أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ، جيش بلاده بمراقبة بحر الصين الجنوبي وتايوان، لتقييم الوضع وتعزيز قدراته حتى يتمكن من التعامل مع أي حالة حرب طارئة. ونقل التلفزيون الحكومي الصيني عن بينغ قوله خلال جولة تفقدية قام بها الخميس ضمن زيارته لمقاطعة كوانغدونغ، إن قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية اضطرت لتحمل "مسؤولية عسكرية ثقيلة" في الأعوام الأخيرة. وأضاف شي: "من الضروري تعزيز المهمة ... وتركيز الاستعدادات لخوض الحرب. نحن بحاجة إلى أخذ جميع الحالات المعقدة في الاعتبار ووضع خطط طوارئ وفقا لذلك". وأضاف: "علينا أن نزيد من تمارين الاستعداد القتالي، والتدريبات المشتركة والتمارين الموجهة لتعزيز قدرات الجنود والتحضير للحرب". ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورننغ بوست عن شي قوله: "يجب أن تركزوا على المهام وأن تستعدوا للحرب. علينا أن نأخذ في الاعتبار صعوبة الوضع ووضع خطة عمل مناسبة. من الضروري أيضا تعزيز التدريبات العسكرية". ومن مهام قيادة المنطقة الجنوبية، الإشراف على بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة تتزايد فيها التوترات والنشاطات العسكرية المتضادة بين الصينوالولاياتالمتحدة. وقال مراقبون عسكريون إن "تعليقات شي تهدف على الأرجح إلى رفع الروح المعنوية وتؤكد مطالبات بكين الإقليمية في بحر الصين الجنوبي". وأضافوا: "من المتوقع أن تثير الولاياتالمتحدة مزيدا من التحديات بحجة حرية الملاحة في منطقة بحر الصين الجنوبي، لأنها لا تعترف بحقوق بكين في الجزر الاصطناعية، مثل الشعاب المرجانية، لذلك من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الاحتكاك العسكري بين البلدين في هذه المنطقة". ويشير المراقبون إلى أن خطاب شي لقيادة المنطقة الجنوبية كان أيضا بمثابة تحذير واضح للقوى المؤيدة للاستقلال في تايوان، حيث تتقاسم هذه المنطقة العسكرية المسؤولية مع قيادة المنطقة الشرقية عن مراقبة الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي. وتفقد شي قواته العسكرية خلال زيارة استغرقت أربعة أيام إلى المقاطعة الجنوبية الصينية وجاءت زيارته على خلفية الخلافات التجارية والاستراتيجية المتنامية بين بلاده وواشنطن. توعد وزير الدفاع الصيني وي فنع خه اليوم بأن جيش بلاده سيتحرك لإحباط محاولات فصل جزيرة تايوان عن الوطن الأم "مهما كان الثمن". وكان وزير الدفاع الصيني في منتدى شيانجشان في بكين شددعلى أن "قضية تايوان مرتبطة بسيادة الصين وسلامة أراضيها وتمس مصالح الصين الأساسية". وأكد الوزير الصيني على أنه "من الخطورة الشديدة بمكان تحدي الصين في ما يتعلق بهذه القضية وإذا حاولت أي جهة فصل تايوان، فإن الجيش الصيني سيتخذ الإجراءات اللازمة مهما كان الثمن". يذكر أن الصين غاضبة من العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على جيشها في الآونة الأخيرة، إضافة إلى قضايا ساخنة أخرى في العلاقات مع واشنطن ومنها الحرب التجارية المتصاعدة التي يقودها ترامب والتوتر المخيم على بحر الصين الجنوبي. وأرسلت الولاياتالمتحدة الاثنين الماضي سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان في ثاني عملية من نوعها هذا العام هي الأحدث ضمن سلسلة من الإجراءات التي قام بها البيت الأبيض دعما لجزيرة تايوان.