يواجه اليمنيون مخاطر الإصابة بالعمى بسبب مرض الجلوكوما "المياه الزرقاء" الذي يُعد المسبب الأول للعمى الدائم في اليمن في حين يمكن الحد من مخاطره. وفي ذلك يقول الدكتور محمد العنسي استشاري طب وجراحة العيون -رئيس الجمعية اليمنية لأطباء العيون- ل"26 سبتمبرنت" إن مرض المياه الزرقاء أو الجلوكوما ينشأ بسبب ارتفاع الضغط في العين، ما يؤدي إلى تلف وضمور العصب البصري، وإذا لم يعالج المرض فإنه يؤدي إلى العمى، ومع ذلك فإنه بالإمكان علاج المرض وتجنب الإصابة بالعمى عن طريق التشخيص المبكر، و هذا المرض قد يصيب الصغار و الكبار إلا أن خطر الإصابة يتركز في فئات كبار السن (مع تزايد احتمالية الإصابة بعد عمر 40 سنة). هذا الخطر الناتج عن قلة الوعي قاد عدداً من أطباء العيون إلى إطلاق حملة توعوية، حيث تنطلق غدا الأحد بالعاصمة صنعاء الحملة الأولى للتوعية ضد مرض الجلوكوما (المياه الزرقاء) برعاية من الجمعية اليمنية لأطباء العيون، وذلك تزامنا مع الأسبوع العالمي للجلوكوما (المياه الزرقاء) وتهدف الحملة للتوعية من هذا المرض الذي يعتبر المسبب الأول للعمى الدائم في اليمن والعالم، وتستمر فعاليات هذه الحملة من العاشر وحتى السادس عشر من مارس الجاري. وفي ذلك يشير الدكتور العنسي إلى أن الجمعية اليمنية لأطباء العيون تبنت هذه الحملة التطوعية والهادفة إلى تعريف الناس بالمرض وأهمية الكشف المبكر عنه والتخلص من الإعاقة البصرية الدائمة التي يسببها. من جانبه الدكتور سمير الحماطي استشاري طب وجراحة العيون وأمين عام الجمعية اليمنية لأطباء العيون يقول إن مرض الجلوكوما (المياه الزرقاء) بات منتشراً كثيراً في بعض المحافظات كالحديدة وحجة وحضرموت وخصوصاً المياه الزرقاء الخلقية التي تصيب الاطفال وأنه بسبب نقص التوعية وانعدام العلاج المناسب فإن هؤلاء الأطفال يواجهون مستقبلاً مظلماً. بدوره الدكتور عبدالرحمن الحمادي استشاري جراحة الشبكية والجسم الزجاجي وعضو الجمعية اليمنية لأطباء العيون يوضح أن هذا المرض قد يصيب الكثير من الحالات الجراحية المصابين باعتلالات شبكية وخصوصاً مرضى السكري غير المتحكم فيه والأفراد الذين لهم تاريخ عائلي بالإصابة بهذا المرض.. مشيراً إلى أن التوعية بالمرض وأسبابه وعلاجه هي أهم الخطوات للتخلص من هذا المرض الذي يؤدي للعمى. وفي ذات السياق يقول الدكتور محمد الحميري اخصائي جراحة الجلوكوما و المياه الزرقاء ورئيس اللجنة المنظمة للفعالية إنه لأول مرة في اليمن تقام هذه الفعالية التطوعية لمدة اسبوع ضمن حملة الاسبوع العالمي للجلوكوما (المياه الزرقاء) و أن فكرة الحملة بدأت كمبادرات فردية من مجموعة من أطباء العيون تحمسوا لها وسارعوا في التطوع لتحقيقها ثم كان الدور القيادي من الجمعية اليمنية لأطباء العيون التي تبنت المبادرة، ويوضح الدكتور الحميري أن هذا الأسبوع يسعى إلى تحقيق (مبادرة الرؤية 2020: الحق في الإبصار)، وهي مبادرة عالمية أطلقتها الوكالة الدولية لمكافحة العمى، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، وتسعى إلى وضع البرامج والخطط للحد من العمى الممكن تفاديه قبل حلول عام 2020م، حيث أن اكتشاف مرض الجلوكوما مبكراً و الوعي عنه يمنع حدوث العمى و يحد من وجود أشخاص معاقين بصرياً بسبب هذا المرض. من جانبه الدكتور محمد ياسين طبيب عيون والمنسق التنظيمي للحملة أن حملة التوعوية بالمرض في المدارس وبعض الجامعات، تستهدف الطلبة حتى يكونوا سفراء في منازلهم، وتحفيزهم على معرفة تاريخ أمراض العيون في عائلاتهم، وإظهار أهمية الفحص للكشف عن هذا المرض، والبحث عن العلامات الدالة عليه، مؤكداً أن الحملة تستهدف كشف الستار عن مرض قديم غير معروف لدى المجتمع مع أنه سبب رئيس للعمى. وكشف ياسين أن الحملة ستتضمن مؤتمراً عن الجلوكوما (المياه الزرقاء) خصص لأطباء العيون سيعقد يوم الخميس 14 مارس في فندق البستان بصنعاء، كما ستكون هناك فعالية رياضية لأطباء العيون في أخر يوم للحملة تحت شعار (اليمن تكافح الجلوكوما).
