شهدت قاعة المحكمة التي تجري فيها محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من مساعديه جدلا يوم الثلاثاء حينما طلب رئيس المحكمة من فريق الدفاع عن صدام عدم استخدام عبارة "السيد الرئيس" لكن فريق الدفاع اصر على استخدامها. واعترض القاضي رؤوف عبد الرحمن على استخدام فريق الدفاع الذي حضر يوم الثلاثاء الجلسة الخامسة والعشرين في قضية الدجيل التي يحاكم فيها صدام ومساعدوه لعبارة "السيد الرئيس" وطالب باستخدام كلمة "المتهم" لكن الدفاع رفض ذلك. وقال عبد الرحمن مخاطبا فريق الدفاع "كونوا واقعيين. هذا الشخص كان السيد الرئيس وهو الان متهم." وأضاف "أنتم تعيدون هذه العبارة في كل مرة ونحن نغض النظر." وسأل القاضي فريق الدفاع "ماذا تقصدون من ورائها... لماذا لا تسمون الاشياء باسمائها.. هذا مأخذ قانوني عليكم.. اتركوا هذه التعابير." ولم يترك فريق الدفاع عن صدام الذي حضر جلسة يوم الثلاثاء هذه الاعتراضات تمر بسلام واعترض أغلب أعضاء الفريق على القاضي وقال نجيب النعيمي وزير العدل القطري السابق واحد أعضاء فريق الدفاع "ان المتهم بريء وحتى تثبت ادانته.. وان القانون العراقي يشير الى حق المتهم بالاحتفظ بجميع ألقابه." ورفض زياد النجداوي المحامي الاردني طلب القاضي مصرا على استخدام عبارة "السيد الرئيس" وقال مخاطبا القاضي عندما سأله "عن اي متهم تدافع" قال النجداوي "عن موكلي السيد الرئيس صدام حسين." واعتبر القاضي ان استخدام هذه العبارة قد يؤثر على الحالة النفسية للشهود الذين حضروا جلسة الثلاثاء للشهادة ضد الاتهامات الموجهة الى صدام ومساعديه وقال "استخدام عبارة السيد الرئيس هو تلقين للشاهد ولا يسمح بتلقين الشاهد... يجب السؤال عن المتهم صدام وليس السيد الرئيس." وأضاف القاضي مخاطبا المحاميين "هذه الالقاب كانت مرحلة من حياة الرجل وقد انتهت.. واذا عاد مرة اخرى (الى منصبه) فسندعوه نحن وانتم بالرئيس." وكان بعض الشهود الذين حضروا جلسة يوم الثلاثاء قد استخدموا اول الامر عبارة "السيد الرئيس" لكن تدخل القاضي دفع بالشهود الى تغيير العبارة فقال احدهم "السيد صدام" وقال اخر "المتهم صدام". وقال رئيس فريق الدفاع المحامي خليل الدليمي ان القانون العراقي "وكل القوانين تنص على ان اي متهم يحتفظ بكل حقوقه المعنوية والاعتبارية ما لم تثبت ادانته." واضاف ان "هيئة الدفاع تسجل اعتراضها على تدخل المحكمة بارغام الشاهد على استبدال العبارات التي يختارها الشاهد بملء ارادته." ومضى الدليمي يقول "ان هيئة الدفاع تصر ان الرئيس القائد صدام حسين هو الرئيس الشرعي العراقي حتما وقانونا طالما ان الغزو باطل وكل ما بني عليه باطل جملة وتفصيلا." وامام اصرار فريق الدفاع امر رئيس القضاة عبد الرحمن من هيئة المحكمة شطب كل عبارة "السيد الرئيس" وردت في هذه الجلسة والجلسات الاخرى من محاضرات المحكمة. وكانت جلسة يوم الاثنين قد شهدت ملاسنة كلامية بين صدام ورئيس المحكمة عندما رفض صدام الاجابة بشكل محدد عن الاتهامات التي وجهها اليه حول قضية الدجيل بالقول ان كان يرى نفسه مذنبا ام بريئا. وقال صدام مخاطبا القاضي "انت امام صدام حسين رئيس جمهورية العراق .. انا رئيس جمهورية العراق بارادة العراقين وحتى هذه اللحظة... وانا احترم ارادة العراقيين وادافع عنها بشرف بوجه العملاء وبوجه أمريكا وأعوانها." ولم يحضر صدام جلسة يوم الثلاثاء لان شهود الدفاع الذين حضروا المحكمة قدموا شهادتهم بحق عدد من مساعديه الاخرين لكن هيئة المحكمة طلبت من فريق الدفاع عن صدام حضور الجلسة "لاحتمال ورود معلومات تستدعي تدخلهم واستجواب بعض الشهود."