لا شك أن كل المكفوفين يتمنون أن يأتي عليهم يوماً يستعيدوا فيه إبصارهم وينعمون بنعمة الرؤية، فهم يحلمون ولو بثقب من النور يخترق الظلام الدامس المحيط بهم، وحرصاً على مساعدتهم وعلى تحقيق آمالهم، عكف العلماء المتخصصون على العديد من الأبحاث التي قد يصلون من خلالها إلى علاج يعيد النظر إلى من فقده. وفي اكتشاف فريد من نوعه، تمكن علماء أعصاب في الولاياتالمتحدة من معالجة أعصاب بصرية تالفة، وذلك باستخدام بروتين اكتشف حديثاً يساعد ألياف العصب المصاب، على إعادة بناء نفسها. ومن شأن هذا الاكتشاف أن يبشر المكفوفين الذين فقدوا بصرهم بسبب تلف في العصب البصري نتيجة لحادث أو إصابة بسرطان العين، بالتوصل في المستقبل إلى علاج يعيد النظر إليهم. ويشير الأطباء إلى أن العصب البصري هو جزء من الأعصاب المركزية، لكن خلافاً للأعصاب البعيدة مثل الموجودة في اليدين والقدمين، ليس لديها قدرة على الشفاء إذا ما لحق بها التلف. جدير بالذكر، أن العالمين يوجين ين ولاري بينوفيتس من مستشفى الأطفال في بوسطن وكلية الطب في جامعة هارفارد، اكتشفا البروتين المعني بالصدفة، وذلك خلال ملاحظتهما أن جروح عدسات العين، تسببت في تأثيرات كيميائية جعلت الخلايا الملتهبة تعيد بناء التلف. وللتأكد من أنها قد تساعد في شفاء الأعضاء التالفة، جمع العالمان الخلايا الملتهبة وزرعاها في أطباق خاصة وعزلا البروتين الراشح عنها، واكتشف الدكتور بينوفيتس في هذه التجربة، أن العلاج بالبروتين الذي يدعى "اون كومودوليم" ضاعف نمو ألياف العصب البصري. وعلى صعيد آخر، كان علماء بريطانيون يتأهبون لإجراء تجارب لتمكين المشلولين من السير، والعميان من الإبصار، بعدما نجحت تجربة مماثلة على الفئران. ومن خلال التجارب على متطوعين عبر زرع خلايا من أنوفهم لإحياء خلايا شبيهة بخلايا النخاع الشوكي المتضررة من حوادث، ستبدأ وحدة مختصة بعلاج النخاع الشوكي في (يونيفيرسيتي كولدج) التابعة لجامعة لندن. والتجربة الأولى ستقوم على وصل الأوامر من الرأس إلى الطرف المعطوب، بالنسبة لحالات الشلل. وفي حال نجاح التجربة يمكن الانتقال إلى أعصاب النخاع الشوكي وحتي زرع أعصاب لإعادة فقدان البصر الناتج عن حادث. ويقود الوحدة البروفيسور جيوفري رايسمان الذي يؤكد أن العصب المعطوب (يمكن أن يعاد إلى الحياة والنمو مجدداً). شبكة المعلومات العربية: