إغلاق الموانئ عمل عسكري عدواني يفرض على قواتنا مسؤولية وطنية ضمن مهامها الدفاعية سيواجه شعبنا تشديد الحصار بالمزيد من الصمود وأربع سنوات تكفي لمعرفة حقيقة هذا الشعب العظيم معلومات جديدة عن بنك الأهداف رسائل مهمة بعثتها المؤسسة العسكرية اليمنية وهي تقف شامخة في وجه تحالف العدوان وهي تدخل العام الخامس من الصمود العسكري بعد أن تمكنت بعون الله من قطع أشواط كبيرة في سبيل إعادة البناء وتعزيز الصمود الشعبي والعسكري. المؤتمر الصحافي للمتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة كشف جزءاً من حقيقة الصمود خلال السنوات الماضية وذلك بالمعلومات والأرقام التي كان لها صدى واسع على الصعيدين الإعلامي والشعبي. رسائل نارية.. من العسكرية اليمنية «26سبتمبر»– خاص الرسالة الأولى تمثلت بإزاحة الستار عن أسماء وعدد الدول المشاركة في تحالف العدوان مع معلومات عن نوعية ومستوى مشاركة كل دولة إضافة إلى المرتزقة والعصابات التكفيرية فهناك دول تشارك بقوات عسكرية متنوعة وبشكل واسع ودول أخرى تسخر كافة إمكانياتها العسكرية والاقتصادية ونفوذها السياسي في عدوانها الغاشم على اليمن. وبالتأكيد أن النظامين في الرياضوأبوظبي يقفان على رأس تحالف العدوان من حيث التمويل وكذلك تسخير الإمكانيات المادية لتدمير وإخضاع اليمن والى جانبها دول عربية وأجنبية ولعل المتعارف عليه لدى الكثيرين أن هذا العدوان سعودي إماراتي وهذه حقيقة لكن من يقف خلف هذا العدوان ويستخدم السعودي والإماراتي هو الأمريكي والإسرائيلي حيث أكدت الأحداث خلال الأربع السنوات الماضية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من تقود العدوان من الخلف وفي ذات الوقت تشارك بشكل مباشر وغير مباشر فيه ولعل كشف المتحدث عن عدد الطلعات الجوية الأمريكية لتزويد الطائرات الحربية بالوقود ليس إلا دليل واحد ضمن عشرات الأدلة على المشاركة الأمريكية وما تصريحات الإدارة الأمريكية ووقوفها ضد أي تحركات لوقف مشاركتها في العدوان على بلادنا إلا دليل إضافي. لسنا هنا بصدد تأكيد أو نفي المشاركة الأمريكية بقدر ما نشير إلى أهمية ما ورد في مؤتمر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الذي كشفت فيه المؤسسة العسكرية اليمنية عن الدول المشاركة في تحالف العدوان ومنها بطبيعة الأمر العدو الإسرائيلي الذي مارس دور المحرض ضد اليمن قبل العدوان واتخذت الدبلوماسية الإسرائيلية إجراءات مكثفة حينها بهدف دفع النظامين في الرياضوأبوظبي إلى اتخاذ قرار العدوان على اليمن وهو القرار الذي أعلن من واشنطن. المشاركة الإسرائيلية في العدوان لم تتوقف على الجهد السياسي والاستخباراتي, بل تجاوزت ذلك بكثير وصولاً إلى المشاركة المباشرة سيما في معركة الساحل الغربي بإدارة وتنفيذ العمليات الجوية للعدو, ويكفي أن نشير هنا إلى ما ورد في وسائل إعلامية إسرائيلية تحدثت عن مشاركة سلاح الجو الإسرائيلي من خلال الطيارين في العمليات العسكرية لتحالف العدوان, إضافة إلى التصريحات المتكررة لقادة العدو الصهيوني منها قبل العدوان ومنها بعد العدوان. ولعل العدو الإسرائيلي يدرك جيداً أن الفرصة مواتية بالنسبة له لدفع عملائه وأتباعه سيما في أبوظبيوالرياض إلى اتخاذ التعاون مع تل أبيب ذريعة لنقل العلاقات من مرحلة السرية إلى العلنية وهو ما تجلى بشكل واضح خلال العام الماضي وذلك بخروج دعوات علنية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي من السعودية ومن الإمارات إضافة إلى الزيارات المتبادلة والتصريحات الإسرائيلية بوحدة المصالح مع الرياضوأبوظبي. ومن ضمن الدول المشاركة في تحالف العدوان دول عربية مختلفة منها من أعلنت بالفعل مشاركتها ومنها من فضلت أن تكون مشاركتها غير معلنة لأسباب مختلفة لعل أبرزها الوضع الداخلي لتلك الأنظمة, أما عن مستويات المشاركة فمعظم الدول شاركت بسلاح الجو من خلال الطيارين والطائرات إضافة إلى الدعم اللوجيستي فيما دول أخرى أرسلت قوات عسكرية منها قوات متخصصة. وبالمجمل فإن دول كالبحرين والكويت وقطر وكذلك الأردن ومصر والمغرب شاركتا بالعدوان عسكرياً مع اختلاف في نسبة ونوعية ومستوى المشاركة وتفاصيل ذلك متروكة لحسابات القيادة وهنا ينبغي الإشارة إلى انسحاب كلاً من قطر والمغرب وكذلك ماليزيا, وعندما نتطرق إلى ماليزيا فيجب الإشارة إلى دول إسلامية وبضغوطات سعودية شاركت ضمن تحالف العدوان. أما الدول الأخرى فمشاركتها كانت تقتصر على إرسال المرتزقة وكذلك الجنود كدول افريقية على سبيل المثال وكذلك دول من أمريكا الجنوبية وهي الأنظمة التي سهلت للشركات المتخصصة في استجلاب المرتزقة تنفيذ مهامها مقابل الحصول على الأموال الإماراتية والسعودية. إضافة إلى كل ذلك هناك دول مجاورة لليمن ونقصد هنا دول القرن الإفريقي وشرق أفريقيا بما تمثله من أهمية باعتبارها ضمن المجال الحيوي لليمن سهلت لقوات تحالف العدوان تنفيذ ضربات عسكرية ضد بلادنا إضافة إلى منح تحالف العدوان معسكرات وقواعد عسكرية لتدريب المرتزقة وكذلك لاستخدام تلك القواعد في إدارة العمليات العسكرية. ولا ننسى هنا الدور الذي تلعبه ولعبته أنظمة غربية وذلك في تقديم الدعم العسكري للعدوان وذلك في تنفيذ عمليات عسكرية نوعية وهذا الدعم لم يقتصر على تزويد تحالف العدوان بالسلاح بل دفع تلك الأنظمة إلى إرسال قوات عسكرية خاصة فشلت بدورها في تنفيذ مهامها الأمر الذي دفع تلك الدول إلى اعتماد وسائل أخرى في دعم تحالف العدوان بعيداً عن أي مشاركة عسكرية مباشرة. والى جانب الدول الغربية والعربية لجأ تحالف العدوان إلى العصابات التكفيرية وجحافل المرتزقة المحليين والأجانب فمنهم من تكفلت بجلبهم شركات أمنية معروفة كبلاك ووتر ومنهم من تولى مهمة إعدادهم وتجميعهم مرتزقة وخونة محليين فظهرت تشكيلات مسلحة بعناوين مختلفة وأسماء متعددة يجمعها هدف تحالف العدوان في تدمير اليمن وإخضاع الشعب اليمني الذي وقف ويقف بكل شموخ وصلابة وعزيمة وإصرار أمام كل هذا التحالف العدواني بإمكانيات لا يمكن مقارنتها بما يمتلكه تحالف العدوان من إمكانيات اقتصادية وعسكرية وسياسية. الرسالة الثانية والتي كان لها أثر بالغ على تحالف العدوان الذي يحاول اليوم التغطية على مرور أربع سنوات على عدوانه حيث كان يعتقد أن أيام فقط أو أسابيع في الحد الأقصى كفيلة بهزيمة الشعب اليمني ولهذا كان يعلن وقتها أن عملياته العسكرية على طريق تحقيق كافة أهدافها وأنها نجحت بالفعل في تدمير نسبة كبيرة من إمكانيات المؤسسة العسكرية اليمنية في إشارة إلى أن هزيمة اليمن العظيم قد تحدث خلال أيام أو أسابيع لكن مرت الأسابيع فالأشهر والسنوات كذلك ولم يجد تحالف العدوان إلا كل الصمود وكل التحدي. الرسالة الثالثة تتمثل في الإمكانيات المتصاعدة للمؤسسة العسكرية في كافة المجالات العسكرية أبرزها التصنيع الحربي وما سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية إلا دليلان على ذلك. سلاح الجو المسير على سبيل المثال الذي دخل المعركة خلال العام 2018م بعد إجراء عمليات تجريبية عدة وصولاً إلى إنتاج منظومات من الطائرات بدون طيار منها استطلاعية وأخرى متعددة المهام كالطائرات الهجومية والذي أثبتت قدرتها وكفاءتها من خلال العمليات العسكرية خلال العام الماضي. نشير هنا إلى المهام الاستطلاعية وكيف تطورت إمكانيات الجيش واللجان الشعبية في هذا المجال فسلاح الجو المسير تمكن خلال الفترة الماضية ومنذ دخوله خط المعركة من تنفيذ مئات العمليات الاستطلاعية منها فوق أراضي جيزان وعسير ونجران وكانت هذه العمليات لها أهميتها الاستراتيجية والتكتيكية على صعيد معركة المواجهة والتصدي. فبنك أهداف قواتنا المسلحة بعد الطيران المسير لم يعد كما كان عليه قبل دخول هذا السلاح إلى خط المواجهة فهناك كما أعلن المتحدث العسكري عشرات الأهداف العسكرية والحيوية تم رصدها من خلال سلاح الجو المسير وإضافتها إلى بنك الأهداف منها أهداف لمقرات ومنشآت عسكرية تستخدمها قيادات عسكرية تابعة لتحالف العدوان أو تتردد عليها بين الحين والآخر وهذه المقرات منها داخل الأراضي اليمنية ومنها في عمق العدو, إضافة إلى الرصد المستمر لمنشآت وقواعد عسكرية ومراكز تدريبية تابعة للعدو في أراضي جيزان ونجران وعسير. الإعلان عن 300هدف عسكري لقواتنا ليس إلا رسالة يجب أن يتعامل معها العدو بكل مسؤولية وأن يتعاطى معها بمحمل الجد كون ما أعلن اليوم يتناسب مع إمكانيات سلاح الجو المسير بعد دخوله خط المعركة بأشهر فما بالنا اليوم وقد أصبح سلاح الجو المسير يمتلك العشرات من الطائرات الاستطلاعية التي خضعت لعمليات تطويرية هائلة قفزت بها أربع مراحل متقدمة خلال أشهر فقط وهنا نكشف أن ما بث أثناء المؤتمر الصحفي للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة من ضمن العمليات الاستطلاعية لسلاح الجو المسير قبل حوالي سنة أي قبل خضوع الطائرات بدون طيار لعمليات تطوير شامل, وهنا يمكن أن نتخيل دقة التصوير وجودته والسرعة العالية في رصد الإحداثيات والتحكم بمسار العملية الاستطلاعية لتشمل عدة عمليات في وقت واحد. مثل هذه التفاصيل يمكن للعدو أن يتصور مستوى أهميتها الاستراتيجية في المعركة ويمكن له كذلك أن يضع لها ألف حساب سواء على الصعيد النفسي الإعلامي أو على الصعيد العسكري إذا ما أجبرت قواتنا على اتخاذ مسار تصعيدي عسكري رداً على أي تصعيد عسكري قد يلجأ إليه العدوان وكل ذلك يضعنا أمام خيارات استراتيجية جديدة لها علاقة بالبناء الداخلي وتعزيز جبهة الصمود باعتبارها مرتبطة بالأهداف الحيوية للعدو التي يمكن اللجوء إلى استهدافها كخيار من خيارات الرد والردع. وحتى تتضح الصورة أكثر فإن المهام العملياتية لقواتنا لا تزال في مربع الدفاع الإيجابي ويمكن أن تتغير في أي لحظة بالنظر إلى الإمكانيات المتصاعدة لقواتنا والقدرة على تنفيذ مهام عملياتية مشتركة وهذا يذهب بنا إلى عمليات نوعية سبق وان نفذت بنجاح جمعت بين القوة الصاروخية وبين سلاح الجو المسير أو بين سلاح الجو المسير وسلاح المدفعية بما تتطلبه هذه العمليات من رصد دقيق وتنسيق مشترك وصولاً إلى التنفيذ بنجاح. وبحسب مصادر عسكرية فإن قواتنا وعلى مدى الأربع السنوات الماضية اعتمدت عشرات الأهداف العسكرية للعدو ضمن بنك الأهداف وقامت باستهداف عدد كبير منها بالصواريخ وكذلك بسلاح الجو المسير, أما اليوم فبنك الأهداف يضم المئات من المنشآت والقواعد والمقرات والمراكز العسكرية والحيوية منها داخل أراضي الجمهورية اليمنية ومنها خارجها وصولاً إلى الرياضوأبوظبي, بل وإلى أي مكان تبلغهما مدايات الصواريخ الباليستية اليمنية أو يصل إليه سلاح الجو المسير. المصدر العسكري أشار كذلك إلى أن موانئ ومطارات العدوان لا يمكن اعتبارها خارج بنك أهداف قواتنا وذلك بالنظر إلى ما يتعرض له اليمن منذ 26مارس 2015م من عدوان استهدف كل المنشآت الحيوية للبلاد من مطارات وموانئ, بل إن استهداف الموانئ اليمنية وبشكل مستمر حتى يومنا هذا يضع القوات المسلحة أمام مسؤولية كبيرة ضمن مهامها الدفاعية والتي تفرض على المؤسسة العسكرية واجبات ينبغي ترجمتها على أرض الواقع من خلال المهام العملياتية التي تتناسب والإمكانيات المتصاعدة للقوات سيما سلاح الجو المسير وكذلك الصاروخية. وبالتالي فإن استمرار العدوان في إغلاق الموانئ والمطارات يعتبر عملاً عدوانياً يمس كل أبناء الشعب اليمني ويؤدي إلى المزيد من المعاناة التي تسبب بها الحصار على بلادنا.