وصف محامٍ أمريكي، هو واحد من بين بضعة محامين غربيين وعرب في فريق مكون من 20 آخرين وكلوا للدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبتوكيل صادر عن زوجة ساجدة خير الله وبناتها رغد ورنا وحلا ، مثوله أمام المحكمة العراقية الجنائية الخاصة الخميس، بأنه غير عادل وخرق للقوانين الدولية.وقال المحامي الأمريكي كرتيس دوبلير الخميس " إن مثول صدام يثبت حقيقة حرمانه من حقه بحضور وكيل دفاع عنه، وأن محاكمته لن تكون عادلة، كما أن المحكمة تفتقد للنزاهة والاستقلالية.وكانت قد أثارت حيثيات وظروف محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين غضب واستهجان فريق الدفاع عنه المكون من محامين عرب وأجانب, قائلين إن صدام يحرم من محاكمة عادلة بمثوله أمام محكمة عراقية دون محام وقضاة مستقلين. وأكدت هيئة الدفاع عن صدام في اجتماع لها بالعاصمة الأردنية أنها ستتوجه إلى بغداد مهما كانت التبعات ورغم تهديدات بالقتل قالت إنها وصلتها من وزير العدل العراقي مالك دوهان الحسن.وطعنت هيئة الدفاع المكونة من 20 محاميا في شرعية المحاكمة التي يخضع لها الرئيس العراقي السابق. ويعمل فريق الدفاع عن صدام بتوكيل من زوجته ساجدة خير الله التي تحظى بموافقة بناتها رغد ورنا وحلا. واستبعد المحامي البريطاني تيم هيوز أن تكون المحاكمة عادلة في بغداد وقال إن الدفاع سيطالب بإجراء المحاكمة خارج العراق, ملقيا بالشكوك في شرعية محاكمة صدام على يد حكومة عراقية لا تتمتع بسيادة كاملة. وأضاف أن دولة العراق حاليا ليست ذات سيادة "وسندفع بأن صدام حسين لا يزال رئيس العراق بسبب الحرب غير المشروعة للإطاحة بحكومته والتي أفضت إلى اعتقاله". من جانبه قال المحامي البلجيكي دومينيك غريسيه إن قضاة المحكمة يجب أن لا يكونوا أطرافا في الصراع, وإن إجراءات التحقيق يجب أن لا تكون مصممة بحيث تنتهي على وجه محدد. أما المحامي الفرنسي إيمانويل لودي فاعتبر المحاكمة نوعا من الانتقام السياسي على يد خصوم صدام السياسيين, ولا يمكن أن تضمن عدالتها وعدم انحيازها إلا محكمة دولية. وكان قدرفض الرئيس العراقي السابق صدام حسين التهم الموجهة اليه وامتنع عن توقيع لائحة الاتهام التي تلاها عليه امس قاض عراقي في اول ظهور علني له منذ اعتقاله في ديسمبر الماضي، وندد بالمحكمة التي عقدت في أحد قصوره السابقة واعتبرها تمثيلية مطالباً بمحاكمته كرئيس للعراق. وتحدى صدام المحكمة والتهم التي وجهتها اليه، رافضا التوقيع على لائحة الاتهام ضده ومدافعا عن غزو الكويت وواصفا محاكمته بأنها «تمثيلية». ودخل الرئيس العراقي السابق الذي لم يكن شعبه ليتخيل دقيقة واحدة انه قد يمثل يوما للمحاكمة، مرتديا بذلة سوداء وقميصا ابيض اللون بدون ربطة عنق الى القاعة حيث مثل امام قاضي التحقيق من دون قيود. ووجه قاضي التحقيق الذي لم تكشف هويته الى صدام حسين تهمة «ارتكاب جرائم ضد الانسانية» في سبع قضايا كبرى الا ان الرئيس العراقي السابق بدا واثقا من نفسه محاججا القاضي وممسكا بورقة صغيرة صفراء اللون يسجل عليها ملاحظات، كما اظهرت الصور التلفزيونية التي بثت. ولا تشبه الصورة الجديدة التي ظهر عليها صدام حسين امس تلك التي بثتها وسائل الاعلام كافة ووزعتها قوات الاحتلال لشيخ هزيل اشعث الشعر وزائغ النظرات يقوم طبيب أمريكي بتفحصه من دون ان يقوم بأي ردة فعل، لدى اعتقاله في 13 ديسمبر الماضي. فقد دافع صدام حسين عن نفسه خصوصا في ما يتعلق بتهمة غزو الكويت اذ قال للقاضي «الكويت عراقية ولم اقم بغزوها». وقال صدام حسين بحسب صور تلفزيونية تم بثها على قناة الجزيرة الفضائية القطرية «التهمة انني رئيس لجمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة» في معرض رده على قضية غزو الكويت. واضاف «القوات المسلحة راحت للكويت بصفة رسمية، هل يجوز ان تثار التهم على صفة رسمية ويعامل صاحبها بعيدا عن الضمانات الرسمية؟». كما اصر صدام حسين على مناداته بلقبه الرئاسي السابق اذ ردد اكثر من مرة «انا رئيس جمهورية العراق، انا عراقي» بحسب المسئول في المحكمة الذي كان موجودا في المكان. كذلك، رفض الرئيس العراقي السابق التوقيع على لائحة الاتهام ضده، مطالبا بحضور محاميه خلال الجلسة التي استمرت حوالى ثلاثين دقيقة. وقال للقاضي «اسمح لي ان لا اوقع الا بحضور محامي». وعندما اصر القاضي على التوقيع، قال صدام حسين «لا اريد ان اتصرف تصرفا يفسر انه حصل بسبب الاستعجال» مضيفا «هذا حق من الحقوق» للمتهم. والقضايا السبع التي اتهم بها صدام حسين هي: استخدام الغاز ضد الاكراد في حلبجة (1988)، وقمع انتفاضة الشيعة (1991)، المقابر الجماعية (1991)، الحرب ضد ايران (1980-1988)، غزو الكويت (1990-1991)، قتل رجال دين شيعة (1980 و1999)، وقتل عشيرة بارزاني التي ينتمي اليها الزعيم الكردي مسعود بارزاني في الثمانينيات. ولم يستمع الرئيس العراقي السابق صامتا الى سجل الاتهامات ضده بل رد على غالبيتها. ففي تهمة استخدام الغاز الكيميائي في حلبجة، قال صدام حسين «سمعت بذلك ولكن لا اعرف عنه شيئا». وعن الحرب العراقية الايرانية، قال صدام حسين «الحرب مع ايران حدث طبيعي». وكال الرئيس العراقي السابق الشتائم للولايات المتحدة ناعتا الرئيس الأمريكي جورج بوش بانه «سافل» و«مجرم» وواصفا محاكمته بانها «تمثيلية الغرض منها انتخابات بوش». وقال «لست انا من يجب ان يحاكم، الشعب الأمريكي يجب ان يحاكم بوش». وقد وصل صدام حسين في موكب مؤلف من باص مصفح واربع عربات هامفي وسيارة اسعاف. وترجل من الباص يحيط به حارسان عراقيان في حين كان ستة اخرون يتولون الحراسة عند مدخل المحكمة. وغادر قاعة المحكمة بعد انتهاء تلاوة التهم الموجهة اليه والحجج التي قدمها لتبدأ تلاوة التهم ضد عبد حمود سكرتير الرئيس العراقي السابق، وهو ثاني مسئول في النظام السابق يمثل امام المحكمة العراقية بعد صدام حسين. اما طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق فقد نقلت وكالة الاسوشيتدبرس عن مراسلها في بغداد عنه قوله خلال جلسة تلاوة الاتهامات انه لم يكن مسئولاً بشكل شخصي عن اية جرائم قتل. وطالب عزيز بتوكيل محام غربي وتساءل عما اذا كانت الاتهامات الموجهة اليه شخصية مشيراً إلى انه يريد ان يعرف ذلك. وتساءل مستنكراً الاتهامات هل طارق عزيز هو المتهم بجرائم القتل هذه. وقال اذا كانت هناك جريمة فإن المسئولية الاخلاقية تقع على عاتق القيادة ولكن لا يمكن ان يكون عضو بالقيادة وحده مسئولاً بشكل شخصي. واختتم اقواله بأنه لم يقتل اي عراقي بأي طريقة كانت أو بأي شكل مباشر. واعلن الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان امس ان الرئيس الأمريكي جورج بوش مرتاح لمثول صدام حسين امام القضاء