نحن بحاجة إلى أن نظهر وعينا في سلوكنا في أعمالنا في جدنا في اهتمامنا إلى درجة تحطم معنويات المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض، فييأسون فيضْمَحِلُّون ويتضاءلون أمام ما يلمسونه منا من جِدِّه واهتمامه ووعيه، فيرون الناس كتلاً من الصلب تتضاءل نفسياتهم وتضمحل ويتلاشون شيئاً فشيئاً حتى يصبحوا في المجتمع لا قيمة لهم، وحتى يصل إلى درجة أن لا يعرف ماذا يقول وبماذا يتفوه معي أو معك، تضطرب المسألة لديه، يتلَجْلَج الباطل في فمه، فلا يعرف ماذا يقول وماذا يعمل. ازاء مثل هكذا وعي من هذا النوع فلا يضر الامة في دينها وعقيدتها ووطنيتها شيء حتى ولو اتجهت عشرات المحطات والقنوات الفضائية ومحطات الإذاعة نحو مثل هكذا مجتمع لتؤثر في وعيه فان كل ذبذباتها ستنطلق إلى الجو ولن تصل إلى أرض نفسيتك ولن تؤثر فيك. كما وصل إليه الإيرانيون في أيام [الإمام الخميني] الذين كانوا على هذا النحو من الوعي العالي. كنا ندرس في المدارس عن الاحتلال وحركات التحرر العربية والتضحيات التي قدمها العرب للتخلص من الاستعمار ونقول من هي دولة المليون شهيد وهكذا ايضا تعلمنا ان الغزاة عند خروجهم من البلدان المستعمرة لم يخرجوا لكي تبقى البلدان لاهلها بل انهم حاولوا ان يعملوا بطريقة الغزو الفكري الثقافي «هذا الكلام كنا نتعلمه ويجمع عليه الكل وقالوا ايضا ان العدو بغزوه الفكري يستهدف الهوية الاسلامية والوحدة وحدة العرب والامة» ولهذا جند جنودا من اوساط الامة لضرب الهوية والعقيدة وبمسميات دينيه لكي يستغفل الامة عندما يأتي هناك من اوساطها من يتحدث عن الدين ولكن بتضليل وتزييف لكي يكون مقبولا لانه من اوساط الامة ويعمل بطريقة انه من الدين وهكذا ايضا اوجدوا رجالهم في هذا الميدان واوجدوا خلافات واختلافات متعددة الاشكال وعملوا بعدة طرق وبعدة اساليب وطرق لتدجين الامة ثقافيا وللغرض الذي يجعل المستعمر يبقى بسيطرته بطرق غير مباشرة حتى يأتي الوقت المناسب الذي يشعر معه ان الامة هي من اصبحت جاهزة لقبول الغزاة, انظروا كيف يفعل الاعداء وماذا صنعت ادواتهم فبعد ان كانت الامة تضحي للتخلص من الغازي بملايين من رجالها اصبح الوضع اليوم ان تضحي لكي تعيد الغازي وهذا تحت تاثير الثقافات وبايدي الخونة وجنود العدو والذي اصبحنا نرى كل ما يجري اليوم وانه عبارة عن مشروع اتضحت كل معالمه وافتضحت كل اعمال اصحابه والامر هو الاستعمار الهيمنة الاستعباد وضرب القيم وكل ما يفعله الباطل والشر مما يجعل من يخضعون له ضحايا في الدنيا وفي الاخرة خسران وعقاب ولكن وبعد ان وجد من يعيد الناس للحق وهو الحق الذي كان به العزة وبه الكرامة والنجاة في الدنيا والاخرة وهو ما سار عليه معلم وقائد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله ومن بعده اعلام الهدى الذين استهدفهم اهل الباطل على مر التاريخ وهي المشاريع التي يقودها اليوم اعداء الامة واعداء الاسلام واعداء الله نكاية بالحق وبثقافة الحق الذي انزله الله في كتابه وامر بالاعتصام به وبالاستجابة له طاعة لله وابتغاء رضاه بما في ذلك من العزة والقوة والتمكين وهو ما عمل العدو على ضربه عندما وجد قوة اهله في مقاومته وعندما يدرس تاريخ صراعه مع كل من حملوا الحق وكان الغزو الثقافي الفكري سلاحا اوصل الامة لهذا الوضع وهو ما تحتاج الامة للتحرر منه التحرر من الغزو الثقافي وتحرير الاوطان من اهل الشر الغزاة والدفاع عن كرامة وعزة الامة لكي يسود الحق وينتصر الله لمن ظلمهم الطغاة وهذا سلاح ارعب العدو وادرك ان مشاريعه التي عمل عليها لعقود تسقط امام وعي اهل الحق بلحظات, وهاهي قوات الاعداء التي تتهاوى امام صمود وصبر ووعي الابطال رجال الله وبما يهدي الله اليه جنوده الذي جاهدوا لاعلاء كلمته ومصداق لوعده بقوله: «الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» فالاعتصام والعودة للحق بعد ادراك ما فعله الباطل بغزوه فكريا وما نراه من مشاريع الغزاة على الواقع وفقا لما بناه ولنتحرر فكريا ونواجه الغزاة حتى يتحقق الانتصار بالتخلص من الوصاية والاستعمار وبالوعي نتحصن من كل مكايد العدو التي باتت تنعكس اثارها عليه عندما وجد من يحمل الهدى وقادة الهدى وبهم يتحقق كلما يحقق الكرامة والعزة بتأييد الله مصدر قوتنا وعزتنا وكونهم هداة الامة وحري بنا اتخاذهم القدوة.