قال تعالى:( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ «60» سورة الأنفال نفهم من الآية الكريمة أن الجهاد المشروع هو ذروة سنام الإسلام وأن للمجاهد منزلة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى وقدر عظيم،فالمجاهد دائما على خير، فإما أن يعود بالنصر والأجر وإما شهادة ينال بها أرفع الدرجات عند الله، ولكن رغم هذا الفضل العظيم إلا أننا نلاحظ أن هناك من يحاول التثبيط من عزائم المجاهدين لإقعادهم عن الجهاد وثنيهم عنه بدعاوي مختلفة وطرق متعددة ،فالبعض حاول نشر ذلك من خلال تخويف المجاهد على أهله وأولاده من الضياع والعوز والحاجة إن هو تركهم وذهب للجهاد، متناسين أو غافلين عن أنه الله سبحانه وتعالى هو خليفة المجاهد على أهله وأولاده وأن المجاهد الحق قد توكل على الله وأحسن الظن به بأنه خير حافظ وهو أرحم الراحمين وأنه لن يضيع أهله قال تعالى:(فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) سورة يوسف) وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن هذا أحد أساليب الشيطان لينال من ابن أدم وأنه لا يزال يقعد له بكل طريق يطاع الله تعالى به ويحاول جاهداً ثنيه عن سلوك طريق الجهاد حتى لا ينال الأجر قال تعالى:(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ «16» ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ «17» سورة الأعراف لذا فالإلقاء باليد إلى التهلكة لا يكون إلا بترك ما أمرنا الله به من مجاهدة أعدائه والوقوف في وجوههم وانتزاع الحق منهم ولو بالقوة فالمؤمن قوي الإيمان أحب إلى الله من المؤمن ضيف الإيمان، والتخاذل عن الجهاد والتخويف منه يُعد مخالفة لأوامر الله سبحانه وتعالى وكذا هدم ركن من أركان الإسلام ويعتبر انجراف نحو الطريق المؤدية في نهاية المطاف إلى حياة الذل والخنوع والخضوع لطواغيت الكفر في كل زمان ومكان وإن اختلفت وتباينت وتعددت أشكالهم فإنهم يمثلون القوى الشيطانية على الأرض ويعملون لتحقيق هدف واحد والتوصل لغاية واحدة وهي أقاعد المؤمنين عن الجهاد لما له من فضل وأجر عظيم.