دعا وزير عراقي القوات الأميركية إلى تسليم حكومته العراقيين المحتجزين لديها، في أقوى رد فعل على قضية الصور الجديدة للانتهاكات التي تعرض لها سجناء أبو غريب. وأعرب وزير حقوق الإنسان زهير الجلبي عن مشاعر القلق تجاه العراقيين المحتجزين بأبو غريب، ودعا القوات الأميركية والبريطانية إلى تسليمهم لبغداد. وقال إنها قضية خطيرة للغاية ويتعين على الحكومة العراقية إعادة النظر فيها. وأضاف أن الحكومة العراقية لابد أن تتحرك على الفور لتسليم السجون والسجناء إلى وزارة العدل. وكان رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري أدان اليوم أعمال التعذيب في سجن أبو غريب التي أظهرتها صور بثتها محطة تلفزيونية أسترالية، وقال إن المسؤولين عن ذلك عوقبوا. وأشار بيان مكتب الجعفري نقلا عن مصدر رسمي لم يحدده إلى أن الممارسات التي ظهرت في الصور الأخيرة أدت إلى تجريم مرتكبيها. يشار إلى أن تسعة جنود أميركيين من رتب دنيا حوكموا على خلفية الممارسات المرتكبة في أبو غريب، وحكم على بعضهم بعقوبات أقصاها السجن عشر سنوات. من جهته قال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي إنه سيبحث موضوع الصور مع السلطات الأميركية، مشيرا إلى أن الممارسات الواردة فيها "لا تساعد على إقامة علاقات جيدة بين القوات المتعددة الجنسيات والمواطنين العراقيين". وكان الفريق أول وفيق السامرائي مستشار الرئيس العراقي جلال الطالباني، اعتبر أن ما جرى على أيدي الجنود الأميركيين من عمليات تعذيب عمل غير مبرر. وقال في مقابلة مع الجزيرة إنه يجب التأكد من أن ما حدث وقع قبل سنوات عدة، داعيا وزارة حقوق الإنسان إلى مراقبة ما يجري في السجون العراقية. دوليا وصفت الأممالمتحدة الصور الجديدة بحق سجناء عراقيين في سجن أبو غريب بأنها "مثيرة للقلق العميق"، ودعت إلى الإسراع في فتح تحقيق. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم كوفي أنان إن "كافة هذه الصور مثيرة للقلق العميق، ونأمل أن يجرى بشأنها تحقيق في أسرع وقت ممكن". واعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الصور الأخيرة لتعذيب السجناء العراقيين في أبو غريب، تظهر الانتهاك الواضح للقانون الدولي الإنساني. وأضافت المتحدثة باسم اللجنة دوروتيا كريميتساس "شعرنا بالصدمة والفزع نتيجة سوء المعاملة والتعذيب اللذين ظهرا في الصور". وقالت إن هذه الممارسات تنتهك بوضوح القانون الدولي الإنساني الذي ينص على حماية المعتقلين المدنيين أثناء النزاعات المسلحة. وجاءت هذه المواقف بعد أن أقرت وزارة الدفاع الأميركية أمس بصحة الصور. وأشار مسؤول في الوزارة إلى أنها لا تحمل أي معلومات جديدة عن الانتهاكات التي تعرض لها السجناء العراقيون على أيدي عسكريين أميركيين. كما أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي في مقابلة مع الجزيرة، أن الصور الجديدة هي من نفس مجموعة الصور ولقطات الفيديو السابقة لانتهاكات ارتكبت عام 2003. ووصف الصور بأنها "تثير الاشمئزاز وجرائم تتناقض مع التعليمات العسكرية الأميركية". وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة لم تفاجأ بتلك الصور، موضحا أن واشنطن في أعقاب فضيحة أبو غريب اتخذت إجراءات وإصلاحات داخل مؤسساتها العسكرية لمنع تكرار الفضيحة، حيث أجرت تحقيقات فيما حدث وأصدرت أحكاما بحق عدد من عسكرييها المتورطين. وفي سيدني دافع التلفزيون الأسترالي العام "أس بي أس" اليوم عن نشر صور التجاوزات. ووصف منتج برنامج "ديتلاين" الذي بث الصور الجديدة مايك كاري ب"المزحة" تصريحات الولاياتالمتحدة التي قالت إن نشر الصور يعرض الجنود الأميركيين في العراق للخطر. وأوضح كاري أن القوات في العراق تواجه أصلا خطرا مستمرا. في سياق آخر أعرب الناطق الرسمي باسم القوات البريطانية في البصرة النقيب بيتر كريبس، عن خشيته من تعليق السلطات المحلية علاقتها بالقوة البريطانية، بعد بث شريط الفيديو حول إساءة جنود بريطانيين معاملة فتيان عراقيين وقضية الرسوم الدانماركية. وقال إن "العلاقات بين القوات البريطانية والمحافظة والدوريات المشتركة بين قوات الشرطة العراقية وقواتنا، يمكن أن تتأثر بصورة جدية". وكالات