ارتكبت قوات الإحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة مساء الثلاثاء ، بقصف مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الغوث للاجئين في جباليا ما أوقع 46 شهيداً وعشرات الجرحى في حصيلة أولية للمجزرة. و قالت مصادر طبية في ان قذائف دبابات اسرائيلية قتلت حوالي 46 فلسطينيا في مدرسة تابعة للامم المتحدة شمال قطاع غزة يوم الثلاثاء. وانفجرت قذيفتا دبابات خارج المدرسة وأمطرتا الناس في داخل مبنى المدرسة وخارجه بالشظايا. ولجأ المئات من الفلسطينيين الى المدرسة بعد أن قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية منازلهم ، وقال مصادر طبية ان القتلى بالمدرسة كانوا من النساء والاطفال أو سكان محليون واستهدفت الغارات الاسرائيلية اليوم الثلاثاء مزيداً من المنازل السكنية والمدراس التي تؤوي المواطنين المدمرة بيوتهم، حيث تجاوز عدد المنازل المستهدفة 26 منزلاً، ما رفع عدد الضحايا في صفوف المدنيين بصورة كبيرة، خاصة الاطفال والنساء. وأفادت مصادر بمستشفى الشفاء في مدينة غزة أن سيارة مدنية وصلت إلى هناك تحمل جثث خمسة مواطنين استشهدوا في قصف تعرضت له منازلهم شرق مدينة غزة. وأكدت المصادر أن العديد من المنازل تعرضت للقصف شرق مدينة غزة ولا تتمكن اطقم الإسعاف من الوصول اليها لاخلاء الشهداء والجرحى بسبب استهدافها من قبل قوات الاحتلال. كما استشهد فتى في الخامسة عشر من عمره عندما قصفته طائرة استطلاع بصاروخ عندما كان يسير في وسط مدينة غزة، وأفاد شاهد عيان يدعى رأفت الخضري، أن الفتى كان يقتاد دراجة هوائية ويسير بها عندما أطلقت طائرة استطلاع صاروخاً عليه وسقط شهيداً على الفور. وتم استهداف منزل بالقرب من جامعة القدس المفتوحة في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، وانباء عن وقوع اصابات، واخر في مخيم البريج وسط القطاع. واستهدفت الغارات حي الرمال امام مقر جمعية اصدقاء المريض وسط مدينة غزة، وانباء تتحدث عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى، كما استهدفت سيارة تابعة للشرطة المقالة جنوب شرق خان يونس، دون ان يبلغ عن وقوع اصابات. واعلنت المصادر الطبية عن استشهاد الطفل مروان حسن قديح "4" اعوام خلال قصف اسرائيلي استهدف منازل المواطنين في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس. كما تم قصف العديد من المنازل خلف ابراج الشيخ زايد شمال القطاع، ما ادى الى وقوع عدد كبير من المصابين. وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين استهداف عدد من المدارس التي تأوي مئات الفلسطينيين، ما أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين بينهم أطفال ونساء، من الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم أو تعرضت منازلهم للتدمير في العملية العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال في القطاع. وشهدت منطقة شرق جباليا وشمال بيت لاهيا وحي الزيتون اشتباكات مسلحة عنيفة استخدم خلالها الجيش الاسرائيلي القذائف المدفعية لاحراق الارض التي يحاول التقدم فيها، الا ان المقاومين تصدوا للدبابات واطلقوا قذائف مضادة للدروع وفجروا عبوات ناسفة وقد اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل ثلاثة من جنوده واصابة العشرات واعلنت مصادر طبية في غزة ان عدد الشهداء الفلسطينيين وصل الى نحو 640 على الأقل في اليوم الحادي عشر من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. توسعت المواجهات بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حماس الثلاثاء 6-1-2009 الى المناطق السكنية المكتظة في قطاع غزة حيث يخوض الطرفان "حرب شوارع", فيما أطلق محللون ومراقبون إسرائيليون تحذيرات من تعرض الجنود للأسر، بينما اعترف الجيش بمقتل جنود له شمال القطاع. فبعد ليلة شهدت معارك عنيفة, خصوصا في احياء الشجاعية والزيتون والتفاح على حدود مدينة غزة, تواصلت المواجهات صباح الثلاثاء في المناطق نفسها وكذلك في مناطق سكنية في جباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع وفي خان يونس والبريج ودير البلح جنوبا. وقتل خمسة فلسطينيين صباحا في غارات اسرائيلية على مدرستين تديرهما الاممالمتحدة في مدينة غزةوجنوب القطاع, وفق مصدر طبي ومتحدث باسم الاممالمتحدة. ولجأ آلاف من الفلسطينيين الذين فروا من مناطق المواجهات او الذين دمرت منازلهم الى مدارس تابعة للامم المتحدة في غزة. وليلا, قتل ثمانية فلسطينيين بينهم ستة مقاتلين في مواجهة مع قوة اسرائيلية في دير البلح فيما قضى ثمانية فلسطينيين في جباليا وثلاثة في حي الزيتون, وفق مصادر فلسطينية. وأكدت مصادر طبية فلسطينية فيما بعد انه تم انتشال جثث 12 قتيلا على الاقل من عائلة واحدة بينهم سبعة اطفال سقطوا في قصف مدفعي اسرائيلي استهدف منزلهم صباح الثلاثاء في حي الزيتون شرق مدينة غزة. ومنذ بدايته في 27 ديسمبر/كانون الاول, اسفر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة عن مقتل 582 فلسطينيا على الاقل بينهم عشرات المدنيين و159 طفلا واصابة اكثر من 2780 اخرين, بحسب مصادر طبية فلسطينية. وتصاعد القلق حيال تفاقم الازمة الانسانية في القطاع الفقير والمكتظ, وخصوصا ان الهجوم الاسرائيلي تسبب بنقص كبير في المواد الغذائية والمحروقات ومياه الشرب فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي, وفق وكالات الاممالمتحدة. وللمرة الأولى، سقط صاروخ فلسطيني على بُعد 45 كلم من شمال شرق قطاع غزة، في مدينة قطرة (غديرة)، ما أدى إلى إصابة طفل بجروح طفيفة بسبب شظايا زجاج. كما أطلقت 3 صواريخ فلسطينية، الثلاثاء، من القطاع على جنوب إسرائيل، من دون التسبب بأي إصابات. وكان تقرير للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية توقع أن تكون حركة حماس قادرة على الاستمرار في إطلاق الصورايخ على إسرائيل طيلة أسابيع طويلة. وكتب يوسي بيداتس رئيس قسم البحث في الاستخبارات العسكرية في تقريره أن حماس "تملك ما يكفي من الصواريخ وقذائف الهاون لمواصلة عمليات إطلاق النار في عمق الأراضي الإسرائيلية لمدة أسابيع". وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي للاذاعة العسكرية "جنودنا يتحركون في شكل مثالي, ويتقدمون بحسب الخطط". من جهة اخرى, اعلن الجيش الاسرائيلي مقتل اربعة من جنوده بينهم ضابط واصابة 24 اخرين مساء الاثنين في شمال القطاع, وذلك جراء قيام دبابة بقصف موقعهم "خطأ". وفي المحصلة, قتل خمسة جنود اسرائيليين واصيب 79 اخرون منذ بداية الهجوم البري, وفق مصدر رسمي اسرائيلي. ورغم استمرار الهجوم, اطلقت عشرات من الصواريخ صباح الثلاثاء على جنوب اسرائيل, وفق الجيش. وقتل اربعة اسرائيليين جراء هذه الصواريخ منذ 27 ديسمبر/كانون الاول. وسقط احد هذه الصواريخ للمرة الاولى على بعد اكثر من 45 كلم شمال شرق قطاع غزة مستهدفا مدينة قطرة (غديرة), ما اسفر عن اصابة رضيع بجروح طفيفة بحسب متحدث باسم الجيش الاسرائيلي. واورد تقرير للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية نشرته صحيفة "معاريف" الثلاثاء, ان حماس قادرة على اطلاق صواريخ على اسرائيل لاسابيع عدة. واكد الجيش الاسرائيلي الثلاثاء مقتل 130 مقاتلا من حماس منذ بداية الهجوم البري على غزة السبت. وكتب اليكس فيشمان المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت "انها المرحلة الاكثر صعوبة وخطورة من الهجوم: السيطرة على مناطق ذات كثافة سكانية عالية". وحذر من ان "ما ينتظرنا هناك هو منازل مفخخة وقنابل بشرية كامنة وصواريخ مضادة للدبابات وقناصة. المعارك الاكثر قسوة ما زالت امامنا". واسوأ ما يمكن ان يحصل بنظره هو اسر جندي اسرائيلي يضاف الى الجندي جلعاد شليط الذي خطف في 25 يونيو/حزيران 2006 عند تخوم قطاع غزة. ولم تخف حركة حماس ان هذا هو احد اهدافها وهو ما اعلنه ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس الاثنين. وتوعد ابو عبيدة في كلمة بثها تلفزيون الاقصى التابع لحماس "لقد اعددنا لكم الالاف من المقاتلين الاشداء ينتظرون في كل شارع وزقاق لحظة اللقاء بكم .. وسيقابلوكم بالنار والحديد". وقال الخبير العسكري افرائيم كام "الان وقد دخلنا الى غزة, علينا ان نحرص على عدم البقاء في المدينة لفترة طويلة. فهناك يمكن ان تتعثر خطة وزير الدفاع ايهود باراك المحكمة". كذلك حذر نعوم بارنيا كاتب الافتتاحية النافذ في صحيفة يديعوت احرونوت من احساس "الغبطة المخيم في الايام الاخيرة" في اسرائيل. وكتب "ان الحكمة تملي على الحكومة ان لا تجازف بالغرق في الرمال المتحركة" لغزة. وبتت مجلة "جينز" البريطانية المتخصصة في الدفاع الامر اذ كتبت في تقرير ان "تحقيق اسرائيل انتصارا عسكريا على حماس غير ممكن".