إنها الحديدة قلعة الصمود والثبات والتحدي.. بوابة النصر.. وحصن الرجال البواسل الذين يدافعون عن الأرض والعرض والشرف بكل ضراوة وتضحية وفداء.. فلنقف اليوم اجلالاً وإكباراً وتقديراً لادوارهم البطولية النوعية النادرة.. واستبسالهم المميت ذوداً عن تراب الوطن المقدس.. وسيادته وأمنه الوطني والقومي ولنقبل كذلك أقدامهم بل التراب الذي يمشون عليه.. تكريماً لمواقفهم العظيمة.. وتضحياتهم الغالية ومآثرهم الخالدة.. هم رجال الرجال الأوفياء الذين أثبتوا للعالم أجمع أن الشعب اليمني شعب عظيم أبي.. لا يلين.. ولا يستكين أمام التحديات والمهام والصعاب الجسيمة.. ولم ولن يركع إلا لخالقه.. لأنه تربى على الكرامة والعزة والإباء فمن الصعوبة بمكان لي ذراعه.. أو ترويضه على الخنوع.. هو شعب فقير.. وليس الفقر عيباً انما العيب كل العيب أن تحتل وطناً.. وتبيد شعباً.. مقابل أطماع توسعية رخيصة.. وعار وخزي يكسو وجوه الذين غادروا الوطن, وانضموا مع العدوان.. وعاشوا في فنادق الذين ظلموا أنفسهم, وظلموا شعبوهم شعوبهم.. لهذا وذاك فليعلم القاصي والداني أن معركة الساحل هي أم المعارك.. بل بوابة الصمود والثبات والنصر بإذن الله طالما هناك رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.. وهبوا انفسهم وأرواحهم ودماءهم في سبيل الله ثم الوطن.. وفي سبيل كرامة وشرف وعزة هذا الشعب الأبي العظيم.. فالنصر قادم بمشيئة الله.. وهذا وعد من الله.. “إن الله يدافع عن الذين آمنوا” “يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة” إذاً لا خوف طالما الله معنا.. العدوان مهما علا وتجبر وصعد من عملياته العسكرية.. أو ضرباته الصاروخية.. فلن يزيد أبطالنا الميامين إلا ثباتاً ورسوخاً وصلابةً.. وجهل الذي حسب الحسم العسكري نهاية المطاف.. أو ميزاناً من موازين القوى على الأرض.. ناسياً أو متناسياً أن قوة الله فوق قوة الجميع.. مصداقاً لقوله تبارك وتعالى: “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”.. هذا إن دل على شيء, إنما يدل على خسة ووقاحة العدوان وحلفائه من الاعراب والعلوج الذين تجردوا من كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية, وهم يرتكبون أبشع الجرائم.. وأفظع المجازر بحق المدنيين الأبرياء في الساحل الغربي على مرأى ومسمع من راعية حقوق الإنسان الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي والكل لا يحركون ساكناً.. بل يلوذون بالصمت المريع.. هل هذه مبادئ وقيم واخلاق من يدعون أنهم حماة الحقوق الإنسانية.. ورعاة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية...؟! أي قدسية لتلك الحقوق والمبادئ والقوانين والمواثيق التي تنتهك في عقر دارهم.. وبصمت مريب على جرائم نكراء ومجازر شنعاء ترتكب بحق شعب يدافع عن أرضه وعرضه وشرفه وكرامته وسيادته وهويته.. يا للخزي والعار والعيب الأسود.. شعب يباد.. ووطن يمزق من أجل تحقيق أجندات وأطماع توسعية خارجية.. ان ساعة الصفر باتت قاب قوسين أو أدنى من نهاية العدوان.. لأن الظلم نهايته وخيمة.. والطواغيت خاتمتهم كارثية.. والقرى الظالمة ان أخذها الله إن أخذه اليم شديد, والأيام القادمة ستكشف لنا عن الخيط الأبيض من الأسود. وستدركون حينها أن الباطل مهما علا لابد له من لحظة سقوط مدوٍ مريع.. وانكسار فظيع مروع.. لأن الله لا يصلح عمل المفسدين الساعين في تدمير وطن وثروات وممتلكات إخوة لهم في العقيدة والعروبة والجوار.. “ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله”... والعاقبة للمتقين...!!