كرامة الامة وشموخها المتجدد:- كالقمح لونك يا ابنة العربِ كالفجر بين عرائش العنبِ أو كالفرات، على ملامحه دعة الثرى وضراوة الذهبِ لا تتركوني... فالضحى نَسَبِي: من فاتح، ومجاهد، ونبي! عربية أنا: أمتي دَمَهَا خير الدماء.. كما يقول أبي. بهكذا كلمات مما دونه الشاعر العراقي السياب نبدأ في رحلة بدايتها مشقة في البحث عن كلمات تدون واقع حال الامة , صاحبة المجد والحضارة , وما الت اليه الامور يدمي لها القلب حزنا والما ولا نجد تفسيرا لانفلات وانقلاب الوضع برمته وبلوغه مرحلة تحول جذري اراد العدو ان يمزق الكيان الاجتماعي لشعب عهد علي نفسه قيادة المنازلة الكبري ضد همجية المعتدي وسلوكه المريب واطماعه التوسعية ورغبة الانتقام وممارسة الابادة الانسانية دون هوادة او رحمة . انقشاع ساحبة صيف:- وفي ظل السحابة القاتمة التي تلف سماء منطقتنا العربية نجد بصيص من الامل والنور علي نهاية النفق المظلم وقد توضح ذلك بفضل المقاومة والمنازلة الكبري التي يقودها اهلنا في فلسطين ولبنان, ولعها تأتي بثمار الخير ترفرف البيارق وتعلوا الراية خفاقة ايذانا بمولد فجر يوم جديد. وفي عجالة نستعرض اهم المشكلات والعقبات التي واجهت امتنا وتعثر التنمية والنهضة فيها جراء وجود الكيان الصيهوني الذي تأسس برغبة اممية اراد الاستعمار ان يوجد هذا الكيان علي الارض العربية, ونتناول هنا عدم مشروعية قيام هذا الكيان علي ارض العرب من الناحية القانونية. النعت والنفور الاوروبي :- في مجمل الامر تخلص الغرب من اليهود حماية لامنهم القومي من شرورهم وجرائمهم لطالما عانت منها مجتمعاتهم قاطبة, وهناك اراء متعددة توكد مصداقية ما نرمي اليه من ايحاءات بلوغ اليهود اعالي مستوي من الحقد والكراهية تجاه الشعوب الاخري, ففي معرض حديث بنجامين فرانكلين زعيم الاستقلال الامريكي في عام 1789م يتنبأ من ان خطرا عظيما يتهدد الولاياتالمتحده جراء اخلاقيات هذه الفئة وما يحل من فساد اخلاقي وفساد في الذمة التجاريه يؤدي الي خنق الشعوب ماديا, كما يأتي نابليون بونابرت الفرنسي في عام 1808 م ينعتهم بوصفهم غرباء ويرتكبون الجرائم البشعة, كما ان ملك فرنسا لويس التاسع يحرض علي غرز الخنجر علي معدتهم, وتصف امبراطورة النمسا ماريا تريزا في عام 1777م بأنهم الوباء الذي يجلب الاضطرابات والفقر بالربا الفاحش تماما كما اهتدي الي رأيها بنجامين فرانكلين *(1) . ومن اهم اهداف انشاء هذا العنصر البغيض علي ارض العرب فلسطين الرغبة في عدم رؤية العالم العربي والاسلامي في التوحد, واتخاذ هذا الكيان كقاعدة متقدمة تحمي مصالحهم وتحقق اهدافهم . مؤتمر التأمر و احلام نشأة دولة للكيان :- فكرة انشاء الدولة الصيهونية جاءت من "الاب الروحي للصيهونية العالمية" الكاتب اليهودي المجري تيودور هرتزل الذي اشرف ونظم انعقاد مؤتمر بين 29-31 آب عام 1897 في مدينة بازل تحت شعار "العودة إلى صهيون".*(2), بحضور 204 مندوباً يهودياً، 117 منهم مثلوا جمعيات صهيونية مختلفة، وسبعون جاءوا من روسيا وحدها. كما حضره مندوبون من الأميركيتين الشمالية والجنوبية والدول الاسكندنافية. ومن اهم اهداف المؤتمر تحديد موقع اقامة الدولة المزعومة وانشاء ((الجمعية القومية اليهوديه)) . ومع ان الدور الكبير الذي لعبه في تأسيس المنظمة الصيهونية العالمية التي انبثقت عن المؤتمر ورئاسته المباشرة لها حتي وفاته عام 1904 م في بلدة أولاخ بالمجر، ونقل رفاته إلى فلسطين عام 1949م , الا ان تيودور لم يتعلم العبرية في حياته ولم يزر فلسطين. وعد بلفورالتآمر الدولي والتقاعس العربي: في الثاني من نوفمبر/ تشرين ثاني سنة 1917 أصدر اللورد آرثر بلفور وزير الخارجية البريطاني وعده باقامة "وطن قومي" لليهود على التراب العربي في فلسطي. فمن حيث الشكل صدر الوعد على شكل رسالة على الورق الرسمي لوزارة الخارجية البريطانية، ممهورة بتوقيع وزير الخارجية، وموجهة إلى اللورد جيمس روتشيلد، زعيم البرجوازية اليهودية الإنجليزية، وراعى الحركة الصهيونية، متضمنة ما نصه: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف. ومن المفهوم أن هذا الاعلان لا يمثل تحيزا ضد الحقوق المدنية والدينية لطوائف غير يهودية في فلسطين. كما أنه لا يؤثر على الأوضاع القانونية أو السياسية التي يتمتع بها اليهود في البلاد الأخرى ". والوعد بالشكل الذي صدر عليه، وبما تضمنه نصا، عبارة عن وثيقة رسمية، التزمت بموجبها الحكومة البريطانية لقيادة الحركة الصهيونية بموقف واضح محدد تجاه كل من اليهود والشعب العربي الفلسطيني. لم يكن وعد اللورد ارثر بلفور، وإن صدر عن وزير خارجية بريطانيا، وعدا بريطانيا خالصا، فالثابت أن الحكومة البريطانية عمدت قبل إصداره الى استشارة كل من: الرئيس الأمريكي ولسون وحكومتي فرنسا وايطاليا، وحصلت على الموافقة التامة على ما تضمنه تجاه كل من اليهود والشعب العربي الفلسطيني. وفي الجلسة التي أقرت فيها الحكومة البريطانية وعد بلفور قررت أن يشكل اليهود العاملون في الجيوش البريطانية، والذين يقدرون بأربعين ألفا ، فيلقا يهوديا ضمن جيوش الحلفاء، وأن يكون لهذا الفيلق حق رفع العلم الصهيوني، بحيث يشارك في الحرب ويدخل فلسطين تحت قيادة اللنبي بهذه الصفة، وليكون قوة عسكرية صهيونية مستعدة للمستقبل. وفي 14/2/1918 أعلنت الحكومة الفرنسية موافقتها الرسمية على وعد بلفور، وتلتها إيطاليا باعلان تأييدها في 9/5/1918. فيما أعلن مجلسا الشيوخ والنواب الأمريكيان، في جلسة مشتركة يوم 30 يونيو/ حزيران 1922 تأييدهما إنشاء الوطن القومي اليهودي استنادا لما جاء به وعد بلفور. وبهذا تكون دول الحلفاء الرئيسية الأربع مشاركة في الوعد وملتزمة بالرؤية الإستراتيجية التي حددها تجاه إقامة استعمار استيطاني عنصري صهيوني على التراب العربي في فلسطين، ومقرة في الوقت ذاته اعتماد سياستين متناقضتين تناقضا تاما تجاه الطرفين الصهيوني والعربي. فمن جهة هناك اعتراف باليهود كشعب، له حقوق سياسية يجسدها الإلتزام بالعمل على اقامة "وطن قومي" لهم في فلسطين، والتعهد ببذل أقصى الجهود لتنفيذ ذلك. كما الإقرار بأن لليهود حيثما وجدوا حقوقا سياسية وقانونية لا يجوز المساس بها. وذلك بضمانة بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وإيطاليا. ومن جهة ثانية اعتبار الشعب العربي الفلسطيني، صاحب الوجود الطبيعي الممتد في وطنه منذ فجر التاريخ، مجرد طوائف غير يهودية، "موجودة" في فلسطين. وكانت بريطانيا حريصه علي التنفيذ الدقيق بمضمون الإستراتيجية التي صدر عنها وعد اللورد ارثر بلفور، وتبناها صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم بإجماع الاعضاء في 24/7/1922، وعملت على تنفيذها حكومة الإنتداب البريطاني في فلسطين ، وكانت وراء صدور قرار التقسيم سنة 1947 وانشاء الدولة الصيهونيه علي تراب فلسطين. الوعد الامريكي والنقاط الاربعة:- المشاركة الامريكية في نشأة الدولية الصيهونية لم تكن وليدة صدفة بل تم تحديد جانب الفائدة المرجوة من إقامة الدولة الصيهونية في الجسم العربي وفقا للتصويات التي تم رفعها واعتمادها من قبل الرئيس الأمريكي . ويتضمن قرار "لجنة الشرق الأدنى في دائرة الإستخبارات الأمريكية"، الذي أوصي بأن المصلحة الأمريكية تقضي بأن على الوفد الأمريكي في مؤتمر الصلح، أن يتبنى فيما يخص فلسطين المبادىء الأربعة التالية: فصل فلسطين عن البلاد العربية المجاورة، ووضعها تحت الإنتداب البريطاني بإشراف عصبة الأمم، ودعوة يهود العالم إلى العودة لفلسطين، وحمل مؤتمر الصلح على ضمان الإعتراف بالدولة اليهودية حالما تشكل في فلسطين". التنسيق الامريكي الاوروبي :- وإن قراءة معمقة للمواقف الأوروبية والأمريكية على مدى الأعوام الخمسة والثمانين الماضية توضح الإلتزام الدقيق بمضمون الإستراتيجية التي صدر عنها وعد اللورد ارثر بلفور، وتبناها صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم بإجماع الاعضاء في 24/7/1922، وعملت على تنفيذها حكومة الإنتداب البريطاني، وكانت وراء صدور قرار التقسيم سنة 1947، ولم تخرج عنها بعد ذلك المواقف الأوروبية والأمريكية المؤيدة والداعمة وجود إسرائيل، وتمكينها من امتلاك أسلحة الدمار الشامل دون الدول العربية كافة. الصهاينة والمنبر الدولي الاممي:- لقد سيطر اليهود على (عصبة الأمم) التي أُنشِئت في عام (1920م) ومقرها جنيف سويسرا، وقد شَغَل اليهود أهم المناصب فيها ، مثل : (بول هيمانز): رئيس مجلس عصبة الأمم، و(السير إيريك دراموند): السكرتير العام، و(بول مانتوكس): رئيس القسم السياسي، و(الميجر إبراهام): مساعد رئيس القسم السياسي، والموظفة اليهودية (اسبلر): سكرتيرة القسم السياسي، و(إلبرت توماس): رئيس قسم العمل.. وغيرهم من اليهود!. وقد تم احلال (هيئة الأمم المتحدة) في عام (1945م). محل (عصبة الأمم) وقد اتخذت من مدينة (نيويورك) مقرّاً لها، وظل سيطرة اليهود عليها بشكلٍ تامٍ . وقد أحصت مجلة (الاعتصام) المصرية في عددها الصادر في (إبريل 1989م) أكثر من سبعين منصباً هاماً يسيطر عليه اليهود في هذه الهيئة وأقسامها ومنظماتها المختلفة!.. وما يؤكّد ذلك، أقوال بعض الصهاينة، التي تفضح حقيقة هذه المنظمة منذ إنشائها!.. فمثلاً يقولّ (إسرائيل زانقويل): (إنّ هيئة الأمم هي سفارة إسرائيل)!.. ويقول (ناحوم سكولوف): (إنّ عصبة الأمم كانت فكرةً يهودية)!.. فيما يقول الصحفيّ (لورد ألفريد): (كانت عصبة الأمم منذ تأسيسها، بمثابة الحكومة اليهودية المركزية للسيطرة على العالَم)!.*(3) المنظمة الدوليه وانحيازها للعدو الصيهوني:- منذ قرار التقسيم رقم 181 الذي شرعنة قيام هذا الكيان لم تلتزم المنظمة الدولية بتطبيق قراراتها الملزمة لهذا الكيان وقد بدي انحيازها التام واضحا في دعمها الغير محدود للكيان الصيهوني بدعم واضح وصريح من قبل الولاياتالمتحده . لقد ترسخت الصبغة الأمريكية الاستعمارية لمجلس الامن الدولي بعد أحداث سبتمبر 2001م فمن بين ما يقارب 349 قرارا أصدرها المجلس بين أعوام 2001 وحتي مايو 2006م كان من نصيب العراق 21 قرارا ما بين قرارات تمهد للغزو وأخري ادانة عمليات المقاومة وترسيخ مجلس الحكم الانتقالي و حكومات اياد علاوي / والجعفري/ والمالكي الحاليه. واصدر 16 قرارا تخص سوريا ولبنان وسلاح المقاومة اللبنانية و15 قرارا فيما يتعلق بالسودان وملف دارفور، و عدد 9 قرارات تخص الصومال، و ال 45 قرارا بشأن الصحراء المغربية في المغرب العربي تدعيم عملية التقسيم في الاقطار المذكورة.. ليبلغ اجمالي هذه القرارات التي تخص العرب 106قرارات. وقد تجلي القرار 1679 اجبار السودان علي قبول قوات دولية في خطوة يراد منها التقسيم يضاف القرار 1680 الذي يرسم لسوريا نمط علاقاتها مع لبنان. في ذات الوقت يتعامل الكيان الصيهوني مع القرارات الدولية بكل استهزاء وصلف، وتنكر ورفض تام تطبيق القرارات , علي سبيل المثال لا الحصر القرار 242 في 22 نوفمبر 1967، عقب حرب 5 من يونيو 1967م والقرار 338 الخاص بالاراضي العربية المحتلة، والقرار رقم 605 في 22 ديسمبر 1987 الخاص بإدانة الانتهاكات الصيهونية للحقوق المدنية الفلسطينية , والقرار 252 لعام 1968 الذي أدان اتخاذ القدس الموحدة عاصمة يهودية، والقرار 267 في عام 1969 الذي استنكر ما يقوم به الصهاينة من أعمال لتهويد القدس والقراران 425 و426 دعوة الكيان للانسحاب من جنوب لبنان وحظر انتهاك الأجواء اللبنانية, وفي ظل صدور هذه القرارات فقد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو 36 مرة ضد مشاريع قرارات تدين الكيان الصهيوني. تسخير سلطة مجلس الامن لصالح الكيان:- ان مهام مجلس الأمن تحمل المسئولية الرئيسية عن السلام والأمن العالميين، فالقرارات تهدف إلي التسوية السلمية للنزاعات بموجب (الفصل الرابع من الميثاق) وفي حالات خرق السلام أو الاعتداءات يتخذ مجلس الأمن القرارات استنادا (الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة) اللجوء إلي قوة السلاح . وهو ما يتم اغفاله عند صدور قرارات تدين العدو الصيهوني . فصدور القرار 1559 يراد منه ايجاد انفصام في العلاقة الحميميه التي تربط سوريا بلبنان ونزع سلاح المقاومة كئملاءات واجب تنفيذها بينما هناك القرار 425 الخاص بإنسحاب الجانب الصيهوني من الاراض اللبنانية لم يتم الالتفات اليه وارغام الكيان الصيهوني الانسحاب من شبعا والكف عن ممارسة اي اعتداء علي لبنان. تجذر ثقافة الارهاب في الفكر الصهيوني:- اعتبر (تيودور هرتزل – المؤسس ) أنّ الوسيلة المشروعة لتحقيق أغراض اليهود الخبيثة في إنشاء دولة إسرائيل.. هي الإرهاب، وذلك في كتابه الشهير (الدولة اليهودية)، وتوالت بعده سلالات الإرهاب اليهوديّ الصهيونيّ، ترشف تعاليم الإرهاب من التربة الخصبة التي وفّرتها لهم الحركة الصيهونيه العالميه ومارسوا جرائمهم الكثيرة وسفك الدماء والإرهاب، منطلقةً في ذلك من عقيدةٍ تلموديةٍ شاذّةٍ حاقدة، تحمل بين طيّاتها حقداً دفيناً على الإنسانية بشكلٍ عام، وعلى المسلمين والإسلام بشكلٍ خاص!.. أما (مناحيم بيغن) فيقول: (أنتم الإسرائيليون يجب أن لا تأخذكم شفقة أو رحمة عندما تقتلون عدوّكم، عليكم أن تدمّروا حضارة العرب، التي سنشيّد على أنقاضها حضارتنا اليهودية) ومن مقولاته الشهيرة: (لا يمكن أن نشتريَ السلام من أعدائنا العرب، فالسلام الذي يمكن أن يُشتَرى، هو فقط سلام القبور)*(5) مفهوم الارهاب :- وفي خضم حديثنا عن الاحداث والجرائم العديدة التي يمارسها العدو الصيهوني لا ننسي ان شخصيات في الواجهة السياسية الصيهونية تزعمت اعمالا وحشية ودموية, قامت بقتل الابناء والشيوخ, ولم يسلم من اياديهم الملطخة بالدماء النساء الاطفال, وفي معرض تسلسل الاحداث التي شهدتها منطقتنا العربية في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر نجد ان الامانة تقتضي ذكر بعضا من تلك الجرائم التي قامت بها عصابة بني صيهوني حتي لا تغيب عن بالنا واذهاننا وحشية وجرم العصابة واهدافها الرئسيه التي تعتمد كليا علي بث الذعر والخوف في نفوس الاهل, والغرض من ذلك قتل روح المقاومة والاستسلام لواقع الامر المرير:- المنظمات الاجرامية الصيهونيه:- وهكذا .. فإنّ عصابة (شتيرن) مثلاً، التي اشتهرت بارتكابها أفظع أنواع المجازر والإرهاب.. هي التي خرّجت الإرهابيَّيْن المجرمَيْن: (مناحيم بيغن) و(إسحاق شامير). منظمة (شتيرن) التي أسّسها (إبراهام شتيرن) تلميذ الإرهابيّ المجرم (فلاديمير جابوتنسكي) هي التي ارتكبت عدداً كبيراً من العمليات الإجرامية الإرهابية، منها: اغتيال (اللورد موين) وزير الدولة البريطاني، واغتيال مبعوث السلام السويدي (الكونت فولك برنادوت). من العصابات الإرهابية اليهودية الصهيونية الشهيرة، التي ارتكبت المجازر البشعة بحق الشعب الفلسطينيّ المسلم منظمة (آرغون) ومنظمة (ليحي) ومنظمة (أتسل) ومنظمة (الهاغاناه) ومنظمة (بالماخ) ومنظمة (كاخ) التي تَعتبِر العربَ والمسلمين فئةً منحطّةً يجب اضطهادها وإبادتها! وعصابة منظمة (حي فاكيام) التي سعت إلى تفجير المسجد الأقصى ومنظمة (حيرب ديفيد) التي تصرّ على استمرار قتل العرب، وينتمي إليها المجرم (غولدشتاين) مرتكِب جريمة مجزرة الحرم الإبراهيمي بتاريخ 25/2/1994م، وعصابة منظمة (أمناء جبل البيت) التي تسعى لإعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى الشريف! ابرز قادة المنظمات الصيهونية الاجرامية:- فنأتي تباعا سرد شخصيات كان لها دور كبير في تمكين المحتلين من اغتصاب الارض والعرض ومن اهم القادة نعرف التالي:- شمعون بيريز: من رؤساء حزب العمل، ورئيس وزراء سابق، ووزير خارجية أسبق ونائبا لرئيس الوزراء الحالي يهودااولمرت .. مؤسّس عصابة (كيبوت الموت)، صاحب مجزرة (قانا) في لبنان بتاريخ 18/4/1996م , ليعيد فعلته مرة اخري بمذبحة (قانا الثانية) 30يوليو 2006م وقتل 800 اخرين وتدمير البنية التحتيه بشكل شامل وممنهج ( تقدرالخسائر ملياري دولار). إسحاق رابين: من رؤساء حزب العمل، رئيس وزراء سابق، عضو عصابة (الهاغاناه) مارس التدمير في القدس في عام 1948م، والقتل في (السموع) الأردنية في عام 1963م، وارتكاب مع عيزرا وايزمن رئيس الكيان الصيهوني فيما بعد مجزرة قتل عشرات الالاف من الأسرى المصريين الوحشية في عام 1956م وعام 1967م، واصدر اوامره بتكسير عظام شباب الانتفاضة الفلسطينية . بنيامين نتنياهو: رئيس حزب الليكود السابق ورئيس الوزراء الأسبق، عدو للاسلام ويتمني زوال هذا الدين العظيم كما يصف ذلك في كتابه (حرب الارهاب) وقد مارس العدوان علي لبنان, ليجدد بذلك النزعة العدوانية التي مارسها في السابق حيث كان من المشاركين في الاعتداء علي (الأردن) في معركة (الكرامة) الشهيرة. أيهود باراك: من رؤساء حزب العمل ورئيس وزراء ورئيس اركان سابق للجيش الصهيونيّ.. ارهابي شارك في مجازر الأسرى المصريين، وفي اغتيال القادة الفلسطيني الشهيد كمال عدوان والشهيد كمال ناصر والشهيد محمد يوسف النجار، في لبنان بتاريخ 10/4/1973م. آرئيل شارون: رئيس حزب الليكود ورئيس الوزراء سابقاً، وهو سفّاح إرهابي قديم جديد، ارتكب العديد من المجازر المروّعة في لبنان منها مجازر صبرا وشاتيلا (16/9/1982م)، وقِبية (14-15/10/1952م)، ومجازر الأسرى المصريين عام 1967م ومجازر انتفاضة الأقصى المبارك تدمير جنين ورام الله وغزة ونابلس في عملية وحشية ، ومن ابشع مجازره الحديثة محاصرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات وقتله , و اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسّس حركة حماس ، ثم اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي القائد البارز في حركة حماس. احصاء لسجل الجرائم الصيهونيه:- للكيان الصيهوني سجل حافل من الاجرام مارسها قبل تأسيس الكيان بنسف فندق (الملك داوود) في القدس بتاريخ 28/7/1946م، وقتل تسعين من المدنيين, ارتكاب مجزرة (دير ياسين) في 9/4/1948م، ومقتل ثلاثمائة , نسف فندق (سمير أميس) في القدس بتاريخ 15/1/1948م، ومقتل عشرين من ساكنيه, ارتكاب مذابح (حيفا وسعسع وصفد والدوايمة . ليتم اضافة ارقام جديدة في السجل الاجرامي بعد عام 1948م , ارتكاب مذابح (كفر قاسم) بتاريخ 29/10/1956م، و(قِبية) بتاريخ 14-15/10/1952م، و(نحالين) و(حوسان) , ارتكاب مجزرة (خان يونس)، ارتكاب مجزرة قرية (بحر البقر) المصرية، بتاريخ 8/4/1970م، بالقصف الوحشيّ الصهيونيّ لمدرسة الأطفال في القرية، وقتل أكثر من ثلاثين طفلاً. ارتكاب جريمة إحراق المسجد الأقصى بتاريخ 21/7/1969م. ومجزرة المسجد الأقصى بتاريخ 8/10/1990م، واستشهاد اكثر من الف شهيد وجريح. ارتكاب مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، بتاريخ 25/2/1994م، من قبل جنود الصهاينة والمستوطن (غولدشتاين)، اثناء سجود المصلّين.. في صلاة الفجر.. في شهر رمضان المبارك دون ادني رحمة . ارتكاب مجازر (صبرا وشاتيلا) بتاريخ 16/9/1982م، و(قانا) في لبنان بتاريخ 18/4/1996م، وغيرها، وضحاياها اكثر من اربعة الاف وخمسمائة شهيد. محاولة اغتيال أحد قادة حركة (حماس) البارزين (رئيس المكتب السياسي) وهو الأستاذ (خالد مشعل)، في الأردن بتاريخ 25/9/1997م، على الرغم من معاهدة السلام الموقّعة بين الأردن والكيان الصهيونيّ. ارتكاب عمليات الدهس المتعمّد بالدبابات، للمدنيين الفارّين من همجية الصهاينة في لبنان أثناء حرب عام 1982م، وللسيارات المدنية. واغتيال الأطفال بواسطة الألعاب الملغومة، التي كانت تقذفها الطائرات الصيهيونية، فوق القرى والمدن اللبنانية. اغتيال القائد الفلسطيني (خليل الوزير-أبو جهاد) في تونس بتاريخ 16/4/1988م، والقائد الفلسطيني خليل الوزير (ابو اياد) وزعيم حركة الجهاد الإسلامي (فتحي الشقاقي) في مالطا بتاريخ 26/10/1995م، قصف المفاعلات النووية العراقية في عام 1981م. ضمن سلسلة من الاعتداءات علي الوطن العربي في حروب الاعوام ( 1948م و 1956م و 1967م و 1973م و 1978م و 1982م ومذابح ارتكبتها في لبنان عام 1996 و2006م بالاضافة الي الاجتياح الواسع المدمر الذي ارتكبه مجرم الحرب شارون للاراضي الفلسطينيهالمحتله والدمارالذي لحق بجنين الصامدة في مارس /ابريل 2002م). الاعمال الوحشية والصفة البربريه للكيان:- ولما كانت هذه هي الثمة التي تدمغ هذا الكيان بالبربريه الهمجية المرتكزه علي القتل والتعدي والعدوان وما يمثله هذا النهج من خرق لحقوق الانسان التي كفلها الدين والاعراف الدوليه, فإننا نري مقاييس غير عادلة يتم اللجؤ اليها لتبرير وجود هذا الكيان الدخيل وشرعنته وصبغه بالدولة الديمقراطيه المعاصرة من قبل أئمة الكفر في العالم المتحضر, وهي قوي متحالفه متجانسه لا تختلف من حيث المبدأ علي تحالفها ضد الامة العربية والاسلامية, وعلينا الحذر من مكرهم وشرار اعمالهم :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } , المائدة 51. التخاذل العربي :- ها نحن نتولي الغرب الذي شمل بعطفه الكيان الصيهوني والداعم الرئيسي لهم والحامي, فأصبحنا منهم .. ونتتبع خطواتهم ونمتثل لارادتهم, ونخذل اخوتنا في المقاومة وننعتهم بأشنع العبارات, فمنهم من تجرأ ووصف المقاومة الفلسطينيه والعمليات الاستشهاديه بأنها ((قذرة)), ومنهم من حرم شرعا دعم المقاومة في لبنان, ومنهم من لجأ الي التدليل الاعلامي وبث التخويف والترهيب ومنح الكيان الصيهوني المبررات لعدوانه المبين علي امتنا واهلنا في فلسطين ولبنان, وحجر الدعم المادي والسياسي (الدبلوماسي) عن حركة حماس , تماشيا مع أجندة الكيان الصيهوني الذي فرض الحصار المالي والاقتصادي وتجويع الفلسطينيين من اجل التطويع وقبول اجندة العدو والتخلي عن الثوابت. الإرهاب الصهيونيّ ومقاومة الاحتلال:- لما كانت هذه الامة هي امة واحدة, فقد توجب علينا رفع الظلم عن اخوتنا بدعمهم ومؤازرتهم ... شاء من شاء وأبى من أبى , عملا بقول رب العزة والجلال {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92. ان اهلنا في فلسطين ولبنان يقومون نيابة عن الامة قاطبة مقارعة العدو, وما المنازلة الكبري والملحمة البطولية التي يجسدها حزب الله وحماس والجهاد والفصائل الاخري الا دفاعا عن كرامتنا وعزتنا وشموخنا , إنهم يمضون قدما في جهادهم ضد عدو متربص لا يكل ولا يمل في ممارسة هوايته في القتل والتشريد والتنكيل بشعبنا وامتنا , وان عملهم الدؤوب هذا مبتغاه وهدفه الدفاع عن الدين حبا لله ولرسوله , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله . فحبهم لدينهم ولامتهم لا حدود له, ومثابرتهم يإتكالهم علي الله هو السلاح الاوحد الذي مكن لهذه الامة النصر المبين. قال شيخ الإسلام بن تيميه :أن تحقيق شهادة ان لا اله إلا الله محمد رسول الله .. أن لا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يواد إلا لله ولا يعادي إلا لله .. ويحب ما أحبه الله ويبغض ما أبغض الله, ولما كان الرجال الرجال في حزب الله يقودون الملحمة البطولية من اجل رفع الراية المحمديه, فإن كل الادعاءات تنتفي, ولا يجب تخوين هذه الفئة المسلمة المجاهدة عملا بنصرة الدين ونبذا للنعرة المذهبية التي ليس لها من الله من سلطان. بل ان القرار الاممي الصادر من (الجمعية العامة للأمم المتحدة) برقم (3034) وتاريخ 18/12/1972م، يؤكّد حق تقرير المصير ويؤيد شرعية (النضال) الذي تخوضه حركات التحرر الوطني: (إنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤكّد على الحق الراسخ لكل الشعوب، التي ما تزال تحت نير الأنظمة الاستعمارية أو العنصرية أو السيطرة الأجنبية، في تقرير المصير والاستقلال، وتؤيّد شرعية النضال الذي تخوضه حركات التحرر الوطني) فكيف لنا تسفيه المقاومة وحجر حق المقاومة عليها. ونقتبس مما قاله الشاعر حافظ في بيته وكأن قائله حزب الله في مناداته ومناجاته للامة(( أنا إن قدر الإله مماتي لن ترى .. الشرق يرفع الرأس بعدي )) وحزب الله كره لهذه الامة المذلة فينادي ((قد حبب كره الضيم قي نفر لولاهم لم تدم في العالم النعم .. ماتوا كراما وابقوا للعلا أثرا به شرف الحرية للأمم )). فمن العيب علينا ونحن امة وعهدنا في المجد هو الأنفة وعدم احتمال الذل ((هل المجد الا السؤدد العود والندى .. وجاه الملوك واحتمال العظائم)) نعم نقول ان احتمال عظائم الأمور .. في مواقف البطولة والنخوة والإباء .. هو ما يصنع المجد .. وما دون ذلك .. فهو الهراء والايام سوف تمحوه كونه عارا علي امة لها كل المجد . فكيف لنا ان نتجرع الذل علي ايدي الصهاينة ونترك العروبة تباع والإسلام يهان في سوق العبيد سوق القردة والخنازير وعلى أرضنا وفي عقر دارنا. ولنا في مصر الرجاء فشعبها ابي ويأبي الذل عنوانا وحلمنا ان نري قافلة تمضي بجيش التحرير لبنانا, فتاريخ امة تحمل مجدا لا يمكن وأده بين ركام الرجس هوانا , هذه هي مصر تنادي امتها الي ساحة النصرة قولا وافعالا, وكما قال الشاعر((الحضارات هنا مهدها .. بعطاء المجد تصطخب .. لك ماض مصر إن تذكري .. يحمل الحق و ينتسب)) لذلك نجد القوي الفاعلة في مصر وحراكها السياسي الغير منقطع تدعم حزب الله في منازلته الكبري ضد الاحتلال العنصري. بداية انحصار حلم التمدد والتوسع الصيهوني :- واذا ازمة المصير المجهول (صيرورة الكيان الصيهوني) الذي يعيشه وانتهاء حلمه الكبير الذي كان مبني علي مد جذوره من الفرات الي النيل, وشروعه ببناء السور الكبير الذي يعزل هذا الكيان من محيط الاراضي الفلسطينيهالمحتله, والخطط التي يمضي بها بإعلان حدود دائمة يحتفظ بها الكيان لنفسه (خطة اولمرت 2010م), كل هذا التوجه يوحي انحصار الحلم الصيهوني والانكفاء ضمن حدود معينة يري الكيان جدير الاحتفاظ بها, وكسب اعتراف دولي يشمل الدول العربية والاسلاميه لشرعنة وجوده الدائم . مما يتطلب الحذر ودعم المقاومة الباسلة التي تكبد هذا العدو الخسائر وتجعل حلمه اضغاث, فلا شرق اوسط كبير تحقق بفعل الاحتلال الامريكي للعراق وبإيحاء صيهوني , ولا التطبيع التجاري اثمر تطبيعا اجتماعيا وثقافيا بين هذا الكيان والامة العربية, والفضل يعود الي االممانعة الشعبية , ولمقاومة الشرسه التي يخوضها اهلنا في فلسطين ولبنان . ان نجاح تغلغل الفكر الصيهوني في محيط الوطن العربي مأله الانحطاط لهذه الامة والعودة الي التخلف والتبعية, وبعث الروح في الجسد الميت للكيان الصيهوني, وترك دفة القيادة له ليحدد بذلك مصير امتنا ومستقبلها بما يتماشي ومصالحه ومقومات ديمومته, وان حرب الممانعة التي يقودها الابطال في حزب الله وحماس تعرقل اهداف وتطلعات ورغبات العدو المغتصب . ولعلنا نعود الي وصف شمعون بريز لهذه المنازلة ووصفه لها من انها بمثابة "مسألة حياة او موت لهذا الكيان" نقول ان خسارة الكيان الصيهوني لهذه المنازلة هو بمثابة نصر لحزب الله وللامة الاسلامية قاطبة, وعند هذه النقطة يبدأ التاريخ ليسجل ولادة النهضة العربية التحرريه علي ايادي هذه الفئة المؤمنه من احرار لبنان والامة العربية. ساحة المعركة وشرف المنازلة:- ابطال حزب الله يدافعون بدمائهم من مارون الراس وبنت جبيل وعيترون الي أقصى البقاع , من الناقورة الي جبل الشيخ, ضمن نطاق خارطة جنوب لبنان , تقع المعركة والمنازلة الكبري بين 75 ألف مقاتل من حزب الله ينتشرون على الحدود مع فلسطين المحتلة، وحتى أقصى الهرمل وصولا ًإلى أعالي عكارً إلى مركز قيادة المقاومة في الضاحية الجنوبية، تقابلهم قوة إسرائيلية من 280 ألف جندي إسرائيلي يتم إدخالهم في المعركة تدريجياً، وقد بلغ عدد القوات الإسرائيلية المحشودة بما يوازي 60 ألف جندي إسرائيلي، إضافة إلى دعم جوي 1000 طائرة حربية حديثة من صنع أميركي، وحوالي مائة طائرة مروحية من نوع أباتشي، وحوالي 100 بارجة حربية وحوالي 600 فوهة مدفع بعيدة المدى ومعلومات استراتيجية تقدمها الولايات المتحدة للعدو الإسرائيلي من خلال الأقمار الصناعية، وامدادها بجسر جوي بقنابل ضخمة وقنابل موجهة بالليزر من الولاياتالمتحده مباشرة إلى الكيان الصيهوني ، إضافة إلى أربعة آلاف مدرعة وآلية إسرائيلية, وتمتلك عدد 3 قواصات المانية (دولفين) وخلال زيارة انجلي ماركل للكيان الصيهوني تم التعاقد علي شراء عدد قواصتين المانيتين يمكنها اطلاق صواريخ عابرة. أنها المعركة الفاصلة والحاسمة، والكيان الصيهوني الذي اعتاد ربح الحروب خلال أيام وما درج في قاموس المسميات بحرب الأيام الستة وغيرها، يقف بعد 28 يوماً للإعلان عن إنجاز واحد لم يتحقق في مثلث بنت جبيل وقرية مارون الراس وعيترون، (ترتفع بلدة مارون الراس بعلو 650 مترا وتشرف من الناحية الجنوبية علي عيترون ومدينة بنت جبيل وتشرف علي سهل الحولا في فلسطين ) ويكفي ان العدو قد تكبد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في هذا المثلث الذي يعد محورا استراتيجيا, وقد نفذ الطيران الصيهوني اكثر من 7500 غارة على الأراضي اللبنانية، دون تحقيق أي هدف عسكري يحسب , بينما صواريخ المقاومة من رعد وخيبر 1 تدك 30 مستعمرة صيهونية منها حيفا ونهاريا وصفد وعكا والعفوله والخضيرة وطبريا لتتجاوز خسائر العدو ال 7 مليارات دولار وتكاليف المجهود الحربي اليومي التي يتعدي مئتي مليون دولار يوميا ناهيك علي الخسائر الاقتصاديه كون معظم الصناعات القابعة في مجمع الصناعات في حيفاء35% مغلقة وانحصار دخل السياحة بواقع 85% علاوة علي الخسائر الكبيرة التي تكبدها العدو في بنيته الاجتماعية من لجؤ اكثر من مليونيين صيهوني الي الملاجي هم بمثابة عالة علي الكيان وان الشلل العام الذي اصاب كل مقومات الحياة والحالة النفسية المباشرة للفرد الصيهوني . صمود المقاومة انتصار:- ان الانتصار الكبير الذي حققه حزب الله لايمكن تسميته الا انتصار الحق علي الظلم { فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف : كون هذه الفئة المؤمنة تقارع عدو مغتصب متربص يسعي في الارض الفساد يقتل الحرث والنسل, فحكمة الله تقتضي ان يتوقف هذا الجبروت عند حدود معينة ويردع اجرامهم , قال سبحانه: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} الأنفال : وفي سورة يونس قال تعالى: {وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ ْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} فالحق دوما منتصر علي الباطل مهما بلغ هذا الباطل من قوة فإن الله يزهقه لا محاله {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} الإسراء. ان البعض يتبار لارضاء الولاياتالمتحده بما لم ينزل الله به من سلطان, وبما يضاد ويخالف امر الله ابتغاء مرضات الشيطان الاكبر, واذ هذا الامر فإننا مطالبون اليوم اكثر من أي وقت مضي بالعمل الحقيقي علي الأرض من أجل نصرة كل من يمرغ جباه الصهاينة في وحل عدوانهم كما هو واقع في جنوب لبنان وغزة والضفة في فلسطين المحتلة, وعلينا عدم الاكتفاء بالتنديد كون العدو والمنظمة الصهيوني لا تحاربنا بالمشاعر والشعارات وإنما بالحديد والنار.ولنا عودة للشعر كلمة ومعاني حيث «فاروق جويدة»: (اغضب وحاصر طغمة الجرذان في بغداد لا تسمع صراخ العاجزين .. انشر شراعك بين دجلة والفرات فإن للأنهار أسرارا وللتاريخ سحرًا لايبين ... فالأرض تركع تحت أقدام الشهيد وتنحني وتقَبّل الدم الجسور... وقد تساقط كالندي وتسابق الضوءان ضوء القمر وضوء الجبين... وغدا يكون لنا الخلاص يكون نصر الله بشري المؤمنين. الالة العسكرية الهمجية للعدو :- ان المجزرة الكبيرة التي ارتكبها العدو ما هي الا حلقة ضمن سلسلة من الحلقات الاجرمية ارتكبت بحق اهلنا في الاراضي العربية المحتلة, فمجازر دير ياسين وكفر قاسم الى مذبحة اطفال مدرسة بحر البقر في مصر، الى صبرا وشاتيلا في لبنان الى قانا الاولى حتى قانا الثانية، لازالت هذه المؤسسة الصيهونية تمارس حقدها الدفين وبذات العقلية والأيدلوجية التي ارتكبت مذبحة أريحا قبل (1200عام قبل الميلاد) عندما دخل ( اليهود) بقيادة (ب ن نون) أريحا وأمر بتدمير وحرق وقتل كل شي حتى البهائم, فكانت أولى المجازر البشعة التي ترتكب عبر التاريخ البشرى في بشاعتها وفظاعتها, ليعيد التاريخ نفسه في هذه اللحظات المرعبة فما نراه اليوم، وقد ضعف العرب حد التكاسل، وقوي اليهود حد الرعونة. ان هؤلاء اليهود لم يغادروا وسيلة من وسائل التدمير التي تفتقت عنها الذهنية الامريكية المهووسة بالحرب والغارقة في الآثام،إلا واستخدموها..ومن ذلك القنابل الفراغية والعنقودية والانشطارية والارتجاجية واللغمية والموقوتة (وأحدثها: قنبلة "جي بي يو-28" وهي قنابل موجهة بالليزر تزن 2268 كلغم!!).. ولم يكفي هذا فقد تمادي العدوان بغيه وشره وصلفه الغير معهود والغير مسبوق حيث رأينا الولايات المتحدة تمد الكيان الصيهوني بصواريخ زنتها 5250 طن لتدك الابنية والجسور وتفتك بالكيفية التي يريدها الساسة من المحافظين الجدد وجنرالات (تل الربيع ) لتشفي حقدهم الدفين تجاه هذا الشعب وهذا البلد بهذه الاسلحة الفتاكه وكل هذه الانواع محرم استخدامه حتى ضد القطعات العسكرية بموجب القانون الدولي واتفاقيات جنيف،فما بالك بالقائها بلا حساب ولا عدد على المدن الآهلة بالسكان الابرياء الآمنين في عصر سيادة الحضارة وروح القانون الدولي؟ فليس في لبنان هدف عسكري واضح المعالم ليصار الى استهدافه بكل هذه الترسانة المهولة. انما هذه الممارسات تندرج ضمن دائرة احقادهم اللا متناهيه فقد سبق وان الامريكان الغزاة لارض الرافدين قد استخدموا قنابل زنة عشرة أطنان، وتسمى (أم القنابلMassive Ordnance Air Blast - MOAB)، تقذف من على متن طائرة سي -130 العملاقة، وتستدل على اهدافها بواسطة الاقمار الاصطناعية، وقد احدثت سلسلة من الاهتزازات الارضية التي شعر بها سكان بغداد خلال معركة المطار الشهيرة . إن هذه الاعمال تندرج ضمن قائمة الارهاب الذي تمارسه اسرائيل برعاية امريكية مطلقة ضد المدنيين والاطفال تحديدا، وهي بذلك لا تشذ عن نهج الراعي المادي والروحي الولاياتالمتحده وسجلها الحافل وما اقترفته من جرم وفعلت مافعلت بالمدنيين في هيروشيما ونكازاكي في اليابان ، وفي فيتنام حيث قتلت اكثر من نصف مليون مدني، وفي العراق الذي اصبح مسلخ مفتوح للبشر حيث ينزف الدم يوميا وتزهق مئات الارواح من المدنيين بايدي جنودها او مرتزقتها فيه. سجل فكري اخلاقي عقائدي مشرف:- كسب حزب الله المعركة ... معركة كسب القلوب والعقول, التعاطف الشعبي الكبير الذي رأينا عامة الناس تخرج في باريس ولندن وكندا وفي بعض الولاياتالامريكيه, تنادي بإيقاف الحرب, التأييد الكبير الداعم لحزب الله في مصر العروبة شريحة كبيرة من المثقفين والممثلين وعامة الناس تؤيد ثبات المقاومة وصمودها , المظاهرات عمت ربوع الكويت مؤيدا للمقاومة, المظاهرة المليونيه في بغداد العروبة والتأييد المطلق من جماهير شعبنا في اليمن والسودان والمغرب العربي ليتوج الرئيس المناضل الثائر الفنزويلي هوجو شافيز بسحب السفير وهو مالم يستطيع فعله المطبعين مع الكيان. ختاما نقول فإلى جانب ما سجله «حزب الله» من صمود منقطع النظير باعتراف أكبر قادة الكيان الصهيوني نفسه , فقد سجل انتصاراً (فكريا واخلاقيا وعقائديا) على آلة الدمار العالمية. بقلم فؤاد محمد السايس *(1) صحيفة الرباط-العدد 39-29ت1 1991م *(2) صهيون كما هو معروفٌ جبلٌ في مدينة القدسالفلسطينية. *(3) (صحيفة الرباط-ع41- 12/11/1991م). *(4) صحيفة 26 سبتمبر [ العدد رقم: 1120 ] [ الموضوع: آراء ] [ رقم الصفحة: 11 ] *(5) (الرباط-العدد 40-في 5/11/1991م). مركز الاضواء للدراسات الاستراتيجية _فؤاد السايس [email protected]
