يعود التواجد الاسرائيلي في باب المندب الى ستينيات القرن الماضي والتي كانت اسرائيل قد استأجرت خلال تلك الفترة من دولة اثيوبيا مجموعة جزر دهلك وحالب المقابلة لباب المندب بعد رحيل بريطانيا من المحافظاتالجنوبية وبالتحديد عام 1970م، وذلك لإيجاد موطئ قدم لها في منطقة جنوبالبحر الأحمر كون اسرائيل قد خشيت بعد رحيل بريطانيا من عدن ان تفقد السيطرة على الجزر من قبل ربيبتها بريطانيا فتتعرض الملاحة الاسلائيلية للخطر في حال خروج القوات البريطانية ورحيلها عن جنوباليمن فتحركت وطلبت من بريطانيا ان تسلم الجزر اليمنية في جنوبالبحر الأحمر اليها بما في ذلك الجزر المحتلة ومنها كمران وميون المشرفة على مضيق باب المندب فرأت بريطانيا الابقاء على احتلال جزيرة ميون “بريم” بحجة حماية عدن من اي احتلال خارجي، والاحتفاظ ببعض قواتها في الجزيرة بعد ان طالب وزير الخارجية الاسرائيلي من بريطانيا عدم الانسحاب من الجزيرة والاحتفاظ بها تحت السيطرة البريطانية، وقد شهدت تلك الفترة تحركات دبلوماسية غربية وكانت بريطانيا تتفاوض مع الثوار لتحاول تدويل باب المندب الأمر الذي دفع اليمن الشمالي انذاك عام 1967م الى رفض التحركات البريطانية الهادفة الى وضع المضيق وجزيرة ميون تحت الادارة الدولية، وان هذه التحركات تعد خرقاً صريحاً لميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي وأن لكل المحاولات تمثل انتهاكاً للسيادة اليمنية، وانها ستقاوم بشدة وصلابة كل محاولة تهدف الى تدويل الجزيرة وانها سوف تستخدم حقها المطلق في الدفاع الشرعي عن اراضيها وسلامتها من التجزؤ والانتقاص وطالبت من جامعة الدول العربية موقفاً عربياً حازماً تجاه ما وردت من معلومات بشأن التواجد العسكري الاسرائيلي وكذلك قامت السودان بنقل معلومات عن محاولة تدويل مضيق باب المندب الى الجامعة العربية، واكدت للجامعة بان هناك تحركات اسرائيلية لاحتلال ميون واستمرت المحاولات اليمنية للفت انتباه الدول العربية وطلب تقديم المساعدة لها لمواجهة اي مخاطر قد تحدث جراء تضاعف التواجد العسكري في باب المندب لاسيما وان اليمن لم تكن تمتلك قوات بحرية قادرة على المواجهة وحماية الجزر، وفي تاريخ 20 يونيو 1969م تلقت الأمانة العامة للجامعة العربية رسالة من حكومة اليمن الديمقراطية الشعبية عن النشاط الاسرائيلي الاثيوبي جنوبالبحر الأحمر وعلى اثر ذلك كلفت الجامعة العربية لجنة برئاسة سورية للوقوف على طبيعة النشاط وما هي الا اشهر حتى تقدمت دولة السودان بتقارير بناءً على معلومات استخبارية تؤكد ما ورد في التقارير اليمنية حول التواجد العسكري الاسرائيلي جنوبالبحر الأحمر، واستئجار جزر اثيوبية لانشاء قاعدة عسكرية، وتركيب رادارات رصد واستطلاع اسرائيلية وتواجد عدد من القطع البحرية الاسرائيلية في جزر دهلك اضافة الى وجود ما لا يقل عن سبعمائة فرد ما بين عسكريين ومهندسين واذاعة وكذلك محطة لا سلكية ومطار واستراحة وهكذا ولازالت الدول النافذة تسعى لتدويل باب المندب واختلاق الحجج والذرائع لذلك من وقت لآخر..