صحيح ان العدو يماطل في ما يخص اتفاق السويد- واكثر من ذلك قد يفشل هذا الاتفاق- صحيح ان الحرب مستمرة في مختلف الجبهات- صحيح ان العدو لا يزال يواصل الرهان على الخيار العسكري وعلى الحصار، لكن كل هذا لا يلغي حقيقة واضحة وضوح الشمس ان الشعب اليمني يقف على عتبات النصر الكبير بإذن الله. اربعة اعوام من العدوان الواسع والوحشي وغير المسبوق من قبل تحالف عربي ودولي لم يفلح في هزيمة اليمنيين أو كسر إرادتهم، أربعة أعوام من الحصار، وثلاث سنوات بلا مرتبات وسط معاناة انسانية كبيرة وقاسية ولكنها لم تزد الناس والمجتمع اليمني الا وعياً وادراكاً لهوية العدو الحقيقي، وبرغم المعاناة والتضحيات لم تنحرف البوصلة او تتراجع العزيمة أو تهتز الرؤية، العوامل السابقة تمثل مداميك النصر لأي مجتمع او بلد يشق دربه نحو الانتصار بثقة عالية وؤية واضحة. استنفد الاعداء خلال الاعوام السابقة كامل اندفاعتهم ونفد كل ما بجعبتهم من اساليب الحرب العسكرية والضغوط السياسية والاقتصادية، فماذا تبقى لدى السعودية والامريكيين من خيارات ووسائل لم يتستخدموها بعد بحق الشعب اليمني؟؟ والنتيجة المرتسمة في آفاق اليمن والمنطقة وكما يقرأها المراقبون الدوليون وحتى الراي العام الخارجي أن دول العدوان على اليمن فشلت بشكل ذريع وان اليمنيين استحقوا الانتصار بجدارة منقطعة النظير. لم يعد الحديث في المؤسسات البحثية ومراكز الدراسات الدولية وفي عواصم صنع القرار بالعالم: هل انتصرت السعودية ام هزمت أمام اليمنيين؟؟ فالأمر واضح وجلي، غير ان هذا لا يعني انتهاء المؤامرات ولا يعني وصول الاعداء الى مرحلة اليأس من امكانية الاستمرار في العمل على ارباك المشهد اليمني ومحاولة ابقائه ساحة مشتعلة بنار الصراعات الداخلية التي تنتج في نهاية المطاف يمناً ممزقاً ومقسماً بين فصائل وجماعات متناحرة يتم تمويلها وتسليحها من قبل دول العدوان . ولكن بعيداً عن نوايا واجندة دول العدوان الجديدة والبديلة، الشعب اليمني يعيش مرحلة ما قبل الانتصار الكبير، وهو يمتلك المقومات التي تؤهله لبلسمة الجراح والنهوض الشامل في المدى القريب والمتوسط بعد معالجة آثار العدوان التي اثرت بشكل كبير على البنية الاجتماعية والمقومات المادية لليمن، قبل استعادة زمام المبادرة والانطلاق صوب المستقبل في ظل استقلال حقيقي يسقط اغلال الوصاية الخارجية التي كانت ابرز الاسباب التي كبلت قطار النهضة اليمنية منذ عقود طويلة . ونحن على عتبات العام الخامس من الصمود والمواجهة التاريخية، اعتقد ان ما بعد جولة السويد السياسية ليس كما قبلها واستمرار العدو في الحرب ليس لأن تحالف الاعداء ما يزال يأمل او يراهن على مكاسب عسكرية حقيقة وفعلية، استمرار العدو في الحرب هو تعبير عن ورطة وعجز عن الخروج من المأزق اكثر منه قراراً يتم المضي فيه بوعي وإرادة. ولذلك اطلقت مفاوضات السويد لا حرصاً على اليمن ولا نتيجة صحوة ضمير دولية ازاء المعاناة الإنسانية في اليمن وإنما إنقاذا للسعودية والبدء في اخراجها من الورطة التي قد تؤدي بها في نهاية المطاف إلى السقوط والانهيار. لا شك ان المستقبل القريب ليس مفروشاً بالورود، وليس من السهل على العالم الاعتراف الكامل بانتصار اليمنيين ولا تزال الكثير من المصاعب والتحديات ماثلة أمام مسيرة الشعب اليمني التحررية ولكنها ليست بأصعب ولا أقسى مما حدث خلال الأعوام السابقة، نحتاج للمراحل القادمة المزيد من العمل والجهود الاستنثائية لتتويج مرحلة الصمود وقطف ثمار الصبر والتضحيات انتصاراً واضحاً ومدوياً يهز أركان الدنيا بأسرها.. لا مكان للوهن أو التعب، لا مجال للتراجع او الشعور بالعجز في أي مجال من مجالات العمل والمواجهة، مطلوب من كل القوى الوطنية ومن المجلس السياسي الاعلى والحكومة والمؤسسات والهيئات المختلفة العمل بدأب وهمة وبروح الفريق الواحد لضمان الوصول السريع الى تلك اللحظة التاريخية التي ينتظرها أحرار العالم أجمع.