المتابع للاحداث والمآسي التي تشهدها الامة والشعوب المستضعفة وخاصة العربية، يجد بانه لم يعد للدم العربي في منظار تحالف قوى الشر والعدوان والاستكبار العالمي اي قيمة تعادل حتى الماء، بل وصلت بالمستكبرين الوقاحة والاستهزاء بالانسان العربي لدرجة اعتباره لا يساوي شيئاً ولا يقارن بابسط جندي او مواطن اجنبي في المنظور الاممي والادلة كثيرة منها بأنه اذا حدث للكيان الصهيوني ظرف حتى قتل او خطف جندي منهم؛ تقوم الدنيا ولا تقعد.. اجتماعات طارئة واتصالات واحتجاجات واستنكارات آممية وعالمية، بما فيها ادانات واسعة من قبل الحكومات والدول العربية وعلى رأسهم الملوك واصحاب الفخامة، ووقفات حداد وشجب لدويلات الخليج الصهيوبعيرية؛ وجلسات طارئة لوفود لمجلس تعاونهم العبري؛ وبرقيات عزاء وأسى وحزن ومواساة؛ ومساعدات عاجلة وارسال خبراء؛ وتصريحات اعلامية وتحقيقات؛ وحظر تجوال وتمشيط ومداهمات واعتقالات؛ وهدم بالجرافات وضرب بالهراوات ؛ لدرجة بلغ اهتمامهم بمبادلة مئات الاسرى العرب مقابل استرجاع بقايا جيفة لاحد جنودهم ...!!؟؟ ؛ ليؤكدوا للحكام الحقراء العرب ولشعوب العالم بان الالاف من العرب لا يساوون بقايا رفات جندي اسرائيلي واحد، وبالمقارنة لم يعد لدماء عشرات الالاف من ابناء الشعوب العربية الذين يقتلون ويذبحون وتمزق اشلائهم كل يوم اي قيمة لدى الدول الاجنبية وحتى العربية .وكأن هذه الدماء والاجساد لا تساوي ثمن لحوم الخراف والابقار في اسواق الاستكبار العالمية ؛ وفي نفس الوقت التجاهل والصمت الاممي لكل مايحدث، والحط من قيمة الانسان العربي بتعاون الحكام العرب وسكوت الشعوب وتغاضي وسائل الاعلام، تعتبر تمهيدات لجرائم قوى الشر التصاعدية ،وما سلسلة الحروب على الشعوب العربية والاسلامية ،والعدوان الجائر لتحالف يهود آل سعود والبعيريين والاستهداف والقصف والتدمير والحصار، والقتل للابرياء والمستضعفين من ابناء الشعب اليمني المظلوم، الا صورة من الجرائم والمجازر الوحشية المتصاعدة الممنهجة التي يسعى تحالف الصهاينة والامريكان ومن يدور في فلك عدوانهم ، من ورائها لمعرفة ماذا تبقى لدى الامة الاسلامية والشعوب العربية من روابط سواء كانت دينية اوانسانية وماذا سيبدونه من ردود الافعال ازاء هذه الجرائم التي ترتكب بحق اخوانهم وتستهدف حتى الاطفال والنساء منهم دون رحمة!!؟ وكل ذلك تمهيداً لجرائم وحروب واعتداءات تستهدف الشعوب بشكل غير مسبوق والايام ستكشف ذلك وخاصة اذا ظل الصمت والتفرج والتخاذل وعدم الاهتمام سيمة لهذه الامة الاسلامية الممزقة ...