إن الإقدام على خوض غمار معركة أياً كان نوعها، عسكرية أو سياسية أو اقتصادية أو إعلامية فإنه من المفترض أن يكون المهاجم قد أعد العدة وأحكم الخطط التكتيكية وحصن كل نقاط الاختراق بالتجهيزات المناسبة ووضع كل الاحتمالات التي من الممكن أن يستخدمها الخصم للرد عليه وكيفية مواجهته بما يضمن تحقيق الهدف وإحراز النصر بأقل الخسائر الممكنة وخاصة إذا كان الطرف المهاجم لديه من الإمكانات المادية والبشرية والتقنية ما يمكنه من استخدامها بما يخدم أهدافه ويحقق غاياته المرسومة.. ولو نظرنا إلى معركة شعبنا اليمني اليوم مع أعداء الحياة فإن كل ما سبق ينطبق وبكل تأكيد على التحالف العدواني الأرعن الذي يشن حرباً همجية علينا منذ أربع سنوات تقوده مملكة آل سعود التي بالفعل أعدت العدة ووفرت وجهزت الإمكانيات وأحكمت الخطط ليس على المدى القريب وإنما منذ الأزل.. نعلم جميعاً أن الله سبحانه وتعالى قد منح وأعطى المملكة السعودية ثروة طائلة تستطيع من خلالها لو استخدمت في طريق الخير والبناء أن تحقق الأمن والسلام والرخاء في أنحاء المعمورة وأن تعكس نظرة إيجابية لشعوب العالم عن ديننا الإسلامي الحنيف، لكن وللأسف الشديد من يقع على رأس هذه الثروة والمسيطر عليها والمتحكم في مصيرها نظام عميل بدد تلك الثروة وجعل من كل الإمكانيات المادية والعسكرية خراباً ودماراً للشعوب وخاصة العربية والإسلامية، وما يقوم به هذا النظام الرجعي ضد شعبنا اليمني الوفي لتراب وطنه والمؤمن يقيناً بعدالة قضيته هو أكبر دليل على همجية وإجرام المعتدين، ومن يظن واهماً أن إقدام نظام آل سعود على شن عدوانه وتحقيق ضرباته الاستباقية لم يكن مرتباً ومخططاً له فهو لا يفقه في تاريخ مؤامرات آل سعود أي شيء.. ومن يعتقد جازماً بأنهم جاءوا من أجل إعادة شرعية الهاربين فهو مجنون أو مهووس.. ومن ما زال في عقله أو قلبه ذرة من شك أنهم جاءوا لينقذوا اليمن من المد الإيراني في المنطقة فهو أعمى.. إن المخطط أكبر من ذلك وأهداف أسيادهم الخفية لن تتوقف عند اليمن فحسب، فلو نظرنا إلى حولنا لوجدناه سيناريو طويل المدى خطط له منذ بداية تشكيل الأنظمة العربية واختراقها وجعلها أنظمة هشة لا تقوى على الصمود، تدين بالولاء والطاعة لدول الهيمنة والتسلط، وبناء مؤسسات شكلية فارغة من مضمونها الحقيقي آيله للسقوط، لذلك عندما حانت لحظة تنفيذ مشاريع قوى الاستكبار العالمي وجدنا الأنظمة تتساقط واحداً تلو الآخر والمؤسسات تنهار وتتفكك.. ونحن في يمننا الحبيب كان لنا النصيب الأكبر من هذا المخطط الإجرامي الذي تقوده دول الأطماع في خيرات وثروات الشعوب وتنفذه أدواتها في المنطقة وللأسف من يجمعنا بهم الدين والعقيدة، وكما نعلم بأن العدو من خلال قراءته لواقعنا العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وضع في حساباته ورهاناته الخاسرة بأن العملية العسكرية لن تطول كثيراً فكانت كل مخططاته وتقاريره لأسياده بأن كل شيء تحت السيطرة، وهنا دعونا نقف قليلاً لمراجعة الأحداث منذ بداية إقدام تحالف العدوان بقيادة السعودية على شن هجماته الإجرامية في تاريخ 26 مارس 2015م دون أن نذكر جرائم آل سعود التاريخية المرتكبة بحق أبناء شعبنا اليمني وأساليبهم الماكرة باللعب من تحت الطاولة للسيطرة على القرار الوطني واعتبار اليمن حديقة خلفية لهم.. ومن خلال قراءة متواضعة وبعد أربع سنوات من عدوانهم البربري الغاشم ومعركتهم الخاسرة سنجد أن التحالف بخططه العملياتية وقواته وعدته وعتاده وإمكانياته العسكرية والتقنية وقدرته على التلاعب بكل الأوراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي حاول جاهداً من خلالها أن يشق الصف الوطني وأن يبث روح النزعات الطائفية والعنصرية وإدخال البلاد في حرب أهلية طويلة الأمد قد فشل فشلاً مخزياً لأن شعبنا اليمني العظيم رغم أوجاعه ما زال لديه من القدرة والصمود والاستبسال والمعنويات والروح الوطنية ما يمكنه من قهر المعتدين مهما كانت مؤامراتهم ومخططاتهم النتنة، وأن لديه من الإيمان والعزيمة والوعي والإدراك ما يستطيع أن يواجه به العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي إلى أن يتحقق نصر الله لعباده المؤمنين. ومن خلال الأحداث ووقائع الميدان نستطيع أن نستنتج أننا قد كسرنا نظريات التفوق لدى تحالف العدوان وغيرنا المعادلة والعسكرية وأفشلنا كل حساباتهم وخططهم ومؤامراتهم بعزيمة وإرادة وثبات المقاتل اليمني وإيمانه بتأييد الله له ونصره، وبحبه لتراب وطنه، وبعدالة القضية التي يقاتل من أجلها، وثقته بقيادته وسلاحه الذي بين يديه وبإمكانياته العسكرية المتواضعة التي يؤمن ويعتز بها وبرجال الوطن الأشداء الذين يذيقون المعتدين مرارة الهزيمة في كل جبهات وميادين العزة والبطولة والشرف، وإدراكه جيداً أن خيوط المؤامرة أكبر مما يتصوره عقل لأن من يديرها هي سيدة الشر أمريكا وحفيدتها إسرائيل وينفذها عبيدها المنبطحين في المنطقة وأن الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية والحقوقية ليس لها صوت يسمع إلا بإذن من دول الهيمنة والتسلط العالمي، كما يكفينا فخراً أن عدونا غدا يعرف جيداً حجمه الطبيعي ويعرف من هي اليمن ومن هم أبنائها الشرفاء الذين يراهن عليهم في حمايتها والدفاع عنها لا أولئك الذين ارتموا في أحضانه وباعوا وطنيتهم وشرفهم بثمن بخس من المال المدنس والكثير منهم اليوم يعظون أصابع الندم ويأسفون على مواقفهم تلك ولسان حالهم يقول يا ليتنا وقفنا مع إخواننا ودافعنا عن كرامتنا وسيادة وقرار وطننا.. ونحن نقول لهم أن باب التوبة مفتوح وقيادة الوطن السياسية والعسكرية تدعوا دائماً كل من غرر بهم من قبل العدوان العودة إلى حضن الوطن.. ويمننا الحبيب يتسع كل أبنائه الشرفاء.