إن أهل الكتاب من اليهود والنصارى يسعون دائما إلى إضلال الأمة وإغوائها وإبعادها عن القيم والمبادئ والأخلاق والآداب ويهدفون باستمرار إلى إغراق البشرية كلها في وحل ومستنقع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن فالمسلمون اليوم عموما وأهل اليمن والإيمان على وجه الخصوص أمامَ مشاريع الاضلال يقول الله تعالى ﴿وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾. وقال سبحانه ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾. فالإضلال والإغواء والاستكبار التي يتبناها اليهود والنصارى وأدواتهم من المنافقين المحسوبين على الإسلام ويتحركون وفق مسارات متعددة فتارة يختارون القوة العسكرية وحين تفشل يختارُون القوةَ الناعمة إلى جانب القوة الصلبة (المادية العسكرية والاقتصادية)، يخطِّطُون باستمرار لتخريبنا من داخلِنا، وإسقاطنا بأيدينا وأدواتنا، من غيرِ أن نرى او ندرك من هو الفاعلَ المباشِر. فالحرب الناعمة اليوم صارت خيارا لقوى العدوان التي تهدف من خلالها الى إضعاف الروح المعنوية الجهادية وتدنيس النفوس وتحويل مسارها إلى مبار اخر سمته الاساسية حب الشهوات والميول مع الرغبات والملذات سعيا منهم للحد من تحرك الشباب إلى الجبهات لتحرير اليمن من الغزاة والمحتلين وتطهير البلدة الطيبة من دنس المرتزقة والعملاء الخائنين فشبابنا وكبارنا ونساؤنا المؤمنات على وعي كبير بخطورة الحرب الناعمة وعلى دراية كاملة بآثارها وامتداداتها فنحن والحمد لله يمن الإيمان والحكمة ومن يحمل هذه الهوية وهذا الوسام الخالد لا يمكن أن يكون ضحية لسياسات الإغراء والإغواء والاستدراج من قبل شياطين الجن أو الإنس لأن الإيمان يمثل حصانة ووقاية للمؤمن ضد كل المخططات والوساوس الشيطانية والحكمة تمثل الوعي والموقف الصائب أمام التحديات والمخاطر المحدقة بالأمة وهويتها ودينها وطهارتها وزكاتها التي بعث رسول الله من أجل إحياءها قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. فمن الأهمية بمكان تعزيز الثقة بالله والتوكل عليه والاستعانة به فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير فهو القائل جل وعلا ﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾. فلا رهان إلا على الله وحده وهو ملك السموات والأرض ومدبرهما وله الشأن فيهما ومن عليهما. ولنكن على وعي ويقين أننا معنيون كشعب يمني بأن نتجه بكل جدية واهتمام كبير ووعي بطبيعة هذه المرحلة وندرك أهمية الصمود وأهمية بذل المزيد من العزم والصبر والجدية وتحمل المسؤولية ضمن خيار لا مناص منه، خيار انطلقنا فيه عن قناعة راسخة بأنه يمثل الموقف المسؤول والموقف الصحيح والموقف الناجح في الأخير وهو التصدي لهذا العدوان لأنه ليس أمامنا إلا هذا الخيار.