مع اقتراب دخول العدوان الذي أشعله التحالف السعودي الاماراتي الامريكي على اليمن عامه الخامس، بدأت تجليات الهزيمة المتوقعة لهذا المحور تتباين وتظهر على السطح وبدأ يفقد بشكل دراماتيكي السيطرة والتحكم ،في مسارات الحرب القائمة التي اصبحت حاليا خارج ارادته العسكرية والسياسية. تحليل:زين العابدين عثمان فالأحداث الأخيرة التي جرت خلال العام 2018 المنصرم وبداية عام 2019 كانت أحداثاً مفصلية بكل المعنى ، تصدرتها المؤسسة العسكرية اليمنية للجيش واللجان الشعبية بقدراتها الدفاعية والردعية في طليعتها القوة الصاروخية التي اكتسحت الخارطة الجيوسياسية وحطمت قواعد الاشتباك التقليدية بإمكانات وومنظومات متقدمة وحديثه جدا وصلت لفرض توازن وتكافؤ في القوى والردع . حيث ظهرت القدرات الصاروخية رغم تعرضها للدمار والتفكيك الكلي في عهد النظام صالح والفار عبد ربه هادي بشكل نوعي وبدأت تعيد نفسها للواقع و تأخذ مسارا متصاعد على مستويات التطوير التقني والتكنولوجي والقدرات في ظل الأشهر ال30 الماضية ،لتصل بجهود حثيثة الى مرحلة متقدمة ومحورية مكنتها من التصنيع –التطوير ثم الإنتاج العسكري في هذا القطاع الهام ورفد المخزون الاستراتيجي.. وقد بدأت رحلة انتاجها للصواريخ القصيرة المدى المعروفه (زلزال1و2 -وصواريخ الصرخة) ثم الصواريخ الباليستية متوسطة المدى كمنظومات (قاهر 1 و2 وزالزال 3) وصولا إلى تطوير صواريخ بعيده المدى الباليستية والتي قصفت أهدافا حيوية بعاصمتي السعودية والامارات في الفترات الاخيرة كمنظومات (بركان 1 وبركان H2 والمنظومة من صواريخ كروز الاستراتيجية التي ضرب مفاعل براكة النووي بالامارات بمدى يصل الى اكثر من1600 كيلو متر ،بالتالي من هذا الصعيد المهم واللافت لا تزال القوة الصاروخية اليمنية تزيح الستار عن منظومات جديدة اكثر تطورا واكثر فاعلية كان آخرها صواريخ بدر- 1P الذكية التي كشف عنها اواخر عام 2018 والتي كانت اول الانجازات الاستراتيجية والتقنية للقوة الصاروخية التي ادخلتها مسرح انتاج الصواريخ والاسلحة الذكية التي هي محصورة فقط في الدول العظمى والدول الاقليمية القوية كأيران وكوريا الشمالية لما لها من تعقيدات تكنولوجية وتداعيات مؤثرة على الواقع الاستراتيجي . فالهيكل التكويني لصاروخ بدر 1P الباليستي سواءا الاجهزة والانظمة الالكترونية والمكونات الحربية الذكية الداخلة في صناعته تعتبر هي الاحدث والافضل الذي وصلت له امكانات وتكنولوجيا القوة الصاروخية اليمنية وقد تميز هذا الجيل من الصواريخ بعدة مميزات استراتيجية غير مسبوقه منها : امتلاكه لمحرك قوي من فئة متطورة تعمل فقط بالوقود الصلب الذي يرفد الصاروخ المزيد من الفاعلية على المستوى العملياتي والسرعة الفائقة التي تصل الى 5 ماخ ثلاثة اضعاف سرعة الصوت .وامتلاكه ايضا لاجهزة وانظمة تقنية حديثه تعمل على توجيه الصارواخ منها نظام الباحث الذكي الذي يعود تصميمه وتصنيعه الى الخطوات الاولى لتصنيع انظمة توجيه صاروخ “بدر 1” (الجيل السابق)، حيث تم الاستفادة من اجهزة كمبيوتر جديدة لارتقاء مستوى مراقبة عملياتها بمستوى افضل وتحسين نظام تسارع وانطلاق الصاروخ، بالاضافة الى الاستفادة من “جيروسكوبات خاصة في كل زاوية من الزوايا الثلاثة الخاصة بحركة وتسارع الصاروخ بشكل يتناسب مع سرعته وانطلاقه مما يحقق استهداف عملياتي دقيق جدا للهدف وبنسبة خطأ لاتتجاوز ثلاثة امتار وهي ماجعلت صاروخ بدر 1 بي اكثر الصواريخ البالستية اليمنية تطورا من حيث الدقة العملياتية والسرعة ما يعتبر اهم منظومة باليستية في يد القوة الصاروخية تمكنها من تدمير منصات المنظومات الصاروخية والرادارية لتحالف العدوان وضرب اماكن تمركز قواته وقياداته العسكرية بفاعلية تدميرية متناهية الدقة، وقد اكد هذا في الاختبارات والمناورات المختلفة والعمليات الاستهدافية النوعية مؤخرا التي عكستها عدسات الاعلام الحربي اليمني . مما لاشك فيه ان نصب نظام الباحث الذكي في الصواريخ البالستية، يعتبر من الانجازات الحديثة والمهمة للقوة الصاروخية اليمنية وان هذا الانجاز هو ثمرة جهود متواصلة للكوادر الوطنية المتخصصة في مجال الصناعات الدفاعية. و لاشك ، ان تسارع وتيرة جهود القوات المسلحة اليمنية ستزداد مع دخول العام الخامس من عمر الحرب للوصول إلى مستوى الاكتفاء الذاتي وتأمين مخزون استراتيجي من أسلحة رادعة ودفاعية بالغة التأثير ، وذات قدرات وإمكانات فائقة تستطيع ضرب العمق الاستراتيجي والحيوي للدول المعتدية السعودية والإمارات بقدرات مضاعفة وبمديات بعيدة .