معرفتي بالمناضل الكبير الراحل معرفة بسيطة لكنها طويلة تعود إلى عام 1976م عندما جاء إلى مدرستنا “ النجمة الحمراء” لتكريمنا نحن المتفوقين في الصف السادس ابتدائي في جنوب الوطن.. قبل الحفل بقليل كنا نهتف : سالمين نحن أشبالك وافكارك لنا مصباح.. واشعلناها ثورة حمراء باسم العامل والفلاح اخذ بيدي جانباً وهمس بأذني وكنت رئيس المجموعة أنتم أشبال الوطن أما الأفراد زائلين وسأل مزارع المدرسة الذي يعرفه بانه يحب سالمين كثيراً وسأله أيش لون هذا الشال رد عليه أبيض قال مقبل لا سالمين قال أن هذا اللون هو أحمر رد عليه المزارع خلاص أحمد ما دام قال سالمين أنه أحمر وضحكنا جميعاً واستوعبنا الدرس من المناضل الكبير وهو ما رمز له في كلمته في حفل التكريم لا زلت أذكرها قال مقبل:” شكراً يا أشبال الوطن على تفوقكم فالوطن منتظر المزيد من العطاء لخدمته ورفع شأنه أما الأشخاص فهم زائلين. هذه الواقعة البسيطة قبل 43 سنة وكان عمري حينها 16 سنة وستة شهود لا زلت اذكرها وكأنها حدثت قبل أربع سنوات.. نعم أيها المناضل لقد استوعبنا الدرس. من هو مقبل: اسمه الكامل: علي صالح عباد الكازمي من مواليد مديرية مودية محافظة أبين اسمه الحركي مقبل نفذ 12 من العمليات الفدائية ضد المستعمرين الانجليز خلال الفترة من 16نوفمبر العام 1963م وحتى 26أكتوبر العام 1967م. قيادي في الجبهة القومية منذ تأسيسها في أغسطس 1963م. وعرفناه عضواً في المكتب السياسي للتنظيم السياسي الجبهة القومية من بداية السبعينات القرن الماضي. كان صاحب فكرة دمج فصائل العمل الوطني وهي الجبهة القومية + حزب الشعب الديمقراطي الذي كان يرأسه المناضل عبدالله عبدالرازق باذيب + حزب الطليعة الشعبية الذي يرأسه المناضل انيس حسن يحيى وسميت الجبهة التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية. ظل في عضوية المكتب السياسي حتى 26 يونيو 1978م لقبه أعضاء الجبهة القومية “ الصنديد الكاسر” ولها معنيين الأول القوي الذي كلمته تكسر الجمود والمعنى الثاني القومي الكازمي أمين السر. في عام 1978م لم تعجب أفكاره البعض لذا تم اعتقاله وحبسه عده سنوات ظلماً. بعد حرب 94م اختارته قواعد الحزب الاشتراكي اليمني اميناً عاماً كمنصب يستحقه. في عام 2005م قدم العديد من الاحتجاجات في اكثر من ندوه ومنتدى ضد حرب صعدة ولكن السلطة غيبت رأيه في أعلامها لكنها لم تستطع تغييب كثير من أفكاره النيرة. أخيراً أقول اعذرنا يا عم علي لم نزورك إلا مرتين وأنت على فراش مرضك الأخير, هكذا طبيعتنا نحن اليمنيين لا نعرف قيمة الأشخاص والقادة الأفذاذ امثالك إلا عندما ينتقلون إلى جوار ربهم.. وأقول بقلب مكلوم وداعاً أيها “الصنديد الكاسر” وعزائنا أن مواقفك وافكارك النيرة والشجاعة ستظل ملهم لنا ولأولادنا من الجيل الجديد إن شاء الله.