مشروع بناء الدولة الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد تحت شعار «يد تحمي ويد تبني» ترجمة حقيقية لآمال وتطلعات كل أبناء اليمن للتخلص من التبعية والوصاية الخارجية واستقلال القرار السياسي اليمني. وينظر المراقبون السياسيون والباحثون الأكاديميون إلى أن إطلاق الرئيس الصماد للمشروع الوطني في إبريل 2018، كان بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة مع قوى العدوان، التي شنت حربا على اليمن منذ عقود من الزمن لإفشال أي مشروع وطني يهدف إلى إحداث تنمية حقيقية لأبناء اليمن. بالتزامن مع الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، استعرضت صحيفة «26 سبتمبر» مع عدد من السياسيين والأكاديميين أهمية مشروع بناء الدولة المدنية الذي أعلن عنه الرئيس الشهيد الصماد لحاضر ومستقبل اليمن من خلال الآتي: استطلاع: محمد العلوي فهد عبدالعزيز بداية كان الحديث مع عضو مجلس النواب الشيخ علي شمر، الذي أكد أن مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد في بناء الدولة، عبر عن آمال وتطلعات كل اليمنيين، الذين سطروا بصمودهم أروع الملاحم البطولية في التصدي لأعتى عدوان عرفته البشرية في التاريخ المعاصر، وقدموا صورة مشرفة عن قوة وصلابة أبناء اليمن في مواجهة التحديات والشدائد. مبينا أن إطلاق المشروع الوطني كان بمثابة مشروع متكامل للدفاع والبناء الشامل للدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي ومحاربة الفساد الذي يحظى بالاهتمام والنقاش من قبل المجلس السياسي الأعلى والحكومة ليكون رؤية لدولة ذات دستور وسيادة لا تقبل الوصاية من أحد ولا يمكنه الخضوع للتدخلات والإملاءات الخارجية. ولفت شمر إلى أن هناك توجهات كبيرة وطموحة وواعدة في بناء الدولة اليمنية ذات السيادة الشاملة، وتحرير كافة المناطق المحتلة، وتطهيرها من التبعية الأجنبية، يتطلب مساندة قوية من أبناء الشعب اليمني لتحقيق التوجهات المستقبلية لتنعم الأجيال بالعزة والكرامة. مستقبل اليمن وكيل أول محافظة ذمار الدكتور فهد عبدالحميد المروني، يؤكد أن مشروع بناء الدولة «يد تبني ويد تحمي» الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد قبل استشهاده يمثل خارطة طريق نحو امتلاك الدولة اليمنية لقرارها السياسي بعيدا عن الاملاءات والتدخلات الخارجية. وتطرق المروني بالقول « لأول مرة عرفت اليمن في تاريخها السياسي المعاصر رئيسا استثنائيا في زمن استثنائي من العدوان والتحالفات الإقليمية والدولية ضد اليمن»، مشيرا إلى أن الرئيس الصماد سعى إلى ترجمة مشروعه الوطني، وبدأه بالتطبيق على نفسه أولا، وعلى كل مؤسسات الدولة في أوقات عصيبة من العدوان على اليمن. لافتا إلى أن ما يجب اليوم من المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطنية هو الترجمة الفعلية لمشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد في بناء الدولة من أجل بناء مستقبل اليمن، والجميع معني بذلك كلّ من موقعة ووظيفته دون استثناء لأحد، وفاء لدماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا دفاعا عن عزة وكرامة أمن واستقرار اليمن. استراتيجية وطنية من جهته أشار رئيس جامعة ذمار الدكتور طالب النهاري إلى أن مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد يعد بوصلة حقيقية لبناء الدولة اليمنية التي ينشدها كل يمني عزيز وحر، فقد جمع بين الحماية والبناء بطريقة متوازية نحو هرم التنمية العمودية، يد تحمي الوطن.. ويد تعمل وتخطط وتنفذ لمستقبل أفضل لأبنائه، هي استراتيجية وطنية وتاريخية في زمن حرب ضروس، وحصار مطبق وخانق، فيه يتم توثيق العلاقة بين مؤسسات الدولة، تمهيدا لتنشيط العمل والبناء والتنمية. كما هو في المقابل هناك يد أخرى تحمل السلاح للذود عن حياض الوطن وأمنه واستقراره، والحفاظ على ممتلكاته ومكتسباته، فالشعب اليمني، الذي استطاع أن يحمي وطنه ضد العدوان البربري العالمي، قادر بكل عزيمة ويقين أن يبنيه، وأن يجعل رؤيته للمستقبل إيجابية وطموحة نحو بناء الدولة المدنية التي تمتلك حق القرار السيادي بعيدا عن أي تدخلات أو وصاية، تلك السيادة التي دفع الشعب اليمني من أجلها خيرة شبابه وأبنائه، وقدم قوافل من الشهداء، وبذل عظيم التضحيات ليعيش حراً أبياً فوق أرضه وترابه، وكله أمل وقاد نحو النهضة والتنمية والبناء. الحصن المنيع وأوضح الدكتور النهاري أن دور القيادات الأكاديمية كمؤسسات تعليمية وتنويرية هو التحلي برؤية الرئيس الشهيد العميقة للغوص في أغوار مكنونات هذا المشروع العظيم، وتقديم الفكرة بأسلوب علمي مدروس للأجيال، حيث كان الرئيس الشهيد صالح الصماد متمتعا بموهبة عالية في لم شمل الأطراف اليمنية وتعاضدها لتكون ذلك الحصن المنيع من اختراق الجبهة الداخلية أو زعزعتها، وظن العدوان بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد أنه نجح في شرذمة الأطراف الصامدة التي دأبت على مواجهته بكل قوة وحزم، ولم يع أن الشهيد الصماد كان له هذا القبول والالتفاف حوله؛ ليس لشخصه فحسب، بل أيضا للثقافة التي تغذت بها روحه وعقله لتتجسد في أعماقه وفكره ومشروعه وتوجهه في واقعه، وفشل العدوان فشلا ذريعا في استهداف المشروع بالرغم من استهدافه رجل المشروع. في الذكرى الأولى لاستشهاده يتضح جليا أن شخص الشهيد الصماد فقط هو من غاب، ولكن لم تغب ثقافته وتوجهه ومشروعه وإخلاصه ووفاؤه وتفانيه في خدمة وطنه العزيز، والقيادة السياسية الجديدة هي الشهيد الصماد في العقل والفكر والتوجه والمشروع الذي نشده الشهيد وينشده الشعب اليمني في نيل حريته واستقلاله وعزته وكرامته، ليكون طرفا قويا يمتلك قراره، ويفرض سياسته على الساحتين الإقليمية والدولية. تجسيد حقيقي في حين أكد مدير عام شركة إنتاج بذور البطاطس الاستاذ همدان بن زيد الأكوع، أن الرئيس الشهيد صالح الصماد مثل التجسيد الحقيقي لإرادة الشعب اليمني والترجمة الفعلية لتمسكه بأرضه ووحدته ودولته ومبادئه في الحرية والديمقراطية وهي المبادئ التي يأبى الجميع التنازل عنها أو المساومة فيها حتى لو حشد العدوان عوالم جديدة إلى جانب عالم الارتزاق الذي يحيط باليمن لأكثر من 4 أعوام من الصمود الوطني. ندرك جيدا في الذكرى الأولى لاستشهاده بأن العدوان اغتال مهندس بناء الدولة، لكنه لم يغتل مشروعه الوطني، الذي أصبحنا أكثر عزيمة وإصراراً في تنفيذه وتطبيقه على الواقع العملي في كافة مؤسسات الدولة، والتي قطعت الأمانة العامة في المجلس السياسي الأعلى شوطا كبيرا في رسم ملامح الدولة اليمنية في بناء الجيش الوطني ، وإصلاح منظومة العدالة والرقابة، والاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي من خلال الاهتمام بالكوادر والخبرات الوطنية في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى دعم وتشجيع الإنتاج الزراعي، والاهتمام بالثروة الوطنية والعمل على تنميتها واستثمارها لصالح الوطن والمواطن. ضمير الشعب ولفت الأكوع إلى أن إرساء مشروع بناء الدولة أصبح التزاماً دينياً ووطنياً لدماء الشهداء، في ترسيخ مبدأ العمل المؤسسي المنضبط بالقوانين الوطنية التي تمثل إرادة الشعب، الذي جعل من الصماد نجم الكيان السياسي الجديد لليمن، وضمير الشعب الذي استحق وبجدارة احتلال قلوب الملايين. لذلك ركز مشروع بناء الدولة على الجبهتين العسكرية والاقتصادية بدرجة كبيرة لأنهما تسيران في مسار واحد، وأن الجانب الاقتصادي « الزراعي والصناعي» عامل مهم جدا في استقرار الجبهة الداخلية من الاختراق والفوضى، الذي اتجه العدوان نحو الحرب الاقتصادية وعدم السماح بدخول سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية بدخول ميناء الحديدة، أسهم في صناعة أكبر مجاعة وكارثة صحية في العالم. وما خروج الشعب اليمني في إحياء الذكرى الأولى للرئيس الشهيد الصماد، إلا بمثابة عهد قطعه المشاركون بأنهم لن يغفروا للعدوان جريمة اغتيال الصماد، ولن يغفر لهم أبناء الشعب اليمني والتاريخ العديد من الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، الذي يتجه نحو تحقيق النصر وتحرير كل شبر من أرض اليمن. فلسفة فكرية من جانب آخر أوضح الأستاذ عبدالكريم جبهان مشرف عام مدينة ذمار، إلى أن تنفيذ مشروع بناء الدولة لا يقتصر على المجلس السياسي الأعلى فقط؛ بل على كل اليمنيين، باعتبار أن مشروع الصماد في بناء الدولة فلسفة فكرية يلزمها التطبيق سلوكا وممارسة، والمسؤولية مشتركة بين القيادة والشعب، ولعل الترجمة الحقيقية للمشروع تكمن في تنفيذ ما أعلنه الرئيس الشهيد الصماد، والالتفاف حول مشروعه، وهذا يأتي من الأهمية الحقيقية والجوهرية في استمرار صمود الشعب اليمني، والمضي قدما في مشروع الحماية والبناء الذي وضعه الشهيد بالتوازي مع إفشال كل مشاريع زعزعة الأمن وإثارة القلاقل والشائعات، وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الشعب للنيل منه حقدا وكراهية. ظل شعار بناء الدولة اليمنية الحديثة والدولة المدنية وغيرها من الشعارات البراقة، ظلت تردد كثيرا خلال الفترات الماضية من دون جدوى عملية, لكن تجديد هذا التوجه جاء مؤخرا على لسان الرئيس الصماد، كانت مواتية رغم خطورة استمرار العدوان والحصار على اليمن، ومن تلك المتغيرات التحرر من سلطة السفارات والارتباطات الخارجية التي كانت تعرقل كل توجه وطني لبناء الدولة.