شهد العراق في الساعات ال24 الماضية هجمات وتفجيرات دامية سقط خلالها أكثر من 60 قتيلا وحوالي 240 جريحا، فضلا عن العثور على أكثر من عشر جثث. وكانت مدينة الصدر ببغداد مسرحا لأعنف هذه الهجمات سقط فيها 46 قتيلا و204 جرحى في انفجار ست سيارات مفخخة في عدة أسواق شعبية بالمدينة. وقال مصدر في الداخلية العراقية إن سيارتين انفجرتا في سوق الأولى تبعهما انفجار سيارة في سوق الكيارة واثنتان في سوق المريدي وسيارة في سوق الداخل، مشيرا إلى أن القوى الأمنية فككت سيارة مفخخة أخرى في سوق شعبية في المدينة نفسها كما تم العثور على ألغام وقذائف هاون في أمكنة التفجير لكنها لم تنفجر. وفي بغداد أيضا قتل ستة أشخاص وجرح نحو 14 آخرين، في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية أميركية بالقرب من مسجد أم الطبول غربي المدينة، كما قتل خمسة عراقيين وجرح ستة آخرون في هجوم مسلح في حي البياع وسقوط قذيفة هاون في منطقة العلاوي. وعثرت الشرطة على 14 جثة مجهولة الهوية معظمها مقيدة الأيدي ومعصوبة الأعين في مناطق متفرقة من بغداد بينهم ثمانية بمنطقة الرستمية جنوب شرقي بغداد. كما قتل سبعة عراقيين بينهم ثلاثة ضباط شرطة وجرح تسعة آخرون في هجمات منفصلة في بعقوبة والضلوعية والمحمودية. وفي تطور آخر أعلنت جماعة "مجلس شورى المجاهدين" مسؤوليتها عن اغتيال مدير دائرة البرامج في تلفزيون "العراقية" أمجد حميد حسن. تدهور الوضع الأمني رافقه انفراج سياسي بعد إعلان الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال الطالباني أن الجلسة الأولى للبرلمان الجديد ستعقد الخميس الموافق 16 مارس/ آذار الجاري، أي قبل ثلاثة أيام من الموعد الذي حدد سابقا. وأكد الطالباني بعد لقاء جمعه وعددا من القيادات السياسية العراقية بالسفير الأميركي زلماي خليل زاده أن الأيام القادمة ستشهد اجتماعات مبرمجة لبحث قضية حكومة الوحدة الوطنية وبرنامجها وتركيبتها وتشكيلها وآلية المشاركة من أجل حل الإشكالات وتقديم المسائل المختلف عليها إلى القيادة لتحلها. من جهته رأى رئيس الوزراء العراقي المؤقت إبراهيم الجعفري أنه لا توجد أزمة سياسية في العراق بسبب ترشيحه لرئاسة الحكومة. وقال الجعفري بعد لقائه مع الطالباني إنه لا يعتبر نفسه طرفا في أي أزمة، مشيرا إلى أن ترشيحه تم بطريقة ديمقراطية ويجب احترامها. وشدد على ضرورة حسم الخلافات بين الأطراف السياسية العراقية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة استنادا إلى الدستور العراقي. وفي مقابلة صحفية نشرت أمس أكد السفير الأميركي في بغداد أن السياسيين العراقيين يفتقرون إلى الوعي بمخاطر المرحلة التي تمر بها البلاد. وقال زاده إن على هؤلاء السياسيين أن يقدموا بعض التنازلات وأن يحترموا بعضهم بعضا حتى يتم تجاوز الأزمة". وشدد على حاجة العراق إلى "حكومة غير طائفية". وكشف عن وجود مفاوضات تجري حاليا مع جماعات مسلحة يعتبرها حريصة على مصالح البلاد، وأشار إلى أن الخطوة القادمة "ستكون التباحث مع المقاومة"، لكنه شدد على استثناء من سماهم التكفيريين والصداميين من الحوار. المصدر : وكالات