نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحفي المصري إبراهيم سنجاب ل«26 سبتمبر»:بروز قضية اليمن وصمود وصبر شعبه وقدرته على مواجهته لهذه الحرب والحصار أذهل العالم
نشر في 26 سبتمبر يوم 05 - 01 - 2019

{ اليمنيون المدافعون عن وطنهم أمام هذا التحالف يحملون مشروع كرامة وبناء دولة كاملة السيادة
اللحمة العربية هي غاية يسعى الغرب لتمزيقها وهدم حضاراتها، والله سبحانه وتعالى قد غرس في نفوس العرب التراحم والمبادئ السامية من خلال دستوره العظيم الفرقان الذي يحث على القيم النبيلة التي تحفظ للإنسانية كرامتها.. وفي خضم الصراعات المعاصرة والحروب العدوانية التي تعاني منها الشعوب وقف العرب الأحرار إلى جانب الشعوب العربية المظلومة وناصروا قضاياهم دون خوف أو تردد من سلطة جائرة أو أياد طاغية، وهذا ما حدث مع الصحفي الحر الأستاذ ابراهيم سنجاب في صحيفة الأهرام المصرية من أرض الحضارة العريقة نجده اليوم متفاعلاً مع القضية اليمنية وملماً بكل تشعباتها متابعاً لكل أحداثها منذ بداية العدوان حتى اللحظة، وله رؤيته الخاصة والحكيمة في إنصاف القضية اليمنية والتي عمد تحالف العدوان إلى قلب الصورة وتبجح بإدعائه ان ثمة أسباب منطقية تستدعي هذه الحرب العبثية ضد شعب الحكمة والإيمان.. «26سبتمبر» التقت الإعلامي الأستاذ ابراهيم سنجاب وأجرت معه الحوار التالي:
حوار: عفاف محمد الشريف
ابراهيم سنجاب شخصية إعلامية هامة لها رصيدها الثقافي والسياسي والاجتماعي المنتشر أصداؤه في كافة الاقطار العربية،،بات اليوم له شريحة كبيرة من محبيه ومعجبيه من ارض اليمن الشامخة كونه ممن أشهروا سيف الحق في وجه الظلم،، ماذا تقول أستاذ ابراهيم للشعب اليمني الذي تعرض وما يزال لأبشع عدوان غاشم عرفه التاريخ؟
أولا أرحب بكم وأشكركم على هذه اللفتة وأود الإشارة إلى أني أحب اليمن واليمنيين بشكل لا يوصف وتمنيت أن أعيش فيها ولا اعرف لماذا ارتبطت بها دونا عن سائر البلاد وصنعاء بشكل خاص دونا عن سائر المدن, والذي اعتقده في نفسي أن في اليمن سراً كبيراً لا أحد يعرفه وانه البلد الذي كان يجب أن تكون لي فيه اكبر مغامرة في الحياة وندمت كثيرا أنني لم أتعرف على هذا البلد وأهله قبل زيارتي له خاصة أن عائلات مصرية كبيرة وعريقة جدا هي من أصول يمنية, وتزايد هذا الإحساس فيها مع كل صديق يمني أتعرف عليه سواء شخصيا أو عبر وسائل التواصل.
ما الذي ألهمك لزيارة اليمن.. هل هو إبراهيم سنجاب الصحفي الجريء الطموح الذي يسعى لسبق صحافي مبهر أم إبراهيم الإنسان الذي يبحث عن الحقيقة ليظهرها، وكيف كان مشوارك،؟!
عندما أتيت اليمن كانت مهمة عمل عادية باعتباري مراسلاً متجولاً وهو شكل من أشكال الصحافة غير موجود في الصحافة العربية بصفة عامة وهي أن يسافر الصحفي إلى دول مختلفة ويجري فيها حوارات وتحقيقات وينقل ثقافتها أو قضيتها من وجهة نظره، خاصة أن الإعلام العربي والعالمي لم يهتم كثيرا بهذا البلد لأسباب كثيرة, كان الفضول من يدفعني لأفهم الكثير واعرف أهل اليمن عن قرب، وعندما وصلت ارض اليمن لم يكن احد في استقبالي كما هي العادة حيث لم يكن هناك ترتيب مسبق من خلال سفارتكم في اليمن أو وزارة الإعلام اليمنية, ولكن أصدقائي من العراق د- دايخ الحسناوي الأستاذ بجامعة ذمار والدكتور سعد العتابى الأستاذ بجامعة الحديدة هما من شجعاني على القدوم إلى اليمن، وكنا على تواصل عبر الفيسبوك منذ عام 2011م وما زلنا، أنا كنت متابعاً بشكل كبير لكل القضايا العربية ولي أصدقاء في كل الدول بما فيها دول أفريقية وأوروبية ولكن من اليمن لم أكن اعرف أحدا لا معرفة شخصية ولا عبر وسائل التواصل, لقد كان اليمن غائبا تماما بالنسبة لي على الأقل قبل ثورة سبتمبر 2014م، وفوجئت بشخصية اليمنى من أول دقيقة وبسبب حياة الناس البسيطة جدا والمهذبة جدا اعتبرت نفسي في مصر التي لا تعرفونها اقصد أنني في قرية مصرية أو مدينة صغيرة وليس مدينة صاخبة كالقاهرة، أبهرتني اليمن وحركة الناس وشكل المحلات ووسائل المواصلات وانبهرت بكل شيء وأي شيء مثل مسجد صنعاء الكبير ولي فيه ذكرى مهمة جدا في حياتي كما ابهرتنى ملابس الرجال التقليدية وأزياء النساء التراثية وشكل المباني القديمة..
بدأت أمارس عملي بمعاونة صديق يمنى كان يعمل مصورا في صحيفة الثورة هو الشعراوي فاروق ذهبت إلى سوق صنعاء القديمة والجامعة، ثم التقيت الأستاذ محمد البخيتى وسياسيين آخرين من الشمال والجنوب من مختلف التيارات وكان من المفترض أن التقي الرئيس هادي ولم يحدث، وقابلت عارف الزوكا ولم نتكلم في شيء واختلفنا بعد دقيقة واحدة من كلمه سلام عليكم المهم كنت أتجول في صنعاء مع صديقي العراقي د -سعد العتابي الذي أصر أن يأخذ إجازة ويبيت معي طوال فترة وجودي وهى 18 يوماً انه إنسان كبير فعلا كبير، كان يخاف علي من كل شيء وأي شيء وعرفني بعد ذلك بأصدقاء يمنيين، كما عرفني د- دايخ أيضا - وهو بمثابة أخي وأستاذي وأحد كبار القوميين العرب عن جدارة - عرفني بأصدقاء يمنيين وسهل لي لقاء المرحوم رئيس حزب البعث اليمنى..
لدي ذكريات مهمة جدا عن هذه الفترة القصيرة ولكني تعرفت خلالها على الكثير من شباب أنصار الله الكرماء خلال وجودي عرفت د- احمد الكبسي، ونصر عامر، وياسر شرف الدين، ود- احمد الشمري ونسيبه ماجد الشمري، ثم محمد الشريف أبو حسام، وليد الوادعي، والشهيد فاضل السائق وكان هؤلاء هم من قدموا لي أنصار الله ومسيرتهم بشكل عملي من خلال التعامل اليومي.
وفي زيارتي الثانية في مارس 2016م، كانت 23 يوما التقيت فيها بالسيد محمد علي الحوثي وانبهرت بتواضعه وعفويته وفهمه للإعلام وطبيعة العمل الإعلامي أكثر من وزراء التقيتهم في دول أخرى عربية وافريقية، كما التقيت بكثير من السياسيين والإعلاميين والأكاديميين وفي تلك الفترة رافقني صديقي لؤي الشامي من وزارة الإعلام ثم أصبحت من بعدها صديقا للكثيرين عرفتهم في صنعاء والكثير منهم عبر وسائل التواصل، كل من قابلتهم في اليمن وعشت معهم في الزيارتين أكدوا لي أنهم مختلفون جدا عن بقية الشعوب، أنا في كل زياراتي للخارج لا اطلب أن التقي مسؤولين فأنا اكره هذا النوع من الصحافة ولكن لو طلب مسؤول أن أقابله فإنني استجيب.. الصحافة التي أحبها هي في الشوارع والمصالح الحكومية والمقاهي والجامعات والأسواق والمساجد هذا ما أحبه لذلك افهمً جيدا أين أنا وتكون كتاباتي واقعية.
ابراهيم سنجاب زار مرتين هل كانت الزيارة الثانية هي من خلقت عاطفة قوية بينه وبين الأرض وأبناء الشعب جعلت منه متبصراً لعدالة القضية اليمنية وكشفت له الستار الذي تعذر على غيره مشاهدة ما خلفه؟
زيارتي لليمن في المرتين في ديسمبر 2014م وفي مارس 2016م كانت زيارات عمل في المرة الأولى ولم أكن اعرف أي شيء عن اليمن إلا إغلاق القوات المصرية لمضيق باب المندب عام 73م وما قرأته كان قليلا جدا عن ثورة 62م، وخلال رحلتي من أول فكرة السفر مرورا بالمواقف المبهجة والكوميدية مع الركاب اليمنيين على الطائرة وفي مطار صنعاء حتى الفندق كانت كلها مواقف أشبه ب”الحدوتة” تحتاج إلى وقت أطول لأحكيها..
عند أول زيارة لي وعلى طريقي للفندق قال السائق سنمر على كمين للحوثيين شعرت حينها بالرعب لأول مرة وكانوا شباباً يتجمعون حول شعلة نار فالجو كان بارداً جداً جاء احدهم يحمل بندقية بلبس يمني تقليدي وطلب من السائق الرخصة وأعطيته جواز سفري دون أن يطلبه فنظر فيه وقال مصري أهلا وسهلاً أتفضلوا وكانت هذه أول معاملة من أنصار الله ومازلت أتذكر ملامح ذلك الشاب حيث طبعت في خيالي أحسست من يومها بعاطفة خلقت بيني وبين أهل اليمن.
تم تخصيص فقرة إذاعية أسبوعية لك عبر إذاعة سام، FM، تختص برؤاك المنطقية التي تطرحها حول مستجدات الملف اليمني، فبات الشعب اليمني ينتظر هذه الفقرة بشوق ويتناقلون مقاطعك الصوتية عبر مواقع التواصل منتشين بها.. كيف كانت بداية هذه الفكرة التي لاقت صدى واسعاً؟
في زيارتي الثانية أثناء الحرب طلبت أن أزور مستشفى ومركز نازحين وقلت للؤي الشامي فوافق وفعلا ذهبنا إلى عمران وأمام المستشفى وجدت بائع أدوات كهربائية بسيطة متجولاً فوقفت لاشتري راديو ترانزستور مما أدهش لؤي فقال هتعمل به أيه؟ فقلت له هاسمع إذاعة اسمها سام أف أم لأني سمعتها في تاكسي في صنعاء وأعجبتني واعرف من خلالها تطورات الأحداث، أنجزت عملنا وعدت إلى صنعاء فقال لؤي تعال احضر فعالية مظاهرة ووافقت وإذا به يسلم على حمود شرف وقدمني له وحكا له أني أتابع إذاعته وطلب المذيع حمود استضافتي على الهواء في سهرة امتدت اكثر من ثلاث ساعات في إذاعة سام وكان محاوري هو العملاق عبدالله الحيفي الذي أحبه كثيرا فهو إعلامي محترف وصوته مؤثر، أما حمود فمنذ ذلك اليوم وهو أخي فعلا، كنا وقتها في عز العدوان على اليمن وكانت الطائرات تحلق فوق رأسي في كل شبر أتحرك فيه من صنعاء حتى الحديدة وكأنها تستهدف هدفا يمنيا، وقد تعمقت علاقتي بالمذيعين حمود وعبدالله وأصبحوا يقدمون لي فقرة في كل خميس في برنامج واجمع شورهم عبر إذاعة سام إذاعة الحكمة اليمانية،
عرف عن الشارع المصري انه متفاعل مع القضايا القومية كونه شعباً متحضراً ملماً بالتاريخ وصفحاته، اليوم التحالف الذي شن حربه الظالمة على اليمن عمد إلى تشويه الحقائق عبر ترسانته الإعلامية الضخمة، هل ترى أن التعتيم الإعلامي حجب الرؤية الصحيحة عن مظلومية اليمن في مصر وباقي الشعوب الأخرى؟
نعم الإعلام المزيف ترك تأثيره في الشعوب بالنسبة لقضية اليمن أنا عندما زرت اليمن كنت متأثراً بالدعاية الإعلامية الهائلة حول أنصار الله وأنهم مجوس وشيعة وسفاكو دماء وميليشيا إلى آخر ما وصفوهم في كل الإعلام العربي والعالمي من صفات سلبية، لدرجة أني اعتبرتها مغامرة صحفية مع هؤلاء الناس، وكنت قبلها قد عدت من سوريا والتقيت الدواعش وسجلت معهم حوارات صحيفة وفيديوهات منشورة وظننتهم على تلك الشاكلة، ولكن مع مرور الوقت وطول فترة الحرب والجهود الضخمة التي بذلها الإعلاميون الشرفاء تغيرت الصورة وما زالت تتغير خاصة مع الصمود الأسطوري للشعب والجيش واللجان اليمنية، هل تعرفي معنى أن تحتل صنعاء بعد بغداد؟ انها كارثة من وجهة نظري وضربة قاتلة للعروبة والإسلام.
المرأة اليمنية لطالما تحدثت أنت عن عفتها وحشمتها ومواقفها الأصيلة التي أملتها عليها بيئتها المحافظة.. كيف ترى دورها ضد العدوان؟!
أنا من القلائل جدا خارج اليمن الذي يستطيع أن يشعر بالمرأة اليمنية الأم والزوجة أثناء الحرب , لأنه لي حكاية منذ صغري مرتبطة بهذا الجانب الإنساني من الحروب ففي حرب 67 كان والدي مدرساً في مدينة العريش وقامت الحرب ولم يعد والدي ونحن ثمانية أخوة نعيش في قرية رائعة الجمال في ريف محافظة الدقهلية, أنا كنت السابع بين اخوتي وكلهم في المدارس والجامعات فكنت لصيقاً بأمي وكنت أراقبها في غياب والدي وهي تحتار ماذا ستطبخ لنا غدا، بالتأكيد أنت كأم ستفهمين معنى ذلك فأبي تم حجزه وأسره لعدة شهور, وكذلك مرتبه انقطع والأرض الزراعية لم تنتج محصولاً كانت سنة سيئة جدا في النشاط الزراعي لمصر كلها, قبل الحرب بيوم واحد كنا من الأثرياء ولكن من أول لحظة قتال انهار كل شيء في نظري خاصة أمي التي انهزم مشروعها بهزيمة جمال عبد الناصر, لقد كان زعيما مقدسا، عشنا أحوال صعبة كانت أمي تحتار كيف توفر مصروف أخي الذي سيذهب للجامعة أو الذي سيذهب للمدرسة، كانت قلقة جدا وهموم الدنيا فوق رأسها ,حالة تشابه حالة أمهات اليمن يعني أمي عاشت ما تعيشه المرأة اليمنية اليوم وأنا عشت بجوارها ما يعيشه أي طفل يمنى، والحمدلله رغم صعوبة الظروف واختفاء والدي لمدة ستة أشهر ولا نعلم عنه شيئاً, أمي كانت صاحبة مشروع فهي تريدنا جميعا متعلمين تعليما عاليا الولد زى البنت كما كانت تقول دائما وكانت مرعوبة ان يفشل مشروعها الشخصي بسبب غياب أبي، لهذا أنا اعرف جيدا ما معنى ان تكون الأم اليمنية صامدة وجسورة واعرف ما يعيشه الطفل اليمني،، وتلك الفترة لن أنساها ظلت تاركة علامة في نفسياتنا وشكلت معنويات أجيال كاملة في مصر، لذا أقول عن المرأة اليمنية أنها قديرة فعلاَ وعظيمة و بطولاتها مثل بطولة المجاهد الذي في الجبهة وربما أكثر لأنها مسؤولة عن حياة أطفال ونفسيات الأطفال وعن أسرة بأكملها، أنا لدي أصدقاء يمنيين عرفت منهم قصصاً جعلتني أعيش في كل بيت يمني وأنا حاضر في المأساة اليمنية كأني فرد فيها،،لكن دائما في بالي الأم اليمنية ومعاناتها، أقدم احترامي للمرأة اليمنية التي عرفت بحشمتها وحنكتها وعلاقتها الاجتماعية طيبة ولازلت اذكر تلك الأم الكريمة التي استشهد ابنها في الجبهة واستقبلته وأطلقت ناراً وقالت:”مرحباً يا ولي الله” عمري ما أنسى هذه الجملة ولا عمري أنسى هذا المشهد، وطبعا هو مشهد يتكرر كل يوم في البيوت اليمنية افتخر كثيرا بالأم اليمنية، صبر النساء وصمودهن إلى جانب صمود الرجال منحنى القوة دائما أن استمر في الدفاع عن الأشقاء اليمنيين ومحاولة فهم أسباب هذا العدوان اللعين, كما أنني احتفظ بمئات الحكايات من اليمن وعن اليمن من شباب وبنات تعطلت حياتهم بسبب الحرب وما زالت تؤلمني جدا،
كإعلامي مخضرم ومحلل سياسي حصيف لك نظرة ثاقبة كونك ملماً بدهاليز السياسة.. ما تطلعاتك المستقبلية بالنسبة للملف اليمني؟
أنا راهنت ثم تأكدت أن مشروع أنصار الله السياسي والمجتمعي مشروع ناجح وانهم سيتجاوزون عقبة العدوان الخارجي والمؤامرة الداخلية بسهولة جدا رغم التضحيات والمآسي التي تعرضوا لها هم وكافة الشعب اليمنى، انهم أصحاب مشروع هل تفهمين ذلك؟ الإعلام العربي والعالمي صور أنصار الله كأنهم شياطين ولم يقل أبدا أن هناك مشروع كرامة يمنى يريد ان تكون هناك دولة يمنية وليس فناء خلفياً، يريد دولة كاملة السيادة وليس مجموعة من الزعامات المتسولة، يريد بناء إنسان وليس التسول بفقره،، على مدى 5 سنوات كان الكثيرون يعتبروني أحمقاً عندما أقول هذا الكلام ومنهم يمنيون وعرب عدا زملائي الإعلاميين والخبراء العسكريين والسياسيين ومنهم كبار جدا جدا, ولكنني لم افقد إيماني أبدا بعبد الملك الحوثي والذين معه, ومن هنا قررت أن أتفرغ لقضية اليمن واعتبره مشروع حياتي ليس الصحفية أو السياسية فقط ولكن الشخصية أيضا فاعتبرت نفسي محاصرا كالمحاصرين ومريضا كالمرضى وجريحا كالجرحى وكثيرا ما تمنيت أن أزور ميادين القتال.. عشت أياما صعبة وقاسية ليس الآن مجال الحديث عنها وكنت الوحيد تقريبا الذي يكتب أو يتابع ما يجري في اليمن من وجهة نظر متجردة وعن علم بتطورات الأحداث بصدق ودون تزييف إعلامي رهيب مارسه المال والإعلام العربي والعالمي..
المنظمات والمجلس الأممي لطالما غض الطرف عن المجازر التي ترتكب في حق اليمنيين سيما الأطفال والنساء.. هل ترى أن الأحداث الأخيرة قد جعلت من عين العالم مفتوحة على الظلم الحاصل في اليمن أم انه الصمت الأممي سيعود مجددا يلثم الواجهة؟
بعد قضية خاشقجي ومشاورات السويد الملف اليمني برز للواجهة أكثر من السابق بشكل جدي ولكن السبب الحقيقي لانتباه العالم لأزمة اليمن هو الصمود على الجبهات وصبر الشعب وقدرته الخيالية على الصمود في مواجهة الحصار الاقتصادي لأن أزمة اليمن ليست يمنية ولكنها إقليمية ودولية وأسباب أخرى تحتاج إلى شرح كثير.
الزامل اليمني عبارة عن موروث فني تداخله مضامين متجددة جعلت منه مترجماً عن المشهد اليمني بفخر واعتزاز وعنفوان وشموخ، ما صداه في نفس إبراهيم سنجاب؟!
الزوامل اليمنية تذكرنا هنا في مصر بالأناشيد الوطنية أو الأغاني الشعبية، الزوامل اليمنية خطفتني من أجواء الغناء الصاخبة، أنا اسمعها دائماً وأتأملها واهديها لأصحابي، لما كنت في إذاعة سام في سهرة مع عبدالله الحيفي وحمود طلبت زاملاً للطف القحوم حتى إن الحيفي استغرب من أين اعرف لطف القحوم واسمع عيسى الليث وبعض الزوامل أنا أحفظها وافهمها جيدا، هي تمثل الأغاني الوطنية عندنا في مصر فترة حرب 56، 67، 73، ومؤكد لا يوجد شعب لا يستهوي الأناشيد خاصة وقت المعارك أنا أقول إن الزوامل لها تأثير معنوي قوي جدا، خاصة أثناء المعركة التي تخوضها اليمن اليوم وأرى أنها مهمة جدا هذه الحياة الثقافية لأهل اليمن،،
اليمن.. ماذا تعني لإبراهيم سنجاب؟!
اليمن هي مصر بالنسبة لي في سنة 73م حتى 90م وهي أجمل أيام مصر وكانت تشابه اليمن اليوم لأننا كنا في تلك الأيام متحفظين كنا منتصرين، اليمن تعني لي أصل العرب اليمن هي عز العروبة وشرفها وفخرها، ومسألة ان اليمن وحدها تتحدى وتصمد أمام العدوان وأمام الخيانات من كل جانب هذا شيء عظيم وكذلك مشاهد الانتصارات التي تصلنا رغم شحة الإمكانات، اليمني شخصية أسطورية يشابه كثيرا شخصيات حكاية ألف ليلة وليلة, واليمني الذي لا يمتلك شيئا ومع ذلك قوي، اليمني اعتبره عبقرياً أو ساحراً فاليمن في الفترة الحالية جسدت صوراً عظيمة لأحفاد الفاتحين..
اليمن لي وكذلك أي دولة عربية تعتبر مصر الثانية،،اليمن تعيش معركة وستنتهي وينطلق الناس بعدها على أسس جديدة، اليمن يعني لي مصر الجميلة التي عشتها في الستينيات والسبعينيات والثمانيات أحلى فترات عمري، اليمنيون يمثلون البساطة والتلقائية لهم القدرة على العيش بأقل الإمكانيات، اليمن تعيش حالة خاصة هم المسلمون الحقيقيون وهم أبطال المرحلة وهم المشروع العربي القادم من خلف آلاف السنوات، هم مشروع المستقبل في الجزيرة العربية، ناس عندهم الاستعداد للمشاركة وإصلاح البلد ومستعدة للدفاع عنها بالدم، اليمن عندها مشروع مثلما كان عندنا في مصر مشروع القومية العربية أيام جمال عبدالناصر أو أيام السادات في أكتوبر 73، العناوين والمشاريع كثيرة ليس مشروطاً أن نحكم عليها بأنها صح أو غلط هنا مشاريع هامة بل حلم قومي، اليمن اليوم تحمل حلماً قومياً لهذا أنا مرتبط بهذا الحلم وأتمنى أن أكون شريكاً في هذا الحلم.
كما تكرم بعض الإخوة اليمنيين وقالوا إن ابراهيم سنجاب حبيب اليمنيين وشريكهم في الحلم.. ما هي رسالتك لسماحة السيد عبدالملك؟!
ليس معي رسالة للسيد عبدالملك أنا انتظر رسائله التي هي خطاباته وكلماته افرح بها كثيرا لا ينفع أن يكون لدي رسالة للسيد عبدالملك الحوثي، طبعاً لم يحصل لي شرف اللقاء به لكني أتابعه واسمع خطاباته وافهمها جيدا، افهم كل كلمة ينطقها وافهم أكثر الظروف التي يعيش فيها والتي يقود بها أنصار الله في هذه الفترة وأنا من الناس الذين يفخرون بشكله وهيئته ولغته وفكره السياسي وكنت أقول لأصدقائي دائما انني اسميته الصادق عبدالملك الحوثي لأنه فعلاً إنسان صادق هو قائد ثورة،، ثورة كرامة،، أنا لا أؤمن بحكاية الطائفية التي يتحدثون عنها أو الزيود والحوثي الذي يصوره الإعلام السطحي هذا رجل قائد ثورة واهم شيء قام به على الإطلاق هو انه أنشأ وربى جيلا يمنيا يعيش على الكرامة ولا يمكن أن ينتهي،، ربى جيلا مليونيا سياسيا ودينيا واجتماعياً وعسكرياً، هذا هو الذي سيعبر عن اليمن في السنوات القادمة الكرامة التي يقود ثورتها جعلت الناس تلتفت لليمن، لم يكن احد يحس بالشعب اليمني أو يوليه هذا الاهتمام بعد ثورة السيد الناس تطلعوا لهم كيف يفاوضون وكيف يحاربون وكيف استطاعوا العيش بالرغم من الجوع والمرض، السيد عبدالملك ابن تجربة مريرة لكنها أنتجت لليمن جيلاً لا أعتقد انه يوجد في دولة عربية أخرى،
أنت تصف المشهد اليمني باحتراف واقتدار ومواكب لكل الأحداث،، محادثات السويد هل ترى أنها أثمرت أكثر من المفاوضات التي جرت في عدة أماكن.. هل هذه المرة الأمور مختلفة نوعاً ما وهي مبشرة بالانفراجة أم انها غير ذلك؟
الأحداث تتواتر في الساحة اليمنية والحق هو المنتصر دائما في النهاية،، اليمن تحدد مسارها اليوم بمواقفها القوية والصارمة وبالنسبة لمحاورات السويد فالحكومة اليمنية أثبتت أنها تمد ذراعها للسلام بجدية تامة وتقدم تسهيلات وتنازلات من اجل إرساء السلام لا عرقلته.
أنصار الله.. هم مكون اثبت قدرته على التمسك بالحق بنفس طويل، دائرتهم اتسعت.. فكيف تفسر وجودهم على خلفية ما يتركونه من أثر في ساحات النزال؟
مشروعهم مع تطور الأحداث يثبت انه مشروع ناجح وبأخلاقهم غرسوا سماتهم بقوة وفرضوا وجودهم في الساحة العربية والعالمية ودافعوا عن قضيتهم باستماتة واليوم العالم كله عرف من يكون أنصار الله.
كلمة أخيرة تود إيصالها في ختام هذا الحوار؟
قضية الشعب اليمني غيرت مسار حياتي المهنية كصحفي وكانسان وكمواطن عربي مسلم وأعادت ترتيب أفكاري عن الأمن القومي العربي والقومية العربية وأصول الشعوب العرقية والخلافات المذهبية والطائفية وعن أمريكا وإسرائيل ونظريات الحكم ومعاني أخرى للحرية والديمقراطية وحرية العقيدة وحرية الفكر وأشياء ومعاني أخرى كثيرة جدا هي ملخص حياتنا اليومية وحاضر ومستقبل بلادنا وشعوبنا المسكينة وعندما تنتهي الحرب سيعرف اليمنيون أن تضحياتهم لم تذهب سدى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.