إلى المرأة حيث هي وكيف ما كانت صفتها ووضعها الاجتماعي - أم وأخت أو زوجة عاملة أو ربة منزل- يجب ألا تنسي أنكِ نصف هذا المجتمع وعلى يديكِ يتربى النصف الآخر.. أنتِ عنوان النجاح أو الفشل ومرآة التقدم أو البقاء حيث لا أمل، ومهما كانت العواقب أو ارتفع حجم المشاكل فأنتِ لكل سر مفتاح ولكل أزمة إن شئت صلاح. فاعرفي أين تضعي قدميك ولمن تمدين يديكِ وإلى من تهدين ماضيك وحاضرك.. فبكِ نحن نسعد وبدونكِ نحن لا أحد.. لكن في المقابل يتوجب عليك أن تعي معنى ومقدار ما هو ملقى على عاتقك من المسؤوليات وترتبط بك من الآمال والأمنيات وافهمي أنك متى شئت وقررت أن تكون الأمور بيديك ستكون ومتى ما تركتي غيرك يعبث بك ستضيعين بلاشك، لذا فاربئي بنفسك عن العفن مهما قال المغرضون إنه فن ولا تكوني كما قال الشاعر: خدعوها بقولهم حسناء.. فتعلمي وعلمي نفسك ودعي عنك الانزواء وراء أحجبة الجهل والتجاهل واربئي بنفسك عن أن تكوني إمعة تتلقى ما يرمى إليها من ترهات الفارغين التي تفرغ محتواك الرفيع وتضع من مقامك الرفيع. الجمال والتجمل مطلوب لكن الإسراف والابتذال ممقوت والبهرجة الزائفة والمبالغة في التأنق والظهور ما هو إلا نوع من الفجور.. وقد سن الحجاب للستر لا للظهور وبالعقل إذا ما كنت ستبذلين كل هذا القدر من إجراءات التزين والتبرج للشارع فما خبأتي أو أبقيتي للبيت وقد قيل في المثل «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»!؟ أنتِ درَّة مكنونة فلا تجعلي نفسك للفراغ رهينة ولكل ناعق مصغية وتابعة، فأنتِ بدينك وأخلاقك جداً رائعة حتى ولو قالوا إنك رجعية وبالتزمت ضائعة، فالخلق الحميد والعقل الرشيد هما ما سيجعلانك تخبرين طريق النجاح وتهتدين إلى سبل الفلاح. ومتى كنت نفسك ربحت وإن حاولت أن تتحولي إلى أخرى خبتِ وخسرت فلكل منا صيغة مختلفة حباها الرحمن كل معان التفرد فتمتعي بما تمتلكين من قدرات وابحثي في طيات نفسك عن كل النجاحات التي ترغبين بها وعن كل الصفات التي تتمنينها.. وأخيراً أقول لكِ كل الشكر والتقدير فأنتِ تستحقين أكثر من هذا بكثير.