الإنسان هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وقد كرمه الله سبحانه وتعالى وسخر الكون لخدمته لكنه،في المقابل حمله مسؤولية عمارة الأرض واستخلفه عليها، ولأداء هذه المهمة على أكمل وجه لابدّ للإنسان من أن يتمتع بصحة نفسية متوازنة مفتاحها ارتباطه الكلي بالله عزوجل والمواظبة على ذكره لتنعم نفسه بالاطمئنان والسكينة والاستقرار. فالمؤمن وسط هذه الفتن المتموجة في حاجة إلى ورد من الأذكار حتى يطمئن قلبه وتسكن روحه،لعظم أثر الذكر على النفس المؤمنة وقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر من الذكر وخاصة الاستغفار لما له من فضل وأثر عظيم على الصحة النفسية فالإنسان المؤمن إذا رأى قبح المعصية أعرض عنها وطلب المغفرة والرضا من الله سبحانه وتعالى واستغفر لذنبه،فالاستغفار مجلبة للرزق والصحة والقوة والذرية قال تعالى:(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11)وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12)مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13)وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً (14) سورة نوح والاستغفار سبب لنزول رحمة الله عزوجل على عباده قال تعالى:(قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) سورة النمل، ومن فضائل الاستغفار أيضاً أنه ينفس الكروب ويفرج الهموم ويشرح الصدور ويطهرها من الأصداء التي تتركها بعض الذنوب فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار قال تعالى:(كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)سورة المطففين، والاستغفار يجعل الإنسان المؤمن بمعية الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)أخرجه ابن ماجه. وفي الاستغفار اقتداء وتأًسٍ وامتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من أسباب السعادة الدنيوية والمتاع الحسن قال تعالى:(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً ِإلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) سورة هود والاستغفار يعصم كذلك من عذاب الله وعقابه العاجل قال عزوجل:(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم ْوَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) سورة الانفال والاستغفار من أسباب استجابة الدعوة. اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كبيراً فاغفر لنا وارحمنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.