كالعادة يجتمع العرب ولكن لا يتفقون وان اتفقوا لا يحققون شيئا على الارض سوى بيانات تصدر ولا يجد لها المواطن العربي البسيط تنفيذاً على أرض الواقع وقد شاهدنا بالأمس انطلاق القمة العربية في تونس والتي كانت عبارة عن جمع لقادة العرب على طاولة واحدة مع ملاحظة تغيب العديد منهم لأسباب مختلفة، وكنا نأمل أن تحدث هذه القمة تقدماً في حلحلة أي من الملفات العربية الحساسة لكن للأسف الشديد جاءت كسابقاتها من القمم العربية مخيبة للآمال وطموحات الشعوب العربية إزاء التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة . حيث اقتصر رد فعل القادة العرب على بعض القضايا الهامة والتي على رأسها قرار واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل على بيانات إدانة لا أكثر رغم أنه كان قراراً أكثر استفزازية من القرار الخاص بهضبة الجولان المحتلة وهذه هي النتائج السلبية التي نجنيها دائماً من كل القمم العربية، كما سعت دول الخليج وخصوصاً النظام السعودي والإماراتي إلى تخفيف نبرة أي بيان إدانة بخصوص ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاسيما اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل وهذا الإعلان يعتبر تحدياً سافراً للمعايير الدولية وللقرار العربي مستغلاً الانقسامات والفوضى في المنطقة العربية . أما بخصوص ملف اليمن فلم يتطرقواإلى القضايا الهامة التي تهم الشعب اليمني وهو وقف الحرب ورفع الحصار الجائر ووقف استخدام الأسلحة المحرمة دولياً التي تستهدف المدن والمدنيين الأبرياء من الاطفال والنساء والشيوخ ، ولكنهم اكتفوا فقط بما ردده الملك سلمان من ضرورة الالتزام بالقرار الدولي 2216 والمبادرة الخليجية فقط، وبنفس الوتيرة قد ردد العبارات ذاتها الرئيس التونسي السبسي كأنه ببغاء . وشعبنا اليمني العظيم وبعد مرور أربعة اعوام ودخول العام الخامس والعدو السعودي الإماراتي الامريكي يوغل في جرائمه اليومية والضمير العالمي والعربي يلازمه الصمت والخنوع لم يكن يرجو خيراً من هذه القمة أو من قادتها الذين لا حول لهم ولا قوة وما زاد الأمر سوءا هو خطاب ما يسمى رئيس الشرعية هادي الذي كان مهزلة بمعنى الكلمة من حيث نسيانه لتاريخ لا يمكن أن ينسى وهو بداية شن العدوان الهمجي على اليمن ولكن بصفته مقيماً خارج الوطن فهو لا يشعر بما يعانيه الشعب اليمني ولا يهمه تاريخ الكارثة التي جلبها لأرضه وشعبه كما ان المضحك المبكي هو ادعائه بأن معظم موظفي الدولة في كل المحافظات يستلمون الرواتب متناسياً بأنه منذ ان تم نقل البنك المركزي والكثير من موظفي الدولة بلا رواتب ويعيشون حالة من الكفاف. وأخيراً فقد خرجت هذه القمة عاجزة أمام حجم الملفات السياسية الحساسة والمحرجة كالملف اليمني والليبي وحصار قطر والأوضاع في العراق والجزائر والسودان بسبب عدم قدرة القادة العرب على ترك صراعاتهم وخلافاتهم و تغليب مصالح أوطانهم وشعوبهم أمام مصالحهم وأطماعهم وخنوعهم وخضوعهم للقوى الكبرى مما يجعلنا نقول وللأسف الشديد إن قمة تونس ماتت قبل أن تلد .