رمضان شهر الخير والمواساة والغفران.. أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.. فيه يكرم الصائمون القائمون الذاكرون.. وفيه يصطفي الله أولياءه المقربين.. انه شهر البركات، شهر الرحمات.. شهر النفحات.. القائل فيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن لربكم في أيام دهركم نفحاتٍ، فتعرضوا لها».. ويقول جل جلاله: (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان) سورة البقرة: الآية 84.. هذه آية عظيمة من كتاب الله توضح فضل الصوم، وارتباط عظمة نزول القرآن في رمضان، وان من افضل فوائده ومقاصده التقوى، لأنها أسمى وأجمل القربات.. وأحبها الى الله عزوجل.. ولأنها أشرف وأعظم نسب للمؤمن التقي النقي.. مصداقاً لقوله تعالى: (إن أكرمكم عندالله أتقاكم).. هذا هو المقياس الحقيقي عندالله يوم تسود وجوه.. وتبيض وجوه.. ومن فضائل شهر رمضان كما جاء على لسان رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: «أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي: أما الأولى: «فإنه اذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله اليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً».. أما الثانية: «فان خلوف الصائمين حين يمسون أطيب عندالله من ريح المسك».. اما الثالثة: «فان الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة».. اما الرابعة: «فان الله تعالى يأمر جنته، فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي، أوشك ان يستريحوا من تعب الدنيا الى دار كرامتي».. اما الخامسة: «اذا كان آخر ليلة في رمضان غفر لهم جميعاً».. فقال رجل يا رسول الله: أهي ليلة القدر، فقال له: لا.. ألم تر ان العمال يعملون، فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم».. ومن معاني الصوم السامية، النأي عن الكذب والبهتان، والبذاءة في القول، وفحش الكلام، وعن الغيبة والنميمة، وعن الباطل في صوره وأشكاله، مستجيبين لداعي الهدى سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم اذ يقول: «ليس الصيام من الأكل والشرب، انما الصيام من اللغو والرفث».. وجاء في الحديث النبوي الشريف: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه».. وكما جاء في حديث قدسي: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لي وأنا اجزي به، الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فان سابه احد او قاتله، فليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عندالله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: اذا أفطر فرح بفطره، واذا لقي ربه فرح بصومه».. وفي رواية: فرح بلقاء ربه..وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ان في الجنة باباً يقاله له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه احد غيرهم».. تعظيماً وإجلالاً وتشريفاً وتكريماً لهم.. وكان رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس، وخاصةً في رمضان حين يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة في رمضان.. إذاً فالطريق الموصل الى الله، وبلوغ رضاه، هو طريق الحق والهدى والتقوى.. أكثروا من تلاوة القرآن في شهر رمضان، فانه نور في القلوب وفي البصر والبصيرة، ويأتي يوم القيامة شفيعاً شاهداً لأصحابه.. فالقرآن ورمضان يشفعان للعبد يوم القيامة.. فكونوا في كنف الرحمن، وتحت ظلال عرشه، باتباع أوامره، واجتناب نواهيه من قبل ان تقول نفس يا ليتني قدمت لحياتي وحينها لا ينفع الندم..!!.