حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الخميس من إلغاء الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي ما لم يكن هناك بديل جيد ليحل محله. ويهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق مما أثار توترا دبلوماسيا مع إيران وأيضا مع حلفاء واشنطن الحريصين على الحفاظ على الاتفاق. وقال جوتيريش في مقابلة مع المحطة الإذاعية الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ”إذا توصلنا لاتفاق أفضل في يوم ما ليحل محله فلا بأس، لكن يجب ألا نلغيه إذا لم يكن لدينا بديل جيد“. وأضاف ”أعتقد أن خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي الإيراني) كانت انتصارا دبلوماسيا مهما وأظن أنه سيكون من الضروري الحفاظ عليها لكنني أعتقد أيضا أن هناك حالات سيتعين فيها إجراء حوار بناء لأني أرى أن المنطقة في وضع خطر جدا“. وتابع قائلا ”أتفهم مخاوف بعض الدول فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني في دول أخرى بالمنطقة. لذا أعتقد أن علينا فصل الأمور عن بعضها“. وذكرت وكالة رويترز أن مسؤولين في البيت الأبيض ومصادر مطلعة على المناقشات داخل الإدارة الأمريكية كشفوا أن الرئيس دونالد ترامب، اتخذ تقريبا قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب "يتجه على الأرجح إلى الانسحاب من الاتفاق، لكنه لم يتخذ القرار بعد، ويبدو أنه جاهز لعمل ذلك، ولكن إلى أن يتم اتخاذ قرار من جانب الرئيس فالأمر ليس نهائيا". وصرح مسؤول ثان في البيت الأبيض، بأن كبار المساعدين لا يسعون بقوة للحديث عن انسحاب ترامب من الاتفاق لأنه يبدو أنه عاقد العزم على ذلك. ولم يستبعد مصدر مطلع على المناقشات الداخلية للإدارة الأمريكيةاحتمال أن يختار ترامب بقاء الولاياتالمتحدة ضمن الاتفاق الدولي، الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وذلك من أجل "الحفاظ على التحالف" مع فرنسا وحفظ ماء وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى بترامب الأسبوع الماضي وحثه على عدم الانسحاب من الاتفاق. وقال دبلوماسيون إنه إذا قرر ترامب عدم تمديد رفع العقوبات عن إيران فسوف يؤدي ذلك إلى انهيار الاتفاق، وقد يثير رد فعل عنيفا من قبل إيران ومن المنتظر أن يعلن ترامب يوم 12 مايو الجاري، عما إذا كان سيجدد تعليق العقوبات الأمريكية على إيران. وقال مسؤول بالبيت الأبيض، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن من الممكن أن يتوصل ترامب إلى قرار "لا يتعلق بانسحاب كامل"، لكن المسؤول لم يستطع تحديد ما الذي سيفعله ترامب. وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة نووية وتتهم إسرائيل بإثارة شكوك عالمية ضدها. وكان الاتفاق الذي أبرم بين إيران والقوى الست الكبرى، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولاياتالمتحدة، من بين أبرز إنجازات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن ترامب وصف هذا الاتفاق بأنه "واحد من أسوأ الاتفاقات التي شهدها على الإطلاق".