عندما اجتاح المغول مدينة بخارى إحدى بلاد خراسان المسلمة، عجزوا عن اقتحامها فكتب جنكيز خان لأهل المدينة: إن من سلَّم لنا سلاحه ووقف في صفِّنا، فهو آمن ومن رفض التسليم فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه . فانشق صف المسلمين إلى صفين اثنين: فمنهم رافضٌ له فقالوا: لو استطاعوا غزونا لما طالبوا التفاوض معنا !!.. فهي إحدى الحسنيين، إماَّ نصرٌ من الله يُسَرُّ به الموحِّدون، و إماَّ شهادة نُغيظ بها العدو . أماَّ الصنف الثاني، فجُبِنوا عن اللِّقاء وقالوا : نريد حقن الدماء و لا طاقة لنا بقتالهم ألا ترون عددهم وعدتهم ؟؟!!.. فكتب جنكيز خان لمن وافق على الرضوخ والتسليم، أن أعينونا على قتال من رفض منكم، ونولِّكم بعدهم أمر بلدكم، فأغتر الناس بكلامه رغباً ورهباً من بطشهم، فنزلوا لأمره و دارت رحى الحرب بين الطرفين، طرف دافع عن ثبات مبادئه حتى قضى نحبه، وطرف وضيع باع نفسه للتتار فسيَّره عبداً من عبيده !!.. في النهاية انتصر طرف التسليم والعمالة، ولكن الصدمة الكبرى أن التتار سحبوا منهم السلاح، وأمروا بذبحهم كالنِّعاج. وقال جنكيز مقولته المشهورة : ( لو كان يُؤمَن جانبهم، ماغدروا بإخوانهم من أجلنا ونحن الغرباء !!.. ) العبرة: لا تقتلوا أسودكم فتأكلكم كلاب عدوِّكم !!.. وما أشبه مرتزقة الوهابية والعملاء الخونة، الذين باعوا انفسهم وشرفهم ودينهم وأرضهم، لتحالف قوى الشر والعدوان وجندوا انفسهم لتدمير وطنهم وقتل شعبهم، ويضحون بأنفسهم في سبيل إرضاء يهود آل سعود وأسيادهم الصهاينة والامريكان، مقابل ثمن بخس، وليتهم يتعظون بأسلافهم الخونة والمأجورين وأراذل البشر الذين قتلوا وذبحوا عبر التاريخ كالنعاج، بأيدي أسيادهم الطواغيت والفراعنة، بعد استغنائهم عنهم وانتهائهم من عبوديتهم والركوع تحت اقدامهم، وتقديم اعراضهم واهاليهم واوطانهم بدون مقابل وعلى اطباق من الذهب، وذلك قبل ان يكونوا عبرة لمن اعتبر ويلتحقوا بمزبلة أحقر البشرية في التاريخ، وتحل عليهم لعنات الشعوب والامة الاسلامية، تطاردهم جيلاً بعد جيل الى يوم القيامة، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. * رئيس مؤسسة المصطفى لخدمة المستضعفين