لهذا السبب الغير معلن قرر الحوثيين ضم " همدان وبني مطر" للعاصمة صنعاء ؟    لو كان معه رجال!    أبناء القبطية ينفذون احتجاج مسلح أمام وزارة الداخلية الحوثية للمطالبة بضبط قتلة احد ابنائهم    أب يفقد جميع بناته الاربع بعد غرقهن بشكل غامض بأحد السدود بمحافظة إب .. والجهات الأمنية تحقق    الحوثيون يسمحون لمصارف موقوفة بصنعاء بالعودة للعمل مجددا    بالصور .. مقتل وإصابة 18حوثيا بينهم قيادي في كمين نفذه أحد أبطال الجيش الوطني في تعز    الدوري الايطالي ... ميلان يتخطى كالياري    مفاجأة وشفافية..!    تحرك نوعي ومنهجية جديدة لخارطة طريق السلام في اليمن    القوات الجنوبية تصد هجوم حوثي في جبهة حريب وسقوط شهيدين(صور)    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    الدوري المصري: الاهلي يقلب الطاولة على بلدية المحلة    "هذا الشعب بلا تربية وبلا أخلاق".. تعميم حوثي صادم يغضب الشيخ "ابوراس" وهكذا كان رده    الحوثيون يطورون أسلوبًا جديدًا للحرب: القمامة بدلاً من الرصاص!    فوضى عارمة في إب: اشتباكات حوثية تُخلف دماراً وضحايا    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بعد فوزها على مقاتلة مصرية .. السعودية هتان السيف تدخل تاريخ رياضة الفنون القتالية المختلطة    كوابيس أخته الصغيرة كشفت جريمته بالضالع ...رجل يعدم إبنه فوق قبر والدته بعد قيام الأخير بقتلها (صورة)    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    إطلاق سراح عشرات الصيادين اليمنيين كانوا معتقلين في إريتريا    شاهد:ناشئ يمني يصبح نجمًا على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل صداقته مع عائلة رونالدو    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    الاحتجاجات تتواصل في الحديدة: سائقي النقل الثقيل يواجهون احتكار الحوثيين وفسادهم    مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة وتلوح بإلغاء اتفاقية السلام    احتكار وعبث حوثي بعمليات النقل البري في اليمن    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    المبيدات في اليمن.. سموم تفتك بالبشر والكائنات وتدمر البيئة مميز    السلطة المحلية بمارب: جميع الطرقات من جانبنا مفتوحة    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    سلطة صنعاء ترد بالصمت على طلب النائب حاشد بالسفر لغرض العلاج    اختتام دورة مدربي لعبة الجودو للمستوى الاول بعدن    توقعات بارتفاع اسعار البن بنسبة 25٪ في الاسواق العالمية    مقتل شاب برصاص عصابة مسلحة شمالي تعز    القيادة المركزية الأمريكية تناقش مع السعودية هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية مميز    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل الأمني بمحافظة أبين    اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة مميز    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    في لعبة كرة اليد: نصر الحمراء بطل اندية الدرجة الثالثة    أمين عام الإصلاح يعزي رئيس مؤسسة الصحوة للصحافة في وفاة والده    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قوات دفاع شبوة تضبط مُرّوج لمادة الشبو المخدر في إحدى النقاط مدخل مدينة عتق    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرد كان حاسماً:الحمدي.. عاد من مطار الرياض غاضباً لهذا السبب!!
نشر في 26 سبتمبر يوم 17 - 10 - 2018

الغشمي اعترف لإبراهيم الحمدي إن السعودية أعطته مبلغاً مالياً مقابل اغتياله فأمر الرئيس بتوريدها لخزينة الدولة
تأخر حراسة الرئيس بقيادة »عزيز والقراني« كان بتنسيق بين »الغشمي وصالح«
حراسة الرئيس منعت من دخول بيت الغشمي وبقائهم فوق الأطقم العسكرية
(تريدون السلطة خذوها وأكملوا ما بدأناه.. هذا الشعب أمانه في أعناقكم.. أنا مستعد للتنازل.. إذا قبلتم ببقائي في اليمن كان بها، وإذا أردتم أن أخرج فسأخرج.. تذكروا أننا ودعنا القاضي الارياني من تعز معززاً مكرماً.. أردنا أن تكون حركتنا تصحيحية بيضاء نقية.. لم نبدأها بالدم).
هكذا كانت آخر كلماته مخاطباً القتلة والمجرمين الذين دعوه إلى مائدة الطعام الأخيرة في حياة مشروع وطن لا تزال تلك الرصاصات تقتل أبناء الشعب اليمني إلى اليوم، ومع ذلك ستظل لعنات أبناء الشعب تلاحق العملاء والخونة جيلا بعد جيل.
صحيفة «26سبتمبر» وبالتزامن مع الذكرى ال 14 لاغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي، تكشف عن خفايا وأسرار عملية الاغتيال ودور السعودية وعملائها، بلقاء خاص هو الثاني مع العميد علي يحيى السلطان قائد التحركات والمسؤول الأمني للرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي رحمة الله عليه.. والذي أكد أن كل ما سيفصح عنها من حقائق هي أمانه لله وللتاريخ، مبينا بالقول: «ليغضب مني من يغضب ممن سيتم ذكر أسمائهم، ولكنها هي الحقيقة» إلى تفاصيل الحوار:
حوار: محمد محمود
تدريب حراسة الغشمي
كيف كانت بداية المخطط ومعرفتكم به؟
بعد أن أصدر الرئيس الحمدي قرارات قضت بتعيين أحمد الغشمي نائب رئيس الأركان، وفيما بعد نائب القائد العام للقوات المسلحة، وتعيين حمود قطينة قائد لواء الاحتياط، وعلي محمد صلاح قائدا للواء المجد، وتجميد مجلس الشورى، شكل كل ذلك نقطة البداية.
ومعرفتي بالمخطط، عندما جاء حمود قطينة وطلب من سكرتير الرئيس ومشرف الحراسة النقيب عبدالله الشمسي عدد 2 من أفراد حراسة الرئيس، هم أساساً من بيت «قطينة» وهما « يحيى وعلي قطينة» أبناء عم، وذلك من أجل تدريب أفراد حراسة منزل أحمد الغشمي، وبقوا هناك فترة يدربون الأفراد بينما كان الواقع شيء آخر، وبعد فترة وفي إحدى الليالي أبلغوني أن هناك مخططاً لقتل الرئيس الحمدي.
إبلاغ الرئيس
من الذي أبلغك؟
تم إبلاغي من قبل يحيى وعلي قطينة، بأن هناك مخططاً من الغشمي يستهدف الرئيس الحمدي، وبإشراف الملحق العسكري السعودي صالح الهديان، وحاولت إبلاغ سكرتير الرئيس «عبدالله الشمسي»، ولم يكن متواجداً في تلك الليلة، بشتى الطرق حاولت أن ابلغ الرئيس في حينه، وكررت المحاولات ليلا مع «صلاح» عامل الاستعلامات في منزل الرئيس، وتمكنت من مقابلة الرئيس وأبلغته ان هناك معلومات مؤكدة تستهدف حياتك والتخطيط لقتلك من قبل أحمد الغشمي.
ما يعرف يكتب إسمه
كيف كان رد الحمدي عليك؟
طبعاً الرئيس وجه لي سؤالاً مباشراً.. من أين لك المعلومات؟.. لم يكن أمامي إلا أن نقلت له الحقيقة كما هي، وأن يحيى وعلي قطينة اللذين كانا في الحراسة، وتم أخذهما إلى منزل «الغشمي» بغرض تدريب أفراد حراسته، هما من أبلغاني.
وكان رد الرئيس بالقول: «الغشمي يشتي يوقع رئيس، عاده ما يعرف يكتب إسمه»، وأمرني أن أبلغ عبدالله الشمسي، وأن نحضر يحيى وعلي قطينة إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة اليوم الثاني.
هل تم إحضار من طلبهم الرئيس إلى مقر القيادة؟
نعم.. تم إحضار يحيى وعلي قطينة إلى مقر القيادة الساعة العاشرة صباحاً، وبينما كان الرئيس ونائبه الغشمي نازلين من درج مبنى القيادة، كنا نصعد ومعنا أبناء قطينة لمقابلته.. تفاجأت بأن الرئيس يوجه السؤال إلى أبناء قطينة.. هل هذا سوف يقتلني؟ وكان يقصد الغشمي، وأمر الرئيس بإدخالهما السجن أي أبناء «قطينة»، وإخراجهما فيما بعد.
لماذا أمر بسجنهما؟
ليثبت لنائبه الغشمي، بأنه يثق فيه ولا يمكن تصديق أي شيء، او أن يطمئن الغشمي.
تهديد بالاستقالة
لم يتخذ الرئيس أي موقف تجاه ذلك المخطط؟
طبعا الرئيس كان بطبيعته واضحاً وصريحاً، عندما عرف مخطط الاغتيال، بعد فترة مكث في منزله حوالى أسبوع كامل، ووعد بتقديم استقالته لمن يريد السلطة ولا الرئاسة لطالما وأن هناك مؤامرات وانقلابات، وتم مراجعته ورفض الاستقالة الكثير من القادة والمشايخ مؤكدين على بقائه هو لمصلحة اليمن، ثم جاء بعد ذلك أحمد الغشمي وحمود قطينة إلى منزل الحمدي، وتم تكليفي من قبل الرئيس مع 3 أفراد بجانبي جاهزين لأي حركة تبدي من الغشمي وقطينة نحوه.
مقربون جداً
بعد إبلاغ الرئيس بمؤامرة الاغتيال.. هل تتذكر الفترة الزمنية بينها وبين تنفيذ عملية الاغتيال؟
كانت قريبة جدا ربما لا تتجاوز الشهرين، ثم جاء «علي عبدالله صالح» الرئيس السابق وكان حينها في تعز، وطلب عدد 2 ضباط من حراسة الحمدي وهما من أبناء سنحان «عبدالله عزيز، وناصر القراني» لتدريب أفراد حراسة نائب الرئيس أحمد الغشمي، وهما من المقربين جدا للرئيس الحمدي، ولكن اتضحت حقائقهما فيما بعد في أداء مهمة خاصة.
لماذا التركيز على أفراد حراسة الرئيس لتدريب حراسة نائبه الغشمي؟
في بداية الأمر لم نكن نعرف النوايا الخبيثة، وكنا نعتبر أن حراسة الرئيس مؤهلين ومدربين، ولكن بعد أن كشفا يحيى وعلي قطينة معلومات مخطط لقتل الرئيس، والتي لم يتعامل معها الرئيس بمحمل الجد، ولكننا كنا نهتم بذلك، واختيار حراسة الرئيس يمثل اختراقاً للقتلة ومساعدتهم في تنفيذ عملية الاغتيال.
اعتراف الغشمي
كيف كانت علاقة الرئيس بنائبه الغشمي خصوصاً بعد أن تم الكشف عن مخطط لاغتياله؟
كان أحمد الغشمي أنانياً يحب الذات ومصلحته فوق كل شيء، حتى أنه جاء فيما بعد إلى الرئيس ليثبت براءته، ومعه أموال بالعملة السعودية، واعترف للرئيس بأن السعودية أعطته ذلك المبلغ من أجل أن يغتاله، طبعا الغشمي كان مدفوعاً من السفارة السعودية من أجل أن يثبت مدى إخلاصه للرئيس.
ما موقف الرئيس من ذلك؟
طبعا الرئيس، كانت لديه الشكوك ولكنه كان متسامحاً.. يعرف ما الذي يريده نائبه بالضبط ولا ينطلي عليه التظاهر بالولاء والإخلاص، ولكنه وجه الغشمي بأن يورد تلك المبالغ لخزينة الدولة، في حين كان ينتظر الغشمي من الرئيس أن يأمره بأخذ تلك الأموال له.
متسامح لا يحقد
بعد هذا.. هل صدرت توجيهات من الرئيس بشأن رصد ومراقبة تحركات الغشمي؟
إبراهيم الحمدي كان إنساناً متسامحاً مؤمناً لا يضع في قلبه الأحقاد والشكوك، لهذا لم تصدر أي تعليمات بمثل ذلك، وإنما كنا نحرص على الرئيس من نائبه والمحيطين به، بصفتي قائد تحركاته والمسؤول عن أمنه وحمايته.
ولكني ذات ليلة قررت أن أكتب تقرير خطي، يحمل تساؤلات وسلمته إياه بالمساء حيث قلت فيه «يافندم من هو الرئيس أنت وإلا الغشمي؟ الذي يصرف مكافآت للضباط والأفراد بالآلاف وأنت تصرف مكافآت لا تتجاوز المائتين ريال»، طبعا غضب الرئيس من كلامي إليه بهذه الطريقة.
حيث بلّغ التحويلة بعد منتصف الليل، يبلغوني أن أذهب إلى منزل سكرتيره «عبدالله الشمسي»بطلب منه أي الشمسي، وبسلاحي الشخصي مشيا على الأقدام، وحين وصلت إلى منزل الشمسي، سألت أحد الحراسة ما الذي يريدني به النقيب عبدالله الشمسي؟، قالوا لا يريدك ولا يبحث عنك.
وفيما بعد رحمني الرئيس وأرسل سيارة ترجعني إلى منزله، ووجدت صلاح عامل الاستعلامات «التحويلة» واخبرني أن الرئيس قال له أن يبلغني لا أكون أزيد الخُبيرات بعد القات.
عزيز والقراني
ممكن توضح بشفافية أكثر عن طبيعة مأدبة الغداء التي تم استدعاء الرئيس إليها في منزل نائبه الغشمي؟
اثناء مأدبة «الغداء» الأخير، والتي أقيمت بالقرب من السفارة السعودية في صنعاء وتحديدا في منزل «أحمد الغشمي»، على شرف عودة عبدالعزيز عبدالغني، عاد الرئيس إلى منزله ظهرا، وخرجت ثلاثة أطقم عسكرية من منزل الرئيس كان مهامها تأمين تحركات الرئيس عند خروجه الظهر، بعد أن تم توزيع المهام بين الحراسة لفترتين» الصباح والمساء»، وفي ذلك اليوم أصرا الضابطين «عبدالله عزيز وناصر القراني» أن يكونا هما ضمن الحراسة المسائية للرئيس، وخرجا ب3 أطقم مع الأفراد إلى السوق لشراء القات، وكان خروجهم في سياق خطة الاغتيال للرئيس بعد إعدادهم من قبل القتلة وتحديد مهامهما بتضييع الوقت في السوق.
عندما عاد الرئيس ظهراً أتصل به الغشمي، يدعوه إلى مأدبة الغداء وأصر الغشمي وحلف الأيمان المغلظة، بأن يحضر الرئيس الغداء في منزله لم يجد الرئيس أي سيارة، كان هناك سيارة تابعة لأخته أخذها وذهب لمنزل الغشمي وليته لم يذهب إلى هناك، في حين حراسته لا تزال بالسوق.
أين كنت أنت حينها ؟
في منزل الرئيس.
الخروج ظهراً
لماذا لم تذهب مع الرئيس إلى منزل الغشمي؟
الرئيس خرج وقت الظهر، وبعد أن تأكدنا من عودته، وكنا ضمن تحركاته الصباحية، ولم نعتد عليه الخروج ظهرا بعد عودته من الكثير من الأعمال ليرتاح في منزله، وحينها كنت قائد التحركات ولم يكن لدي أي بلاغ عن خروجه المفاجئ الذي لم نعلمه نحن، لأنه بطبيعته كان يبتعد عن الرسميات في تحركاته الاعتيادية غير الرسمية.
تأخر الحراسة
وما الذي حدث بالضبط؟
خطة الاغتيال اتضحت بأن تأخر حراسة الرئيس في السوق كانت مدروسة ومرتب لها جيداً بين الضابطين في حراسة الرئيس «عبدالله عزيز وناصر القراني» وبين أحمد الغشمي، وعلي عبدالله صالح، وعبدالله بن حسين الأحمر، وعدد من القادة والضباط وبحضور الملحق العسكري السعودي في منزل الغشمي.
أعطاهم القات
تقول أن علي عبدالله صالح كان موجوداً أثناء اغتيال الرئيس الحمدي وهناك من يتحدث عن عدم تواجده؟
نعم كان علي عبدالله صالح موجوداً في بيت الغشمي، وعندما عادت حراسة الرئيس من السوق إلى منزله وتضييع الوقت إلى الساعة 2.30 ظهرا، سألوا أين الرئيس، فتم الرد عليهم من حراسة البوابة أنه ذهب لمنزل الغشمي، وعند وصولهم إلى منزل الغشمي، خرج إليهم علي عبدالله صالح (إلى مرافقي الرئيس الحمدي) وأعطاهما القات، ونزلا « عبدالله عزيز وناصر القراني» ووجها أفراد حراسة الرئيس بالبقاء فوق الأطقم العسكرية، كانا ضابطين وهما المسؤولين عن الحماية الرئاسية المسائية وعلى إطلاع بتفاصيل خطة الاغتيال، بتواصلهم المباشر مع الغشمي وصالح.
لا يزالا على قيد الحياة
هل كان طلب عزيز والقراني لتدريب حراسة الغشمي من أجل تنفيذ هذا الدور؟
بالتأكيد نعم.. هذا الدور ل»عبدالله عزيز وناصر القراني» كان مدروساً عندما تم طلبهما من قبل «علي عبدالله صالح» باعتبارهما من أبناء منطقته «سنحان» حتى أن «صالح « تم اصطحابهما معه إلى تعز بعد اغتيال الحمدي، وليتم تعيينهما في فترة حكمه قادة ألوية عسكرية، واعتقد بأنهما لا يزالا على قيد الحياة.
برأيك أنت بهذه السهولة لم تهتم بقية الحراسة بالرئيس لتعرف ما مصيره؟
أخي العزيز.. لا أخفيك.. مهما يكن ولو كان الأمر ما كان، عند مرافقتنا للرئيس لا يمكن مطلقا أن نتركه يدخل أي مكان دون تفتيشه والتأكد من ذلك قبل وصول الرئيس وندخل معه بالقوة لنكون إلى جانبه، ولكن دور عزيز والقراني، أسهم كثيراً في انتظار بقية الأفراد خروج الرئيس.
مقتل عبدالله الحمدي
ولكن سيادة العميد.. كيف تمت عملية تنفيذ الاغتيال؟
طبعا كانت الخطة محكمة جدا، تم استدعاء عبدالله الحمدي «أخو الرئيس» وقائد لواء العمالقة، كان قبلها في ذمار، وإيهامه أن هناك سيارات مرسيدس سيتم صرفها للواء من السعودية، وكانت الخطة تقضي بقتل «عبدالله الحمدي» قبل الرئيس، يدركون جيداً تأثير وشخصية عبدالله الحمدي العسكرية لو تم قتل أخيه إبراهيم بمفرده، ولهذا تم قتل عبدالله قبل الرئيس.
خداع الحراسة
إلى متى بقيت حراسة الرئيس تنتظر خروجه؟
عندما سأل بعض الأفراد عن الرئيس ممن لا يدركون شيئاً عن الخطة وأصر البعض منهم على الدخول إلى الرئيس، خرج إليهم «علي عبدالله صالح»، وأكد لهم أن الرئيس الحمدي خرج من الباب الخلفي وذهب إلى منطقة ثلا، فتم تصديقه، لأن الرئيس كان أحيانا يقوم بمثل ذلك.
هل تم تصديق رواية أن الرئيس غادر إلى ثلا ؟
بالتأكيد نعم.. وكان الهدف من ذلك تضييع الوقت على حراسة الرئيس بالبحث عنه من أجل ان يستكمل القتلة خطة الاغتيال على أكمل وجه.
خروج غير متوقع
بما أنكم كنتم على معرفة وإطلاع بمخطط اغتيال الرئيس الحمدي.. وبصفتك مسؤول التحركات الأمنية للرئيس.. هل يعني أن تساهلكم وتفريطكم يسهم ذلك بمقتله بأي طريقة كانت؟
عند خروج الرئيس من منزله باتجاه منزل الغشمي، لم أكن شخصيا متواجد في منزله وكنت قد ذهبت إلى السوق، بعد أن عاد الرئيس إلى منزله خرجت ومن ثم عدت إلى المنزل، وكانت هناك حماية مسائية مجهزة في أي وقت ولكنها خرجت في الظهر ولم تعد، وحقيقة لم نتوقع خروج الرئيس من منزله ظهراً، ولكن كما أكدت سابقا أن «عزيز والقراني»' كانا قد طلبا أن يكونا هما حراسة الرئيس في ذلك اليوم وللفترة المسائية، وكانا من المقربين إلى الرئيس من قبل أن يكون رئيسا وفيهما الثقة أكثر منا نحن منذ أن كانا في الاحتياط.
مخطط دولي
بهذا السيناريو الساذج يتم اغتيال رئيس الجمهورية دون أن تدرك حراسته أين هو.. هل يعقل ذلك؟
للأسف نعم.. المخطط كان بعناية ومدروساً جيداً وعلى مستوى عال ودولي، بمشاركة الاستخبارات السعودية والأميركية.
حتى المساء
إلى متى تاهت حراسة الرئيس بالبحث عنه.. ولماذا لا يتم اقتحام منزل الغشمي طالما لديكم معلومات مخطط الاغتيال منذ فترة؟
استمرت عملية البحث عن الرئيس حتى بعد صلاة المغرب، عندما تحركنا بصحبة قائد حرس الرئيس عبد الخالق معوضه، ومجموعة من الضباط والأفراد منهم «محسن غوبر، وعلي القانص» والبعض لا أتذكر أسمائهم، ووصلوا إلى بوابة القيادة، وتم إبلاغ عبد الخالق معوضة، أن الرئيس وجه بدخوله فقط وتم اعتقاله.
سجن القلعة
وهل تم تصفيته؟
تم احتجازه داخل مقر القيادة العليا للقوات المسلحة، وإدخاله سجن القلعة «قصر السلاح» ليتم إطلاق سراحه فيما بعد.
برأيك هل أن قائد حراسة الحمدي كان على تواصل مع منفذي عملية الاغتيال؟
لا.لا. لا.. إطلاقا، من كانا على تواصل وإطلاع كامل بعملية الاغتيال هما كما ذكرت سابقا «عزيز و القراني».
حادث مروري
وأين ذهبت القيادات العسكرية الأخرى؟
كنت في منزل الرئيس وجاء عبدالله عبدالعالم قائد لواء المظلات و خرج من القيادة ومعه مجموعة من أفراد حراسة الرئيس، وجاء إلى منزل الرئيس واستفسرت منه عن الرئيس..وأجابني أن الرئيس تعرض لحادث مروري» صدمته سيارة في الدائري»، بحسب الأنباء التي أوصلوها القتلة.
قطع الاتصالات
وهل تم تصديق هذه الرواية الأخرى؟
طبعاً لا.. صممنا أننا نريد الرئيس حياً أو ميتاً، وعند ذهابي مع بعض الأفراد إلى مقر القيادة العليا للقوات المسلحة، كانت الدبابات تطوق المكان، ولم يكن معنا سوى مدرعة 6×6، تم منعنا من الدخول وحدثت ملاسنة بالحديث بيننا وبين بوابة القيادة ليظهر ضابط أمن بوابة القيادة «علي قطينة، لم يكن علي قطينة الذي ضمن حراسة الرئيس، وناداني «يا علي السلطان أسحب الأفراد، الرئيس اغتيل»، بهذا المنطق، ثم عدنا إلى منزل الرئيس، حاولت التواصل مع اللواء السابع والعمالقة عن طريق تحويلة منزل الرئيس ولكن للأسف تم قطع كل الاتصالات مع منزل الرئيس.
رشق الغشمي بالأحذية
كيف تقبل الشعب اليمني مقتل الرئيس الحمدي؟
بعنف وغضب شديدين.. حيث خرجت مظاهرات في مختلف المدن اليمنية، حتى أن احمد الغشمي تعرض للرشق بأحذية المواطنين، لأنهم عرفوا من هو الذي قتل الرئيس، ولن ينسى أبناء الشعب اليمني، جيلا بعد جيل الرئيس الحمدي.
دفع دية الحمدي
بعد مقتل الرئيس.. لم تكن لكم أي تحركات في الكشف عن القتلة؟
بصراحة.. لم يتسن لنا القيام بأي دور، كل شخص خائف على نفسه، وجاءت الشرطة العسكرية إلى منزل الحمدي، وكنت أجلس فوق «حجر» وطلبوا مني تسليم سلاحي الشخصي، وأخذوا الأسلحة المتوسطة من منزل الرئيس والأطقم العسكرية.
حتى أنه تم طلب عبدالله عبدالقادر- قائد المنطقة المركزية بالحضور إلى أحمد الغشمي في مقر القيادة، وذهبت معه وبصحبة النقيب منصور نصار، وبعد خروج «عبدالقادر» من لقاء الغشمي، سألته ما الذي يريده الغشمي؟
وأكد لي أن الغشمي أعطاه مبلغ 200 ألف ريال، وطلب منه أن يوزعها على الأفراد، وكان حينها محمد الخالدي أحد سكرتارية « الغشمي «موجود بيننا، حيث علقت على ذلك ساخرا بالقول « هذه الدية يا فندم عبدالقادر»، أي ثمن قتل الرئيس، تفاجأت أن محمد الخالدي، وضع سبابته اليمنى في عينه، وتوعدني بذلك.
تهديد مباشر
هل كان ذلك بمثابة تهديد بالنسبة لك؟
نعم.. وحينها تمكنت من الهرب إلى منطقة «خولان» والتجأت إلى أخوالي هناك في نفس الساعة، وصلت وكسرت العسيب «الحزام» بينهم هربا من التصفية التي كان يتم ملاحقة المقربين من الرئيس الحمدي، ومكثت هناك حتى بعد مقتل احمد الغشمي في عام 78م، ثم توسط المشايخ لدى علي عبدالله صالح، تعيينه رئيسا للجمهورية من قبل مجلس الشعب.
تصفية واعتقال
ما مصير بعض القادة العسكريين المقربين من الرئيس الحمدي؟
حقيقة.. كان ضمن خطة اغتيال الحمدي هو اعتقال بعض القادة المؤثرين والمقربين من الرئيس الحمدي، الذين يمثلون معادلة صعبة في الجانب العسكري، كلواء العمالقة، واللواء السابع والمظلات، حيث تم استدعاء عدد من القادة إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في يوم الاغتيال، وتم تغييب الكثير من القادة ولم يتم الكشف عنهم إلى يومنا هذا، منهم «علي قناف زهرة، وعبدالله الشمسي»، واعتقال العديد من القادة والذي تم إطلاق سراحهم فيما بعد «عبد الخالق معوضه، وإسماعيل حجر، وبعض القادة لم أتذكر أسمائهم.
القيادة والإذاعة والتلفزيون
هل استلم أحمد الغشمي القيادة العامة للقوات المسلحة في حينها؟
لا.. وإنما تم تكليف علي عبدالله صالح، وسيطر على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، والإذاعة والتلفزيون في صنعاء، وإعطاء المسؤولين الأمنيين في الإذاعة إجازة من قبل الغشمي، وأدركنا فيما بعد سر تعلق «صالح» بمقر القيادة، بعد ان عاد من تعز، وكان يتردد كثيراً إلى القيادة ليلا، والغريب أنه كان يأخذ فراشاً وبطانية وينام تحت الدبابة.
لماذا؟
اعتقد أنه كان يسعى إلى نيل ثقة الرئيس الحمدي والتقرب إليه ليظهر له متملقا الإخلاص، اثناء اختلاف الرئيس مع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وأصبح علي عبدالله صالح يدخل مقر القيادة في أي وقت بأمر من الرئيس بالرغم أنه كان ممنوعاً دخول القيادة ليلا لأي من كان.
تفجير الوضع
شخصياً.. الذي كنت تتمناه أن يحدث ولم يحدث بعد مقتل الرئيس الحمدي؟
بصراحة.. ما كنا نخطط له هو تفجير الوضع في صنعاء في حينه، انتقاما لمقتل الرئيس الحمدي، وكان الأمل معقوداً على لواء المظلات، الذي تعرض للتطويق بالكامل من قبل دبابات القتلة والمجرمين، صحيح أن ذلك مكلف للجميع ولكن كنا سنسطر ملحمة من الوفاء بدمائنا للشهيد الحمدي، الذي كان يتمتع بحاضنة شعبية وجماهيرية واسعة بالتأكيد سيقف الجميع صفا واحدا ضد القتلة.
ليس لدي معلومات
الولايات المتحدة الأميركية رفعت الحجب عن بعض الوثائق فيما يخص اغتيال الرئيس الحمدي في عام 2014م، ونشرها موقع «ويكليكس» أكدت أن شخصاً برتبة نقيب أطلق النار على الرئيس الحمدي ولم تشير إلى إسمه.. هل لديك معلومات من يكون ذلك؟
مؤكداً وكما ذكرت لك سابقا.. أن الرئيس الحمدي تم اغتياله في منزل «الغشمي»، ولكن ليس لدي أي معلومات عن ذلك.. ولكن كما أكدت سابقا.. يتم توجيه السؤال للعميد محمد الحاوري، الصندوق الأسود وأحد المقربين جدا من أحمد الغشمي.
الملحق السعودي
ما الدور الذي قام به الملحق العسكري السعودي في اليمن؟
بحقيقة الأمر.. كان الملحق العسكري السعودي» صالح الهديان» هو الشيطان الذي مول وأشرف بشكل مباشر على عملية اغتيال الرئيس الحمدي، والذي كان يتلقى التعليمات من النظام السعودي ودول أخرى، مع الخائن أحمد الغشمي، الذي كان يتلقى أموالاً طائلة من السعودية.
بناء الدولة
ما الذي كان يزعج السعودية في شخصية الرئيس إبراهيم الحمدي؟
الرئيس الحمدي -رحمة الله عليه- كان يمتلك مشروع بناء الدولة في اليمن، وكانت نظراته بعيدة المدى، فلا يمكن للسعودية أن تسمح بأن تكون اليمن دولة قوية في جنوب المملكة.
في حين كانت خطابات الحمدي تمثل رعبا للنظام السعودي في توجهاته المختلفة، والتفاف أبناء الشعب حوله كرئيس استثنائي لليمن.
رأت السعودية سياسة الرئيس الحمدي المحلية والإقليمية والدولية تفوق مصر» جمال عبدالناصر»، حتى أن الرئيس في بعض خطاباته كان يقول « السعودية تمول لنا مشروعاً، ولوحة المشروع أكبر من المشروع ذاته».
إلا أن تقارب سياسة الرئيس الحمدي مع الإخوة في الشطر الجنوبي، وتحركات الرئيس الإقليمية والدولية نحو الإمارات وروسيا والصين، وما حظى به من اهتمام عربي ودولي، أعتقد أن السعودية قررت التخلص من الحمدي، لانها لا تريد اليمن أن يخرج من تحت عباءتها مهما كلف ذلك من ثمن.
مؤتمر البحر الأحمر
مشروع بناء الدولة في اليمن هو السبب الرئيس في مقتل الرئيس الحمدي؟
بشكل عام نعم.. حتى أن الرئيس الحمدي دعا إلى انعقاد مؤتمراً للدول المطلة على البحر الأحمر في مارس 1977م، وعقد في مدينة تعز وقاطعته السعودية، بأوامر دولية من أمريكا والدول الكبرى، والذي أكد من خلاله أن مضيق باب المندب ممر يخضع للسيادة اليمنية ولها الحق في الإشراف عليه.
أذرع السعودية
في تلك الفترة.. ما حجم التدخلات السعودية المباشرة في القرار السياسي اليمني؟
كان هناك محاولات كبيرة، وأوضحت أن الرئيس الحمدي دفع حياته ثمنا لتصديه لمختلف التدخلات السعودية في اليمن، ولهذا عملت على قتله عن طريق أذرعها وعملائها في الداخل، والتي حاولت أن تعمل منهم دولة داخل الدولة المدنية التي أعلن عنها الرئيس، الأمر الذي تنبه له الحمدي مبكرا وعمل على الحد من سلطة المشايخ وغيرهم.
امتداد العمالة والخيانة
من هم أبرز الأذرع والعملاء للسعودية في تلك الفترة؟
ما أشبه الليلة بالبارحة.. السعودية استطاعت أن تنشئ لها فقاسة خاصة من العملاء والخونة، للأسف من أبناء جلدتنا في اليمن، وإلى يومنا هذا من خلال العديد من القادة العسكريين والمشايخ والسياسيين وبأموالها التي كانت تصرف ولا زالت تصرف لهم إلى يومنا هذا.
حتى أن أحمد الغشمي نائب القائد العام للقوات المسلحة، يعد من أبرز من استنسخ عملاء السعودية في الجيش والأمن، وتعيينهم في مختلف المناصب الإدارية المدنية والعسكرية على حد سواء، حيث كان الرئيس الحمدي يصدر قراراً بتعيين قائد لواء، بينما «الغشمي» يصدر تعيينات لأركانات الألوية وأستطاع أن يكسب ولاء صغار الضباط، بالإضافة إلى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ذراع السعودية الأول في اليمن، أختلف مع الرئيس الحمدي، ولهذا تآمر هو وكل من أسهم بتنفيذ المخطط السعودي الأمريكي في قتل الرئيس الحمدي.
ترسيم الحدود ونفط تهامة
بمعنى أن الرئيس الحمدي كان يواجه ضغوطات سياسية من السعودية؟
بالتأكيد.. نعم.
ما أبرز الضغوطات التي كان يتلقاها ؟
كانت هناك ضغوطات كبيرة في الجانب السياسي فيما يخص ترسيم الحدود، والتقارب الكبير نحو الوحدة مع قيادة الشطر الجنوبي آنذاك، حتى أن النظام السعودي وفي إحدى زيارات الرئيس الحمدي للسعودية، في مناسبة لا أتذكرها بالضبط وعند وصوله إلى مطار الرياض لم يكن باستقباله الملك كما هي الأعراف الدبلوماسية بل أحد المسؤولين السعوديين العاديين، وعند وصولنا إلى مقر إقامة الوفد، قام الرئيس بفتح التلفزيون، وشاهد أن هناك استقبالات رسمية من قبل الملك لرؤساء الدول الخليجية وغيرها، مما أثار غضب الرئيس الحمدي، وأمرني أن أبلغ الوفد المرافق له بالتجهز للمغادرة والعودة إلى صنعاء، وتم العودة إلى صنعاء بعد نصف ساعة من الوصول إلى الرياض.
مؤامرات وتدخلات
كيف تنظرون إلى العدوان من قبل دول التحالف بقيادة نظام «آل سعود» وللعام الرابع على اليمن؟
حقيقة كل ما هو حاصل في اليمن من عدوان وحصار تحالف العدوان بقيادة السعودية، هو امتداد حقير للمؤامرات والتدخلات السعودية في اليمن، منذ ما قبل فترة الرئيس الحمدي، بل إلى ثلاثينات القرن الماضي.
حاول الرئيس الحمدي، الاستقلال بالقرار اليمني والخروج به من تحت العباءة السعودية، ورفض الانصياع للأوامر السعودية، فقتلوه.
رغم الضغوطات التي كان يتلقاها إلا أنه كان يراهن على الشعب اليمني، والذي رفض ترسيم الحدود، وعملت السعودية على إيقاف التنقيب عن النفط في تهامة، بالإضافة إلى الوقوف ضد مشروع الوحدة وعدم تقارب اليمن مع العالم، لاسيما الاتحاد السوفيتي الصين آنذاك، وكان يقول» أنا لا أبالي أن أقتل مسلما، على أي جنب كان الله فيها مصرعي».
الصماد والحمدي وجهان لليمن الحر
هل تتوقع بتكرار شخصية الرئيس الحمدي في اليمن مرة أخرى؟
سؤالك يا أبني قد يجعلني أذرف دموعا على ذلك.. حقيقة والله رأيت الرئيس الشهيد «صالح الصماد» بمواصفات قيادية مشابهه للرئيس إبراهيم الحمدي بخطاباته وكلماته ولهجته ومنطقه وفي لبسه «الصيفي»، ويبدو أن الرئيس «الصماد» كان متأثرا ب الحمدي، حتى بتواضعه ونزوله إلى الناس وإلى الجبهات ليكون قريبا من المجاهدين من أبطال الجيش والجان الشعبية، صح أن سنه لا يزال صغيراً ولكن -رحمة الله عليه- كان رجل دولة، والله كنت أقول أن الصماد هو «إبراهيم الحمدي»، وهما وجهان لليمن الحر.
هل ترجح أن اغتيال الصماد كان لهذا السبب؟
و ليش لا.. اغتيال الرئيس صالح الصماد لم يكن سهلا او أمرا عاديا، وإنما بحسب اعتقادي ان السعودية دفعت أموالا طائلة من أجل إسكات صوت صالح الصماد، الذي كان محل إجماع الكثير من أبناء اليمن، وخطاباته البسيطة الصادقة التي كانت تلامس قلوب الكثير من الناس.
خونة وإمعات
ولكن سيادة العميد.. اليوم الكثير من التيارات القومية، لا سيما من أتباع الفكر الناصري والرئيس الحمدي يؤيدون النظام السعودي في الحرب على اليمن؟
للأسف الشديد.. أن يكون من أتباع الفكر الناصري وفكر الرئيس الحمدي أن يرتموا في أحضان قوى العدوان من الرجعية «السعودية» كما كان يصفهم الرئيس جمال عبد الناصر، الذي قتل ب» السم» وبتآمر سعودي صهيوني أمريكي، وقتلت الرئيس الحمدي، وعملت على تدمير اليمن، منذ عقود من السنوات.
بل وأسهمت النظام السعودي على هدم كل القيم الإسلامية والقومية العربية وأسهمت في ضياع القضية الفلسطينية، وللأسف مرة أخرى أن يكون اولئك بين أحضان السعودية، فهم إمعات وخونة، وعملاء.
فخر لأبنائي وأحفادي
هناك من يقول أنك لم تكن قائد حراسة الرئيس الحمدي.. ما ردك على من يقول ذلك؟
للأسف من يتكلم بمثل ذلك إنسان جاهل وقد رافقت الرئيس الحمدي في الكثير من الزيارات المحلية والعربية والدولية، ولدي موروث من الصور الفوتوغرافية، التي تشرفني وتزيدني فخرا لأبنائي وأحفادي.
ومن يطلق ذلك بعض من أنصار الغشمي، وأتذكر اثناء احتفال بمناسبة حركة التصحيح 13 يونيو في شبام كوكبان، وصلتنا معلومات أن هناك مخاطر أمنية تهدد حياة الرئيس الحمدي، وخرجت بصفتي في حينها قائد حراسة الرئيس في الفجر بقوة عسكرية وتم تطويق شبام كوكبان بالكامل، وذهبت لمنزل ضابط كان موالياً للغشمي ويدعى «الشبامي» والتي كانت الشكوك تدور حوله وتم تطويق منزله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.