لم يتمكن العدوان على اليمن إخفاء مطامعه، وسرعان من انكشف أمره بأن له مطامع اقتصادية بحتة، خاصة أن اليمن يمتلك موقعاً استراتيجياً له أهميته في حركة التجارة العالمية. بدأ العدوان ينسج الأكاذيب وبأن له أهداف من أجل اليمن واليمنيين، لكن الشعب اليمني يُدرك أن ثمة مطامع استعمارية، وحاول العدوان فرض نفسه عسكرياً إلا أنه فشل، ثم اتجه صوب التعذيب الاقتصادي للشعب، وفرض الحصار المتزامن مع استهداف الاقتصاد وبنيته التحتية. كل تلك الممارسات باءت بالفشل ليكشف عن وجهه القبيح الذي برز في وضع يده عن الموانئ اليمنية ذات الأهمية الإستراتيجية، واتجه لاحتلال الجزر اليمنية الهامة. وكانت جزيرة سُقطرى في مقدمة هذه الجزر، خاصة أن هذه الجزيرة تُعد الأندر على مستوى العالم ببيئتها من نباتات وحيوانات وطيور وصخور وكل محتوياتها؛ فضلاً مناخها وموقعها الاستراتيجي الهام، وتعرضت هذه الجزيرة للتجريف الذي طال النباتات والطيور والحيوانات ومختلف الأحياء البحرية التي جميعها تُعد الأندر عالمياً ولا تتوافر إلا في جزيرة سُقطرى. من ضمن المطامع الاقتصادية التي يضعها العدوان في قائمته الاستيلاء على باب المندب الذي يُعد ممراً هاماً للكثير من التجارة العالمية، فضلاً عن أنه ممراً لتدفق النفط إلى العالم، ووفقاً للإحصائيات فإن عدد السفن والناقلات البحرية التي تمر عبر هذا المضيق يومياً تبلغ 70 قطعة بحرية. هذه المزية لوحدها تثير مطامع الدولة الاستعمارية لاحتلال اليمن وتحاول من خلال أذرعتها في المنطقة (السعودية والإمارات ومن يتحالفون معهم) للسيطرة على باب المندب ومينائي عدنوالحديدة وبقية الموانئ على شط بحر العرب. يمتلك اليمن فرصاً استثمارية أفضل من الكثير من دول الإقليم والعالم، وبها يمكنه أن يحجز لنفسه مكاناً مرموقاً بين اقتصاديات العالم، إلا أن العدوان وحلفائه يقفون وراء بقاء اليمن فقيراً وعدم الخروج من دوامة الحروب ويحرصون على تمزيق البلد. ووفقاً لمقال للخبير المغربي الاقتصادي حبيب ولد داده - أحد الاقتصاديين في بورصة نيويورك- فإن ميناء عدن أهم ميناء استراتيجي في العالم وهو عصب شريان التجارة العالمية، وكل ما يتطلبه الأمر فقط وضع الميناء للمنافسة التجارية بشفافية مطلقة فهناك العديد من دول العالم ترغب في الاستثمار في هذا الشريان الاقتصادي، ويقول الخبير الاقتصادي المغربي حبيب ولد داده في مقاله الذي نشرته مجلة النيوزويك إن العائدات السنوية لميناء عدن إذا تم تطويره من المتوقع أن تصل على أقل تقدير إلى 75مليار دولار ناهيك عن فرص العمل التي سيوفرها. وفيما يخص ميناء الحديدة يقول الخبير الاقتصادي المغربي بأنه ثاني أهم ميناء في البحر الأحمر وهو أفضل من موانئ السعودية والسودان والقرن الأفريقي وموانئ دول الخليج مجتمعة، الأمر الذي يجعل السعودية أكثر هوساً على احتلال هذا الميناء، ويؤكد الخبير الاقتصادي الدوبي حبيب ولد داده في مقاله أنه في حال تم الاستغلال الأمثل لميناء الحديدة فإنه سوف يجعله ذلك أكبر محطة ترانزيت مع ميناء الصليف المجاور، وسيحقق عائدات سنوية لا تقل عن 40 مليار دولار لهذا الميناء إذا تم استغلال الترانزيت فقط. ويشير إلى أن استغلال موانئ البحر العربي بالإضافة إلى الامتداد الساحلي سوف يجعل هذه الموانئ بعد تطويرها اكبر محطات ترانزيت عالمية تضاهي شبة القارة الهندية ودول شرق آسيا وبالإمكان أن تكون محطات لحاملات الطائرات من كل بقاع العالم وعند إعادة النظر في ذلك سوف تجني اليمن من هذا ما يتجاوز 100 مليار دولار سنوياً مع توظيف الملايين فقط فيما يخص موانئ بحر العرب. ونحن لا نأتي بجديد إنما نؤكد القائم من المؤامرة السعودية الخليجية التي تسعى إلى أن تحصل منفذ بحري لتصدير النفط لذا فهي تحاول أن يكون لها موطئ قدم في مضيق باب المندب، إلى جانب رغبتها في الحصول على منفذ بحري في بحر العرب، الأمر الذي يجعلها تركز على موانئ اليمن في بحر العرب.