هيلين توماس.. عميدة الصحافة العالمية التي عاصرت رؤسا أمريكا وقامت بفضح كل المؤامرات التي حاكتها وتحيكها الولاياتالمتحدةالأمريكية وقد كتبت أيضاً عن العدو الإسرائيلي بكل جرأة وعن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.. ومن مقولتها الشهيرة التي وجهتها لحاخام يهودي متعصب ( أخرجوا من فلسطين هذه ليست أرضكم عودوا إلى أوطانكم في بولندا وألمانيا وأمريكا وغيرها من الأمكنة ) ونتيجة لموقفها الإنساني الرافض للاحتلال الإسرائيلي حاربها اللوبي الصهيوني بكل أدواته وأساليبه الخبيثة. امرأة قل ما يوجد مثلها في هذا العالم وتستحق منا ومن كل إنسان يؤمن بحرية وقرار الشعوب كل احترام وتقدير لأنها قالت كلمة الحق بكل جرأة في وجه طغاة العالم . وسؤالي هو : هل يستطيع أي حاكم عربي في عالمنا اليوم أن يكون بمثل شجاعة هذه المرأة ويقول كلمة الحق أمام قوى التسلط والهيمنة العالمية ؟ بالتأكيد لايستطيعون,لأنهم أصبحوا بسبب أطماعهم الذاتية وعمالتهم للخارج أذلاء خاضعين لأسيادهم(أمريكا وإسرائيل) يتهافتون لتطبيع العلاقات مع هذا الكيان السرطاني الخبيث الذي يحتل مقدساتنا دون مراعاة لشعوبهم الرافضة لأي تطبيع ، هم فقط ينساقون أمام مصالحهم الدنيوية كالحيوانات دون عقل أوتفكير ويسخرون كل موارد بلدانهم وخيراتها من أجل تنفيذ أجندة أسيادهم الاستعمارية , متناسين مصلحة أوطانهم وحقوق شعوبهم. وقبل رحيل هيلين توماس هذه المرأة الأسطورة في الزمن الصعب قدمت للعرب وصية لعلهم يفقهونها ويصحون من سباتهم قائلة لهم(إن الدول العربية ستزول بالكامل لأنني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة طبخت في مطبخ تل أبيب وتحت إشراف وكالة الاستخبارات الأمريكية والشواهد عديدة منها مايسمى بثورات الربيع العربي لهدم دول المنطقة ، واحتضان البيت الأبيض للإخوان ، ثم ظهور تنظيم النصرة بدعم أمريكي). وقالت أيضاً (لاتصدقوا أن واشنطن تحارب الإرهابيين أومايسمون أنفسهم الجهاديين لأنهم دمية في أيدي ال»سي.أي.أيه» مضيفة إننى أرى أن بريطانيا سوف تستحضر روح البريطاني ( مارك سايكس ) وفرنسا تستحضر روح الفرنسي ( فرانسو بيكو ) وواشنطن تمهد بأفكارها لتقسيم الدول العربية بين ثلاثة وتأتي روسيا لتحصل على ماتبقى وقالت (صدقوني إنهم يكذبون عليكم ويقولون إنهم يحاربون الإرهاب نيابة عن العالم وهم صناع هذا الإرهاب والإعلام يسوق أكاذيبهم لأن من يمتلكه هم يهود إسرائيل ،هذه نصيحتها ووصيتها للعرب في آن واحد قبل وفاتها بعامين.. إمرأة ناضلت من أجل الحقيقة وحوربت بكل الأساليب القذرة .. ولو أننا قرأنا كل حرف مما قالته هذه الكاتبة العظيمة لوجدنا أنه تحقق على الواقع وما زالت خيوط المؤامرة مستمرة. ومايهمني في هذا المقال أن نوعي عقولنا قبل أن نفتح أعيننا لما قالته هذه الصحفية المخضرمة، لأنها نصحت العرب بناءً على تجارب عاشتها في دهاليز البيت الأبيض وعاصرت عدة حكومات، ونتاج ماقالته نجنيه اليوم والدليل ما وصلنا إليه من تمزق وانقسام وضعف مخيف جداً لايخدم أحد سوى العدو الصهيوأمريكي وأصبح العالم يعرف جيداً أن داعش والتنظيمات الإرهابية تستخدمها قوى التسلط والاستعمار كذريعة خبيثة لتنفيذ أطماعهم في الدول العربية وفي العالم، حيث أن هذه التنظيمات لايمكن ان تقوم بكل أشكال العنف بمفردها ولكن هناك أجهزة استخباراتية تدعمها وتشيطنها لتشعل المنطقة وتدفعها لجحيم لاينطفئ من دمار وخراب وانقسام وتناحر بين الشعوب يكون نهايتها هو التسليم للقوى التي خططت ودعمت الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه. وما يؤكد كلام سيدة الصحافة ونشهده على الواقع اليوم هو ماقاله رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق جيمس وولسي المنطقة العربية لن تعود كما كانت ، وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة . ونفس المعنى تقريباً قاله مارك جيف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية (المنطقة على صفيح ساخن ونحن لن نسكت ، وسوف نتدخل مع الدول الكبرى لمحاربة الإرهاب حتى لو اندلعت الحروب لضمان حماية دولتنا). وهذا دليل واضح على أن تل أبيب وواشنطن خلقتا أسطورة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وجبهة النصرة هي بذرة داعش التي خرجت من معامل إسرائيل وأمريكا لتشعل المنطقة والعالم وتحرك الأنظمة نحو هدف واحد هو إعادة الترسيم وتوزيع النفوذ والغنائم . فماذا نحن فاعلون أمام هذه التحديات الخطيرة التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية ؟ وهل حانت اللحظة لكي نتوحد ونكون يداً واحدة في مواجهة مخططات الأعداء وإلاستكون النتيجة مؤلمة وقريبة على أيدي أحفاد القردة والخنازير .