الذكرى العطرة لميلاد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد بن عبدلله الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين لها نفحاتها الإيمانية لدى المؤمنين في كافة أصقاع المعمورة، بل وتزدان الفرحة بالاحتفال والبهجة لديهم كونها مناسبة دينية بميلاد هذا الإنسان العظيم والذي أرسله المولى عز وجل لإنقاذ البشرية من براثن الظلم ودياجير الكفر والطغيان الذي كانت تعيشه في تلك الحقبة من الزمن-ما قبل الإسلام- وكانت الفرقة والصراع والتشتت والشرك وعبادة الأصنام وسفك الدماء البريئة كواقع مأساوي مؤلم للبلاد العربية وبلاد ما قبل الفتوحات الإسلامية المتعددة الأديان والعقائد. لقد مثل ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم نور هداية وضياء الحق الصادع في سماء الحرية والانعتاق من ظلمات الجاهلية والشرك والتمييز والفوارق التي كانت سائدة في عصر ما قبل الإسلام.. وجاء محمد ليكون رحمة مهداة للعالمين حاملاً معه المعجزة الإلهية “القرآن الكريم” ليضيء به دروب المؤمنين الذين تحملوا في بادئ الأمر أعباء نشر الرسالة والتحرر من الاستعباد والوثنية الذين خرجوا من عباءاتها بما أحدثه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من تغييرات جوهرية نفسية وعقلية لديهم ليزرع بذلك فيهم الطاعة والولاء لله ولرسوله ليتجسد ذلك في العقيدة الإيمانية الجهادية للأمة المحمدية التي حملت على عاتقها نشر الدين الإسلامي إلى مشارق الأرض ومغاربها. لقد كانت حياة النبي الأمي مليئة بالدروس والعبر والعظات والتي لا يسعنا الحديث عنها في هذه السطور، غير أنه لا يفوتنا أن نستذكر منها ما استلهمناه من معارف ومفاهيم دينية ودنيوية كانت العهد المشرق في حياته الكريمة ومع أصحابه وأتباعه الأطهار ومن والأهم وأتبع نهجهم ليكونوا حاملين راية الحق وضياءه المبين والحجة البالغة الشاهدة على واقع وحال المسلمين في الأمة العربية والإسلامية في عصرنا الراهن وما تتلقاه من صفعات مؤلمة من أعدائها لأنهم تركوا طريق الحق والعزة والكرامة وأتبعوا هواهم وغرائزهم الدنيوية وفرحوا بالحياة الدنيا وزينتها ونسوا تلك المواقف والمسارات النبوية العظيمة التي جعلت الأمة الإسلامية آنذاك أمة تهابها الأمم وتأتيها طواعية لما كانت تتمتع به من العزة والمهابة والفخر والشموخ. إن الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة لها دلالاتها وأبعادها لدى أبناء الشعب اليمني الحر الصامد خاصة وهو على مدى ما يقارب الأربع السنوات لا يزال وسيظل صامدا في وجه العدوان الأمريكي الصهيوني وأذياله من العملاء من أمراء وملوك آل سعود وآل زايد والخونة المرتزقة الموالين لهم رغم ما حشدوه من القوة الضاربة المتطورة في العدة والعتاد بهدف غزو اليمن واحتلال أراضيه وإذلال عزة وكرامة اليمنيين لكنهم اصطدموا بشجاعة وصمود واستبسال المجاهدين من مقاتلي الجيش واللجان الشعبية الذين سطروا في ميادين القتال والمواجهة وجبهات العزة والكرامة ملاحم خالدة ومآثر نضالية ومواقف بطولية قل نظيرها اتسمت بالبأس الشديد في صور أذهلت العالم وكسرت كبرياء واستعلاء تحالف دول الظلم والاستكبار، وهاهو المقاتل اليمني اليوم يصنع أمجاد أجداده اليمنيين أنصار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في انتصاراته وثباته وتحمله شدة المعارك وسعار وطأتها ليس بما يحمله من سلاح أو يمتلكه من قوة رادعة بل بما يحمله من عقيدة إيمانية جهادية راسخة رسوخ الجبال وعزيمة دينية لا تلين أمام التحديات انتصاراً للحق ورفعة للدين والوطن وبإيمان لا يتزعزع بعدالة قضيته الوطنية وأحقيته في الدفاع عن دينه ووطنه.. عن أرضه وعرضه متوشحين شعار: “النصر أو الشهادة”.. عاشت اليمن حرة أبية وكل عام واليمن بخير ومن نصر إلى نصر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين. رئيس هيئة الإسناد اللوجستي