الصهاينة والأمريكان وسياسة «الخطوة .. خطوة» ذكرت في الحلقة السابقة من هذا الموضوع عن اتخاذ الصهاينة والأمريكان سياسة”الخطوة .. خطوة” والتي وضعت استراتيجية منذ عام 1898م لتحقيق أهدافهم في تكوين إسرائيل الكبرى من نهر الفرات إلى نهر النيل على حساب الحقوق العربية التاريخية، آخر سطور الحلقة الماضية وهي الخطوة العاشرة الإيعاز للوهابيين السعوديين عام 1988م لتأسيس تنظيم القاعدة لإقلاق الأمن في أكثر من دولة عربية، وتلك الخطوة الأولى لشيطنة التسنن. وحقيقة لا ينكرها عاقلان أن تلك الخطوة ولما لها من أضرار كبيرة على الواقع السياسي والاجتماعي العربي .. تستحق وقفة تحليلية لنتائجها السلبية أوجزها حسب تقديري بما يلي: * أجج الصهاينة والأمريكان خلافات المسلمين على وتر “سنة وشيعة”، وأوصلوا كثيرًا من المسلمين إلى مستوى أن يقوموا بدور العدو في ما بينهم. * بروز الجماعات المسلحة، ومعظمها من الجماعات الإسلامية المغالية في الدين لأسباب سياسية إلى الواجهة في إطار ثورات الربيع العربي واختطاف الثورات الشبابية من أصحابها وتحويلها من أهداف مشروعة إلى صراع مسلح أو على الأقل إلى أزمة سلطة ومعارضة تحتاج إلى حلول ترقيعية. * أوجدت المزيد من الجماعات المسلحة ذات الفكر الوهابي. خلقت مزيدًا من أحزاب الإسلام السياسي وحركات الغلاة التي لا تحمل مشروع دولة ولا قضايا الحرية والشورى والعدل وإنتاج الخيرات المادية والحياة الكريمة ...إلخ، بل وأوجدت صراعات داخلية مذهبية وسياسية وازمات معيشية واجتماعية لا زال الوطن العربي يئن تحت وطأتها. - الخطوة الحادية عشرة: تشجيع ثورات الربيع العربي اعلامياً ثم الإيعاز للوهابية السعودية لضربها من الداخل من خلال إفرازاتها وظهور العديد من الجماعات المسلحة التي تعددت مسمياتها وفي غالبيتها التيار السلفي الجهادي في الدول العربية ذات الأنظمة الجمهورية، وهي: تونس ومصر واليمنوالعراق وسوريا وليبيا وخلق حالات من الفوضى الادارية والعجز المالي وها قد جاكم شرها ولازلنا نعيش توابعه المؤلمة حتى اليوم. - الخطوة الثانية عشرة: الإيعاز للسعودية بتصعيد خونجة مصر الى رئاسة الدولة والحكومة بصفتهم أعلى خونجة العيار الوهابي.. - الخطوة الثالثة عشرة: إشهار داعش في العراق وسوريا كنسخة ثانية للقاعدة لكنها أبشع منها وذلك عامي 2012 و 2013م. وداعش هو أقوى المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا.. اتصف داعش بأنه أكثر إرهابًا ودمويةً من القاعدة، وهو صناعة صهيونية-أمركية. أقدم على ذبح المدنيين أو الأسرى من خصومه بشكلٍ بشع لم يشهد له العالم مثيلاً، وذلك بغرض تشويه الإسلام والمسلمين. - الخطوة الرابعة عشرة: الإيعازات للأمارات غير المتحدة بتهبيط خونجة مصر المرسي وفريقه من الدوري الكروي للدرجة الاولى الى دوري كرة القدم للفرق الشعبية الذي اقيم بموجب جدول الضرب في غياهب بدرومات سجن “ابو زعبل” المعروف وسجن “ابو حنكل” غير المعروف وذلك من خلال ثورة شعبية ممسرحة بدعم لوجستي واعلامي مولته الإمارات. - الخطوة الخامسة عشرة: تشكيل رئاسة دولة يتسنمها فتوح السيسي الشاوش وحكومة من العناصر الدكتاتورية يتقدمها عوضين الدفراوي وعتريس السبعاوي في مصر والنتيجة النهائية وجود قيادة “عسكرتارية” في ارض الكنانة. - الخطوة السادسة عشرة: شن عدوان ظالم على اليمن بحجة الشرعية ظاهيراً وأجندة سعودية إماراتية أمريكية باطنياً. - الخطوة السابعة عشرة: مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط هذا الشهر وأهدافه معروفة وذكرتها في سياق الموضوع .. خلاصة القول: من هذه المعطيات ينبغي على العرب والمسلمين ومؤازرة الكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني والتصدي لمخططات ومشاريع بن صهيون التي تساعدهم بها أمريكا تنفيذاً والوهابيون السعوديون تمويلاً وهي معروفة بدأت تنفيذ أولى خطواتها أيام جدتي “عائشة” الله يرحمها ويخذل الوهابيين الأشرار. والأمريكان الأفرار .. والصهاينة الأعزار.. آآآآآمين يا الله. { هوامش: 1- خونجه: هو الاسم التهكمي المختصر لتسمية الإخوان المسلمين في مصر. 2- داعش: هو الاسم المختصر ل”الدولة الإسلامية في العراق والشام”. 3- “عسكرتارية”: هي المزج بين عسكرية + ديكتاتورية.