مع تكالب مصائب الفقر على الفلسطينيين. بدء الجميع يبحث عن مصادر دخل فوري يؤمن لهم قوت يومهم بمن في ذلك الأطفال الذي سارعوا إلى سوق العمل غير الموجود أصلا. لكن الصورة البشعة للفقر ظهرت في قطاع غزة عندما كان الأطفال يصطفون بالعشرات ينتظرون أن تقوم الطائرات والدبابات الإسرائيلية بإطلاق قذائفها وصواريخها ليتسابق بعد ذلك هؤلاء الأطفال على مكان سقوط الصاروخ أو القذيفة المدفعية من اجل تفكيكها وبيعها في سوق الحديد والألمنيوم والنحاس حسب ما تحويه قنبلة الموت من معادن. بشكل بالغ الحزن والبراءة يبحث هؤلاء الأطفال بين أنقاض الموت عن لقمة العيش، ليس لأنفسهم فقط وإنما من أجل المساهمة في دعم عائلاتهم بالشيء القليل. لكن الأب العاطل عن العمل في منزله يرفض أن يأخذ من ابنه ما لديه من بضعة "شواقل" لأنها أتت بجريمة ارتكبت ضد تلك الطفلة التي سقطت بقذيفة إسرائيلية مع سبق الإصرار والترصد وفقا لما أفاد به شهود عيان. وبينما خرج الآلاف في تشييع جثمان الطفلة هديل غبن كان الأطفال مشغولين بتفكيك القذيفة التي أصابتها من أجل بيعها ببضعة شواقل. وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها علمت بالموضوع ولم تجرؤ على إخفائه نظرا لوضوحه كقرص الشمس. حيث علق التلفزيون الإسرائيلي على هذا المشهد بأنه وصمة عار في جبين الجيش الذي يطلق القذائف. وقال التلفزيون:" عشرات الأطفال الفقراء من بيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة يعتلون التلال وينتظرون المدفعية لتقوم بقصفهم فيتراكضون بشكل برئ ومحزن إلى مكان سقوط القذيفة لأخذها وهي ساخنة وبيع هيكلها للنحاسين في غزة بعدة شواقل تضمن لهم دخلا في ظل الفقر المدقع وعدم صرف الرواتب لموظفي السلطة". وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت على أن جيش أيهود أولمرت يواصل ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة وأن الوضع بات كارثيا وانهارت المصانع ولا يوجد أمل في المستقبل ولا يوجد رواتب للموظفين ما يحول قطاع غزة إلى قنبلة مضغوطة قد تنفجر في كل لحظة . بينما في الجيش الإسرائيلي يتفاخرون "القذاف تصيب منازل الفلسطينيين وتقتل الأطفال" هذا ما يقولونه. أما في حكومة الجيش فأن الأمر مختلف في التعليق فالحكومة تعتبر أن القذائف التي تطلقها على قطاع غزة تكلفها ملايين الدولارات. حيث أن كلفة القذيفة الواحدة نحو 800 دولار وفي اليوم الواحد تقصف إسرائيل قطاع غزة بأكثر من 300 قذيفة. وألمت الحكومة في تصريحاتها هذه إلى أنها تريد أمولا من الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل ما تسميه "الحفاظ على أمنها". وفي الصورة المقابلة كشفت مصادر إسرائيلية عن أن الأطفال اليهود المقيمين قرب قطاع غزة لم يعودوا قادرين على النوم ليس بسبب ما تقوم به الفصائل الفلسطينية من قصف للمستوطنات ولكن :" أصوات القصف الإسرائيلي على غزة تزعجهم".