لقد ارتبط اسم اليمن وتاريخه بحضور ومشاركة دائمة وفعالة للمرأة اليمنية العظيمة بشكل عام منذ خمسة الآلاف سنة قبل الميلاد على الأقل، فالمرأة لها مكانة عظيمة ودور فعال في اليمن القديم وحتى الآن. حديثنا حول نضال المرأة اليمنية يطول ويطول، فهي الوفاء إن أردت تضحية، وهي العطاء إن أردت هبة وهي القوة إن أردت صموداً، وهي الحب إن فقدت حباً، وهي الحنان إن تكاثرت عليك قسوة الحياة وظلم الخلائق.. وإن غابت عنك حكمة العقل استمددت منها منبع الحكمة وإن جارت عليك الدنيا وفقدت توازنك فهي من تشد أزرك وهي كل ما في الدنيا إن احتجت إليها وقفت إلى جانبك وطمأنتك بأنها ستكون عوناً لك ولأجيالك ولوطنك ولحياتك وحتى بعد مماتك. فالمرأة اليمنية عظيمة كونها تتحمل جميع مصاعب الحياة السياسية والاقتصادية عند مختلف الظروف التي تواجهها فهي تميزت على كل نساء العالم بعزتها وشموخها وصمودها وتضحياتها ووطنيتها وجهادها وارتباطها بالله عز وجل.. وهي أم مثالية أفنت عمرها بتربية فلذة كبدها فتزفه بالزغاريد والورود عند استشهاده بثبات عظيم وعجيب لم تفعله امرأة مثلها وهي زوجة لشهيد ترك أولاده لزوجته العظيمة وهي تستقبل خبر استشهاده بكل فخر واعتزاز وهم ينادونها زوجة الشهيد وتكون المرأة أيضا شقيقة أو ابنة الشهيد بكل إباء وكبرياء. فالمرأة اليمنية كانت وما تزال أسطورة زمانها وسوف يذكرها التاريخ على مر الزمن وهي عظيمة بأعمالها الخالدة فهي تقدم فلذة كبدها وتستقل ما قدمته وتصفه بالقليل، فهي سر ثبات المجاهدين في جميع الجبهات فرغم ضيق الحال تحفز وتشجع من يعولها وتدعمه بما تملك من مال وذهب ليشتري السلاح وتدفعه إلى ميادين الشرف.. فقد لعبت أدواراً مهمة وكبيرة في مناهضة العدوان وسطرت أروع وأجمل ملاحم الصبر والثبات والقوة والإرادة والتحمل في مواجهة قوى البغي والطغيان التي ساقت كل شرورها نحو وطنها عشرات السنين بشتى الطرق والأساليب المختلفة إلا أن الأيام ستثبت أن لا قوة ولا طغيان يمكن له أن ينزع صبر وصمود المرأة لأنها هي من تشجع مجاهدينا على المضي نحو الجهاد وتدفعهم للجهاد بالرغم أنه من يكون معيلاً للعائلة ويذهب دون تردد لأنه يعرف انه يترك بيته وأولاده لأعظم إنسانة يمكن أن تتحمل مالا يتحمله إنسان آخر. فعندما أتكلم عن المرأة اليمنية فهي الحرة الأبية الصادقة العزيزة الشريفة التي أذهلت العالم بشجاعتها وإخلاصها وتضحياتها فهي فخر ورمز لجميع النساء.. فهي عطاء لا ينتهي وهي أصل الجهاد والثبات.. فمهما تكلمت عنها فلم أوفيها حقها، فهي رقم صعب لا يستهان به في جميع المجالات.. فسلام على كل أم وأخت وزوجة وابنة قدمت شهيداً حراً مناضلاً ومجاهداً.. فوقفة إجلال للأمهات المناضلات الصابرات المحتسبات.. فقد سطرت أنصع التضحيات والصمود والبحث عن البدائل لتوفير سبل الحياة، فستبقى المرأة اليمنية المدافعة عن اليمن أرضاً وإنساناً.. فهي حكاية لا تنتهي.