الإعلام لا يستهوي كثيراً القيادات العسكرية لاسيما من هي في مواقع ترتبط مباشرة بالمسؤولية التنفيذية الإدارية والتنظيمية واللوجيستية والميدانية حتى في الظروف الطبيعية التي تمر بها الأوطان والشعوب والدول، أما في ظروف التحديات والمخاطر والحروب فإن حضور الإعلام يركز على أن يكون في قلب المعركة لإبراز الانتصارات والتضحيات ومواجهة الإعلام المعادي وكشف كذبه وتضليله والتصدي لحملاته الدعائية وحروبه النفسية، ويكون حضور القادة فيه ذا معاني ومضامين تحمل دلالات وأبعاد تجسد حقائق المعركة ومجرياتها وتوجيه رسائل تحذيرية للأعداء وتطمينية للشعب والأصدقاء.. وفي هذا السياق يأتي الحوار الذي أجرته صحيفة «26سبتمبر» في العدد الماضي مع الأخ اللواء الركن/ محمد عبدالكريم الغماري- رئيس هيئة الأركان العامة الذي يعد المسؤول العسكري والتنفيذي لقواتنا المسلحة التي هي في هذه المرحلة -جيشاً ولجاناً شعبية- تتصدر صفوف شعبنا الصابر الصامد المواجه لتحالف عدوان همجي وحشي غاشم لا يعرف له التاريخ مثيلاً وما يزال مستمراً ويوشك أن يدخل عامه الخامس.. أثبت خلالها شعبنا أنه ليس فقط كما هو معروف عنه شعب حضاري مسلم ومسالم عريق وعظيم, بل وأكد حقيقة أنه في مواجهة الغزاة والمحتلين يحول أرضه إلى مقبرة للغزاة وهو كذلك اليوم وغداً.. هذا هو مضمون ما قاله رئيس هيئة الأركان العامة في هذا الحوار والذي عكست كل كلمة وعبارة فيه حقيقة هذه الحرب العدوانية القذرة والشاملة العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية التي يواجهها اليمن واليمانيون طوال هذه السنوات والذين أذهلوا العالم بصمودهم وتصديهم وانتصاراتهم الأسطورية, قالبين التكتيكات والاستراتيجيات رأساً على عقب, مغيرين كل التوازنات والمعادلات التي كان بعضها حقائق وبديهيات في النظريات العسكرية.. وسيعاد بحث ودراسة ما سطَّره الشعب اليمني من ملاحم أسطورية في مواجهة هذا العدوان ليشكل إضافات نوعية جديدة للعلم العسكري.. ولأننا أمام عدوان همجي لا يلتزم بأية مبادئ وقيم دينية, وأخلاقية وإنسانية وهذا يعظِّم مواجهتنا له ويجعل من انتصاراتنا عليه انتصاراً لكل هذه المبادئ والقيم، وهو بهذا المعنى انتصار للبشرية ضد هذا التوحش للتحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني الباغي. هكذا تحدث الأخ رئيس هيئة الأركان العامة قولاً ومعنى موجهاً رسائل لدول تحالف العدوان علَّها تقرأها جيداً وتدرك ما وجهته مراراً وتكراراً قيادة اليمن الثورية والسياسية والعسكرية لتفهم أن الشعب اليمني شعب سلام وإخاء وصداقة واستقرار وبناء من موقع العزة والكرامة والندية.. شعب لا يقبل الاستسلام والخضوع مهما كانت التكالبات عليه وقوة أعدائه المادية- العسكرية والاقتصادية- فهو على يقين بإيمانه وإرادته وحقه في الدفاع عن سيادته واستقلاله وتحرره من كل أشكال الوصاية والهيمنة الخارجية وأنه هو المنتصر ما دام دفاعه أخلاقيًّا وقضيته عادلة.. إن ما ينبغي أن يفهمه تحالف العدوان في هذا الحوار هو أن حقيقة واحدة تكفي لمواجهة أكاذيب إعلامه وإرجاف شائعاته كلها، وأن اعتماده على منهج وزير الدعاية النازي جوبلز في حربه الإعلامية لا يستطيع طمس وقائع انتصار الشعب اليمني رغم همجية ووحشية حربه العدوانية وأننا لسنا ممن يخفون خسائرهم لاسيما البشرية فقتلانا مهما كانت مستوياتهم شهداء اصطفاهم الله ليكونوا إلى جواره وتضحياتهم مصدر اعتزاز وفخر لنا وأسماؤهم وسيرهم سوف يسطِّرها التاريخ بأحرف من نور في أنصع صفحات أسفاره، وهذا يجعل سَوْقَ الأكاذيب حول استشهاد قيادات يقوي عزائمنا ويجعلنا أكثر إصراراً وشجاعة في مواجهة أعدائنا الذين لا يكتفون بإخفاء قتلاهم من القيادات فحسب, بل ويخجلون من القول إنهم سقطوا في معركة ظالمة خاسرة ولا حاجة بنا إلى ذكر المصفوفة الطويلة لمثل هذا التعاطي من العدوان مع قادته الذين سقطوا صرعى في كافة جبهات المواجهة مع أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية في العمق السعودي، وفي كل جبهات الحدود والداخل، ونحن هنا نتحدث عن قادة من جيوش تحالف العدوان وليس مرتزقته الذين هم بالنسبة له أقل من أن يذكرهم.. لهذا نقول لتحالف العدوان: أن شعباً قادته في طليعته يقدمون التضحيات ويستشهدون لا شك أنه منتصر ومؤمن أن نصر الله قريب وأن هزيمة أعدائه حقيقة ترقى إلى مستوى اليقين.