يُصَعّدُ تحالف العدوان وحكومة الارتزاق من التضييق على مشهد حرية الرأي والتعبير، ومن ممارسات القمع والاعتقالات ضد الصحفيين والإعلاميين، في عدن ومحافظات جنوبية أخرى. وتصف منظمات دولية، إعلامية وحقوقية، مشهد الحريات في تلك المناطق بأنه الأسوأ على الإطلاق، وأن الصحفيين والإعلاميين يواجهون الملاحقات والمساءلات غير القانونية، كما يتعرضون للاختطافات والاعتقالات. وترفض جهات أمنية وعسكرية، الافراج عن صحفيين تم اختطافهم واعتقالهم في عدنوحضرموت ولحج، آخرهم الصحفي صبري بن مخاشن الذي اعتقلته أجهزة استخباراتية في المكلا مطلع ديسمبر الماضي، بعد انتقاده ممارسات التضييق ضد المعارضين والناقدين للوضع المتردي في حضرموت، المحافظة التي تشهد تعزيزات مكثفة لتواجد عسكري للاحتلال السعودي والإماراتي. كما تشهد فرض سيطرة على الأجهزة المحلية لتمرير مشاريع التوسع واستغلال ونهب الموارد والثروات. ويخضع الصحفي بن مخاشن، في سجن المخابرات العسكرية بحضرموت، للحرمان من تلقيه العلاج الذي تستدعيه حالته الصحية المتدهورة. ومنذ أيام، استنكر الاتحاد الدولي للصحفيين، رفض السلطات العسكرية في حضرموت، الافراج عن الصحفي بن مخاشن، وعدم السماح له بتلقي العلاج جراء تدهور حالته الصحية. مطالبا بالإفراج عنه فورا. وقال الاتحاد: "إن الصحفي بن مخاشن يعيش ظروفا صحية صعبة، وأنه ممنوع من تلقي العلاج والرعاية التي يحتاجها بما في ذلك علاج مرض السكري. بحسب إفادات عائلته". ولم يُعرَف إلى الآن، مصير الصحفي محمد المقري، المعتقل لدى تنظيم القاعدة المسنود لوجستيا من قوى العدوان، وجهات سياسية في حكومة المرتزقة، بمدينة حضرموت، أثناء سيطرة عناصر التنظيم على مؤسسات عسكرية ومدنية في المكلا خلال العام 2016. وتسبب العدوان على اليمن في قتل وجرج العشرات من الصحفيين وتشريد المئات منهم، كما تسبب في توقف العديد من المؤسسات الصحفية، وحرمان المئات من مصدر معيشتهم وإعالة أسرهم. وأدى استمرار العدوان للعام الرابع على التوالي، إلى تراجع مستويات حرية الصحافة، حيث يحل اليمن، في المركز 166 من أصل 180 دولة على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة. وأشار مرصد الحريات الإعلامية، التابع لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى استمرار حالة الانتهاكات للحريات الإعلامية في المناطق الخاضعة لسيطرة تحالف لعدوان وحكومة المرتزقة، إذ "تعرض خلال الشهرين الماضيين، أحد الصحفيين للقتل في حين ما يزال آخر محتجز لديها حتى الآن". وسجّل تقرير سنوي صادر عن المركز مؤخرا، 35 حالة انتهاك ضد مؤسسات إعلامية، وصحفيين، في مناطق تواجد وسيطرة تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، خلال العام 2018.وتنوعت الانتهاكات بين إغلاق وقصف واقتحام واعتداءات مختلفة، كان أبرزها اقتحام واحراق مؤسسة الشموع للطباعة والنشر في عدن، من قبل قوات تابعة للاحتلال الإماراتي، وكذلك قصف اذاعة الحديدة بغارة لمقاتلات العدوان، بالإضافة إلى تفجير اذاعة بندر الأهلية بعدن عبر قذيفة ار بي جي، والهجوم على صحيفة اليوم الثامن ومركز عدن للأبحاث. وقال رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، فتحي بن لزرق في إفادات بهذا الخصوص، أن "حال الصحافة في المحافظات الجنوبية، هو الأسوأ على الإطلاق، والسبب غياب الدولة وتسيُد المليشيا الواجهة في كل شيء". واتهمت القيادية الإصلاحية، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قوات الاحتلال السعودي والاماراتي بالاعتداء على صحفيين واختطافهم في عدنوحضرموت ولحج وأبين، لمجرد "تشكيكهم في جدية مكافحة الإرهاب". وهوما حدث عمليا ضد الصحفي عوض كشميم.