لا يسمي قياديو أنصار الله، تنظيم القاعدة باسمه، وحتى زعيمهم عبد الملك الحوثي، عندما يشير إلى الإرهابيين يقول:"ما يسمى بالقاعدة".. والاسم البديل الذي يتردد على ألسنتهم ووسائل إعلامهم، هو أن هؤلاء الإرهابيين"عملاء المخابرات الأمريكية"، فالذي نفذ الهجوم الإرهابي في التحرير مخابرات أمريكية، وبقية عناصر التنظيم أيضا مخابرات أمريكية، تحركهم المخابرات الأمريكية.. من يصدق هذا يا جماعة؟ هذا يشبه قول رئيس وزراء تركيا، الذي زعم أن المخابرات السورية هي التي أوجدت تنظيم داعش، وهو قول زائف، ينطوي على دفاع عن النفس.. إن تنظيم القاعدة، تنظيم إرهابي سني سلفي وهابي إسلامي مائة في المائة، وينبغي أن نسمي الأشياء بأسمائها، ولا لزوم للمغالطة. إذا كان الأمر يتعلق بالنشأة والتأسيس، فإن المخابرات الغربية هي التي صنعت الجماعات الإسلامية الكبيرة والصغيرة، بشتى صنوفها.. بريطانيا كانت وراء تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، لكبح حركة التحرر الوطني، ومعاداة الشيوعية المنافسة للغرب الرأسمالي.. والمخابرات الأمريكية والباكستانية أنشأت حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وتنظيمات أخرى في أفغانستان، ووظفتها جميعا إلى جانب جماعات الإخوان المسلمين في أقطار عربية، في محاربة الاتحاد السوفييتي، وإخراج قواته التي غزت أفغانستان.. والمخابرات الإسرائيلية والسعودية والأردنية أنشأت حركة حماس لقمع المنظمات الفلسطينية اليسارية الموالية للمعسكر الاشتراكي، والتي كانت تعتبر حركة التحرير الوطني الفلسطيني الوحيدة في الأرض المحتلة، وكانت القائد الفعلي لانتفاضة الحجارة الأولى عام 1987، التي أسست حركة حماس أثنائها.. واليوم يقال إن تنظيم دولة الخلافة في العراق والشام ( داعش) صنيعة مخابرات غربية لتشويه صورة المعارضة في سوريا، والسنة في العراق، وتشويه صورة الإسلام.. وهنا في اليمن يتمسك الأخوة أنصار الله بالقول إن تنظيم القاعدة الإرهابي صنيعة المخابرات الأمريكية، بل أن عناصره مخابرات أمريكية. وكل هذا يصدق على مراحل النشأة والتأسيس.. صحيح أن هذه الجماعات تخدم مشاريع خارجية، لكن هي تقوم بذلك بسبب غبائها، وليس بسبب موالاتها للجهات التي أنشأتها.. هي لم تعد كما كانت عند تأسيسها، بل صار لكل منها مشروعه الخاص.. بدليل أن إسرائيل وحركة حماس في حالة عداء، وأمريكا والغرب الأوروبي في حالة حرب مع تنظيم القاعدة وداعش، والإخوان المسلمين لم تعد مدللة، وأمريكا تصطاد عناصر القاعدة في اليمن من الجو.. لكن لو قلتم إن هذه الجماعات الإسلامية، تستخدم أو توظف لخدمة مشاريع تخدم الغرب، سوف نصدقكم، لأنه يستخدم عقيدة هذه الجماعات بطريقة ذكية، ما يجعلها تخدمه، وتضر بنفسها وبمجتمعاتها.. وللكلام بقية.