بعد الهزائم النكراء والانتكاسات المتوالية والفضائح المدوية التي تلقتها وتتلقاها دول تحالف العدوان السعود-أمريكي ابتداءً من العراق وسوريا وليبيا وكل الدول التي قطعت فيها أذرع تحالف الشر والإرهاب والدمار والتخريب (أمريكا- إسرائيل- حملة داعش إمارات الخراب بحرين النفاق...الخ).. بعد كل ما تعرضت له هذه الدول من انتكاسات وتنكيل وفشل ذريع لمخططاتها ومشاريعها التآمرية على دول وشعوب المنطقة, على مدى 15عاماً ماذا تنتظر من اليمن وشعبها العظيم؟ بالتأكيد إن من يعتلون سدة الحكم في هذه الدول المنكرة لا يزالون في غيبوبتهم ومتاهات أحلامهم الوهمية الخيالية التي أدخلتهم فيها حالة جنون العظمة ومشاعر التعالي والغطرسة والتكبر المسيطرة عليهم منذ عقود من الزمن ولم يتمكنوا من التخلص منها بفعل الرغبة الذاتية لديهم بعدم التخلي عنها لما كانت تحققه لهم من مكاسب كبيرة ومصالح جمة داخل بلدانهم وفي البلدان الضعيفة التي تتلقى الهبات والدعم والمنح منهم بمبررات وحجج واهية كالحماية والمساعدة في النهوض والنمو والتعاون المشترك وغير ذلك من المبررات اللامنطقية في معظمها للشعوب المثقفة والواعية بخطورة تلك الهبات والمساعدات التي للأسف الشديد ساعدت دول الاستكبار والهيمنة على لعب أدوار كبيرة عن أحجامها ومكانتها ووزنها وثقلها الحضاري والتاريخي والإنساني على مستوى العالم عموماً والمنطقة العربية خصوصاً, فالمساعدات والمنح المقدمة للدول النامية أو للشعوب المحتاجة ليس الهدف منها كما هو معلن لإحداث النمو أو التطور أو تقدم لتلك الدولة أو ذاك الشعب وليس الهدف منها تعزيز الشراكة وتطوير العلاقات كما يروج لها مقدموها, بل الهدف منها أصبح واضحاً وهو البحث عن نفوذها في تلك الدول المخدوعة والسيطرة على مقدراتها وثرواتها والتحكم بقراراتها السيادية والتدخل في صناعة سياستها الخاصة الداخلية والخارجية وفي إدارة شؤونها الداخلية بشكل سافر ولئيم وصولاً إلى الهيمنة الكاملة عليها واتخاذها منطلقا لتوسعاتها وتحقيق مصالحها وأطماعها ومشاريعها وأهدافها الاستراتيجية السياسية منها والاقتصادية والعسكرية. نعم.. انخدعت كثير من شعوب العالم خصوصاً الضعيفة منها بأساليب المكر والتضليل التي تمارسها دول الاستكبار العالمي عليهم إذ نرى اليوم البعض من تلك الدول منتهكة سيادتها مجردة من قراراتها منهوبة ثرواتها تعيش في أسوأ حالاتها اقتصادياً وعسكرياً وسياسيا وثقافياً وعلمياً تابعة لسيدها الأجنبي مطيعة لأوامره ومنفذة لقراراته والبعض الآخر رغم موقعها وثقلها التاريخي والحضاري وثرواتها الطائلة إلا أنها تفتقد لأهم مقومات الدولة وهي السيادة والكرامة والقرار وتحاول تمارس نفس دور سيدها المطاع في دول أخرى مستضعفة لكنها حرة أبية لا تقبل الخضوع والذل والهوان وبنفس الأساليب والوسائل التي مورست عليها من قبل دول الاستكبار العالمية كما هو حاصل حاليا في بلدنا الحبيبة التي تتعرض لأبشع عدوان وحصار جائر وشامل ولضغوطات كبيرة من قبل دول تحالف الشر والإرهاب منذ ما يقارب الأربعة أعوام في صورة تعكس التبعية التي تعيشها والانحطاط الأخلاقي والقيمي الذي وصلت إليه ومستوى الحقد الدفين والكراهية المقيتة المضمرة لديها من قرون والنوايا السيئة تجاه شعبنا اليمني العظيم الرافض لسياسية الهيمنة والغطرسة والوصاية التي صارت من الأمور العادية في أذهان ملوك وأمراء وقادة تلك الدول الذين من الواضح جداً أنهم واقعون في فخ أسيادهم ولا يزالون قابعين في صناديقهم المغلقة المخصصة لهم ويعيشون في وحل أحلامهم الطفولية المسطرة في القصص والروايات الأسطورية غير مستوعبين لكل مجريات ومتغيرات الأحداث المتسارعة في المرحلة الراهنة, بل عاشوا في قصورهم العاجية ينظرون للعالم من حولهم بنظاراتهم السوداء المخصصة لهم من قبل أسيادهم للتشويش عليهم من رؤية الواقع بحقيقته ليظلوا عبيداً وخداماً بهيئة ملوك وأمراء.. نعم.. إنه لمن المحزن والمبكي أن لا يستفيد تحالف العدوان السعود أمريكي مما جرى لتحالف أسياده سابقا وحاليا في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها بل لا يدرك تبعات وانعكاسات استمرار حربه الغاشمة وحصاره الجائر على شعب الحكمة والإيمان خصوصاً وإنه من المؤكد أن تداعياتها ستكون كبيرة ومؤلمة عليه في قادم الأيام من كافة مناحي الحياة فشعبنا اليمني الذي خاض العديد من الثورات والمواجهات الوطنية ضد الغزاة والمحتلين سابقا وأجبرهم على الرحيل من وطنه الغالي لديه تجارب وخبرات مكتسبة اليوم في التعامل مع دول تحالف العدوان السعوأمريكي ومرتزقته فكما نكل بغزاة الأمس والحق بهم الهزائم النكراء ولقنهم دروسا أليمة لا تنسى في ميادين المواجهات سينكل بغزاة اليوم أشد تنكيل وسيجعل من تراب الوطن الطاهر مقبرة لكل المعتدين والمحتلين فخلال ما يقارب الأربعة أعوام من المواجهات تمكن بشجاعة مقاتليه من إنزال الهزائم تلو الهزائم بقوات الغزو والاحتلال ومرتزقتهم وجعل من الشواطئ والهضاب والوديان والصحاري محارق لهم ولمعداتهم وآلياتهم العسكرية, مسطراً في ذلك أروع البطولات والمشاهد والمواقف الوطنية الشجاعة, منكساً في ذلك أعلام دول تحالف الشر والإرهاب المرة تلو الأخرى حتى جعل منهم أضحوكة ومحط سخرية ومهانة لدى الرأي العام العالمي والإقليمي والدولي الذي يتابع وبدقة تطورات الحرب في يمننا المعطاء ويكشف لشعوب العالم أجمع حالة الوهن والضعف والتخبط والإحباط والفشل الذريع عسكرياً وسياسياً لدول تحالف العدوان السعود أمريكي في اليمن ومستوى الصمود والثبات الأسطوري لرجالنا الأشاوس ولشعبنا العظيم صانع الانتصارات العظيمة والمعجزات المستحيلة في كافة ميادين العزة والشرف والكرامة. إن ما ينتظره تحالف العدوان السعوأمريكي مستقبلاً في يمن الحكمة والإيمان لاشك إنه سيكون أشد إيلاماً وفتكاً مما مضى في ظل المتغيرات الجديدة والمعادلات التي تغيرت فيها موازين القوى مؤخراً في ميدان القتال وعلى الساحة الدولية والعالمية بشكل عام, فاليمنيون كما هو مبدأهم منذ القدم لا يقبلون على أنفسهم بأقل من النصر فلا مجال للهزيمة والاستسلام في قواميسهم ولكم أيها الغزاة الجدد عبرة ودروس ممن سبقوكم فكلنا فداء لليمن والوقت لازال متاحاً أمامكم لمراجعة حساباتكم الخاطئة في اليمن, فلن ينفعكم الندم والحسرة في قادم الأيام فثورة اليمانيين العاتية وغضبهم عليكم لم يبدأ بعد فأوقفوا عدوانكم الغاشم وارفعوا حصاركم فالجرح غائر والنصر لليمن وشعبها العظيم. والله من وراء القصد،،،