضمن هذه القائمة، علما بأن روسيا كانت تحتل الموقع السادس، بينما احتلت اليابان المركز التاسع حسب معطيات عام 2000. ومن المتوقع أن يتناقص عدد سكان اليابان من 127 مليون نسمة في الوقت الراهن إلى 100 مليون بحلول عام 2050، بينما سيهبط عدد سكان روسيا إلى 85-95 مليون نسمة بحلول هذا التاريخ. المصدر : ايلاف