منع مملكة آل سعود الوهابية التكفيرية الحجاج اليمنيين للعام الثاني على التوالي- ومعهم الكثيرين من أبناء الأمة العربية والإسلامية تأدية فريضة إلهية واجبة على كل مسلم نطق الشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان, ولديه القدرة الاستطاعية على زيارة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة في أرض الحجاز المباركة- هو عمل لا يهدم ركناً من أركان الإسلام فقط بل كلها, وهنا تتجلى حقيقة العدوان السعودي المباشر الوحشي الغاشم المستمر على الشعب اليمني العربي المسلم المسالم الصابر الصامد لأكثر من عام ونصف,. وحقيقة العدوان غير المباشر على الشعوب العربية والإسلامية عبر إشعال الفتن وتأجيج الصراعات والحرب المذهبية والطائفية والمناطقية والعرقية بين أبناء الدين والوطن الواحد خدمة لأعداء الأمة وتنفيذاً لمخططات مشاريع قوى الهيمنة والاستكبار العالمي الأمريكي العربي الصهيوني, والتي جميعها تشارك بشكل صريح ومعلن في الحرب السعودية العدوانية الإجرامية القذرة على اليمن.. الأرض والإنسان.. الجغرافيا والتاريخ, الحاضر والمستقبل.. هذا هو سياق العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الوحشي الباغي والشامل على وطن وشعب الإيمان والحكمة والحضارة الذي تمكن- بإرادة المظلوم المستمدة من ثقته بالله- من التصدي لهذا العدوان ومواجهته, محققاً انتصارات ملحمية أسطورية بإمكانياته المحدودة وقدراته البسيطة التي لا يمكن مقارنتها إطلاقاً بإمكانات وقدرات المعتدين العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية والإعلامية, التي جمعت كل قوى الشر في الأرض لإذلاله وإبادته وتدميره وتقسيم وطنه والسيطرة على موقعه الجيوسياسي الحيوي الاستراتيجي والاستيلاء على ثرواته, فأذلهم هذا الشعب المفقر وألحق بهم هزائم نكراء لم يسبق أن شهد التاريخ مثيلاً لها.. مستمداً عزمه وقوته من صاحب العزة والجبروت الذي جعل من ضعفه قوة تتجسد مشاهدها يومياً طوال على مدى يزيد على 18شهراً من صمود أبناء هذا الشعب المؤمن المسلم العريق في كافة الجبهات التي فتحتها قوى العدوان والغزو والاحتلال, مستخدمين في حربهم على اليمن أحدث آلات الموت والدمار التي حشدتها من الجو، والبر والبحر.. مشترية بالمال النفطي المدنس كل الأوباش وشذاذ الآفاق في الداخل والخارج.. ومع ذلك استطاع اليمانيون أن يفشلوا ويهزموا المعتدين منتقلين من الدفاع المتصدي إلى الدفاع الرادع المعبر عنه في معارك جبهات عسير ونجران وجيزان وصولاً إلى العمق, جاعلاً قواعد ومنشآت الأعداء العسكرية أهدافاً للقوة الصاروخية اليمنية.. وهذا ما أكده بركان (1) الأسبوع الماضي بعد عام ونصف من الحرب العدوانية الغاشمة على الشعب اليمني. . الاستخلاص الأهم فيما أسلفنا هو أن العدوان على اليمن يعد في حقيقته حرباً صهيونية أمريكية . سعودية على الإسلام والمسلمين والإنسانية كلها.. وتحويل فريضة الحج من أمر رباني إلى شأن خاص بآل سعود يؤكد صوابية هذا الاستنتاج.