أحيا الفلسطينيون الثلاثاء الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة وتشريد الشعب الفلسطيني عن أرضه بينما تحتفل إسرائيل بالعيد 58 لاستقلالها وإقامة دولتها فوق التراب الفلسطيني. وفي بيان له بهذه المناسبة دعا الرئيس الفلسطينية محمود عباس الحكومة والشعب الإسرائيلي، إلى صنع سلام عادل ودائم معهم، من أجل مستقبل أفضل لأبناء الشعبين، وجعل هذا العام عام السلام، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، بعيداً عن سياسة الإملاءات والحلول الأحادية الجانب.وطالب في كلمة وجهها للشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة، الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن التذرع بعدم وجود شريك فلسطيني، مشدداً على أن الشريك موجود، وأنه يمد يده إليهم لنصنع السلام، عبر التفاوض، داعياً العالم وبخاصة المجموعة الرباعية، أن توليه جل اهتمامها.كما دعا العالم واللجنة الرباعية، للمبادرة إلى الدعوة لعقد مؤتمر دولي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وخطة خارطة الطريق، بحيث يصبح الحلم حقيقة، سلام تقوم بموجبه دولة فلسطينية حرة ديمقراطية عاصمتها القدس الشريف.وقال إن ثمانية وخمسين عاماً على النكبة التي حلت بشعبنا، يوم اقتلع مئات الآلاف من بيوتهم وممتلكاتهم. . جعلت من قضيتنا نموذجاً لانعدام العدالة، وعدم احترام قرارات الشرعية الدولية.وأعرب عباس عن اعتقاده بأن منظمة التحرير الفلسطينية، التي قادت نضال الشعب الفلسطيني في ظل أصعب الظروف وأعقدها، ما كان لها أن تبقى على قيد الحياة، وأن تحصل على الاعتراف العربي والدولي، لولا إقدامها إلى جانب كفاحها المسلح العنيد، على مبادرات سياسية شجاعة، بحيث تم الاعتراف بالهوية الوطنية الفلسطينية، بعد سنوات طويلة من اختصار قضية فلسطين، على بعدها الإنساني، كقضية لاجئين.ولفت إلى أنه عبر نضال شعبنا السياسي، وانطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا، تقدمت منظمة التحرير عبر سنوات النكبة والنضال، بمبادرات كان منها اقتراح إقامة دولة ديمقراطية واحدة في فلسطين، ثم برنامج النقاط العشر، وإعلان الاستقلال، والمشاركة في مؤتمر مدريد، واتفاق إعلان المبادئ في أوسلو.وشدد على أن هذه الإنجازات والمكاسب، التي استطعنا أن نراكمها عبر السنين يجب الحفاظ عليها، لأنها أسست لاعتراف العالم بحقوقنا في تقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه على أساس قرار الأممالمتحدة 194. هذا وجابت مسيرة حاشدة اليوم شوارع وأزقة مدينة رام الله والبيرة، بمشاركة نواب من المجلس التشريعي وممثلين عن القوى الوطنية والاسلامية ومتضامنين اجانب وفرق كشفية، و ذلك احياءً للذكرى ال 58 للنكبة.وحمل المشاركون الاعلام الفلسطينية واللافتات التي كتب عليها اسماء القرى والمدن المهجرة والتي تؤكد على حق اللاجئين في العودة الى اراضيهم وديارهم.وتوجهت المسيرة الى قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة لتلاوة الفاتحة على روحه.وطالب المتحدثون في المهرجان الخطابي الذي اقيم على دوار المنارة وسط رام الله، بالوحدة والصمود في وجه العدوان الاسرائيلي، والتاكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحق اللاجئين في العودة الى مدنهم واراضيهم ووطنهم.وجسد الفنان وصفي الدايخ، شخصية الرئيس أبو عمار من خلال ارتداء بزة عسكرية وحطة فلسطينية، وخاطب الفنان الجماهير المحتشدة مقلداً صوت الرئيس الراحل ومقتبساً من خطاباته التي تدعو الشعب الفلسطيني الى النضال والصمود في وجه الاحتلال وتؤكد على حقوقه المشروعة.وفي السياق ذاته، طالب بيان مشترك لحركة فتح والمكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين، من المجتمع الدولي ومجلس الامن واللجنة الرباعية بتحمل مسؤولياتها الدولية واخذ زمام المبادرة لانصاف الشعب الفلسطيني ورفع الظلم والخطر الواقع عليه.ودعا البيان العالم الى الضغط على الحكومة الاسرائيلية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حياته الطبيعية والانسانية والسياسية، وممارسة حقوقه الوطنية المشروعة والمتمثلة في حقه بتقرير المصير والاستقلال والعودة الى اراضيه واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.كما طالبت المبادرة الوطنية في بيان لها، المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في تطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين الى ديارهم.ودعت المبادرة الى توحيد الجهود الفلسطينية وصون الوحدة الوطنية والحفاظ على الدم الفلسطيني وانجاح الحوار الداخلي لمواجهة المرحلة الخطيرة التي تمر فيها القضية الفلسطينية.وجددت المبادرة تاكيدها على ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة وحكومة وحدة وطنية لمواجهة المخططات الاسرائيلية الاحادية وخطة اولمرت التي تهدف الى طمس الهوية الفلسطينية وتغيير معالم الارض. وضمن فعاليات أسبوع إحياء ذكرى النكبة , افتتحت الحركة الاسلامية في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة طولكرم معرض فنياً تحت عنوان(لن ننسى ) إحياءً للذكرى 58 لنكبة فلسطين وذلك في قاعة مركز الشباب الاجتماعي في المخيم.وضم المعرض العديد من الصور والرسوم الكاريكاتيرية والمجسمات وعروض الفيديو إضافة إلى العديد من الوثائق والأدوات التي تثبت الحق الفلسطيني بالوجود في فلسطين بمشاركة النائب عن قائمة الإصلاح والتغيير الشيخ رياض رداد وجمهور غفير من أهالي المخيم والعديد من الشخصيات الوطنية والإسلامية .وقال رداد " أن الهدف من هذه النشاطات في ذكرى النكبة هي تنمية ثقافة وعقل وتفكير كل شاب وطفل فلسطيني لكي يعرف حقه ويطالب فيه , مضيفاً" ان حق العودة لا يمكن التنازل عنة بأي حال من الأحوال".من الجدير ذكره إن هذا المعرض هو إعلان عن انطلاقة سلسلة من الفعاليات في ذكرى النكبة الفلسطينية ضمن أسبوع إحياء ذكرى النكبة ال 58 الذي تقيمه الحركة الإسلامية في محافظة طولكرم. كما ودعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الفصائل والقوى الفلسطينية لمواجهة الحصار المالي والاقتصادي وخطة أولمرت التوسعية الاستيطانية.وشددت الجبهة في بيان لها على حق الشعب الفلسطيني بالنضال من اجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.وطالبت مؤسسة الرئاسة بإعادة اللحمة بين القوى الفلسطينية وإجراء مراجعة جادة ومسؤولة لسياساتها وبرامجها، و تقديم المصلحة الوطنية العامة على المصالح والبرامج الخاصة.وقال البيان أن المدخل لذلك هو انجاح الحوار الوطني في الأرض المحتلة المقرر عقده يوم 24 أيار من الشهر الجاري على أرضية برنامج وطني موحَّد، لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس ديمقراطي تعددي عبر انتخابات مباشرة ، وذلك لتستعيد المنظمة دورها القيادي والتمثيلي الواحد والموحِّد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وحل صراع الصلاحيات بين مؤسسات السلطة، وتعزيز الانتفاضة. وأكد البيان على أن استمرار حالة الانقسام الداخلي وغياب البرنامج الموحد، وتعطيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، والصراع بين مؤسستي الرئاسة ومجلس وزراء السلطة الفلسطينية يحمل مخاطر كبيرة على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ويهدد المشروع الوطني التحرري الفلسطيني، ووحدة الشعب الفلسطيني.واتهمت الجبهة الحكومة الإسرائيلية بالسعي لخلق صراع بين مؤسة الرئاسة والحكومة وذلك من خلال مشروع حكومة أولمرت "الحل الأحادي الجانب" الهادف إلى شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهويتهم وحقوقهم الوطنية في المثلث والجليل والساحل الفلسطيني والنقب، وتهويد القدس بشكل كامل لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.وحذرت الجبهة من نتائج وتداعيات الحصار المالي والاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل بدعم أمريكي على أبناء الشعب الفلسطيني، قائلة أنه يعزز الممارسات الإسرائيلية بحق الاقتصاد الفلسطيني خلافاً لقرارات الشرعية الدولية.وأكدت الجبهة الديمقراطية على حق أبناء الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة عام1948 في نضال ضد مخططات التهويد وشطب الهوية والحقوق الوطنية على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم كما نص على ذلك القرار الدولي 194.