{ خطة الوزارة فعلية وواقعية ومزمنة وتتضمن الكثير من المهام ومنها استثمار الأراضي { نسعى لتطوير الخطاب الإرشادي وبما يواكب المرحلة { هناك فساد كبير في الأوقاف وعملنا على إزاحته خلال الفترة المنصرمة تمتلك الدولة رصيداً كبيراً من أموال الأوقاف العامة إن جاز لنا الكلام ولكن في ظل ما كانت تعانيه البلاد من تسيب وانفلات تم نهب معظمها والبسط على البعض الآخر من قبل بعض ضعيفي النفوس في حين كان من الأولى استغلالها وتسخيرها لما فيه خدمة هذه البلاد والرقي بها بدلاً من استغلالها وتسخيرها لمصالح آنية وشخصية ولذا فقد كان لاسترجاعها أهمية كبيرة وفائدة عظيمة على المجتمع.. لأهمية هذا الموضوع كان ل»26سبتمبر» وقفه حول هذا الموضوع مع نائب وزير الأوقاف والإرشاد الأستاذ فؤاد ناجي، فإلى حصيلة هذا اللقاء: حاوره : عبدالملك الوزان ماذا يعني بالمال الوقف.. وما هي مدخلات مصادر هذه الأموال؟ الوقف في اللغة هو الحبس, فالمال الموقوف هو المال الذي حبسه صاحبه على قربة من القرب ووجه من وجوه البر والاحسان، وقد يسمى بالوصايا لأن صاحب المال يوصي بأن هذا المال مثلاً قد اوقفه اي حبسه لوجه الله تعالى كصدقة جارية والوقف معروف منذ صدر الاسلام, بل يوجد أوقاف على الكنائس وغيرها من باب قوله سبحانه وتعالى: (إنا نحن نكتب ما قدموا وآثارهم) ومن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «إذا مات ابن أدام انقطع عمله الا من ثلاث منها صدقة جارية ويعتبر اليمنيون من السباقين في هذا المضمار في فترة ما قبل ستينات القرن الماضي فما من شخص يبلغ به الكبر وله مال وثروة إلا ويخصص جزءاً منه الى حد الثلث يوقفه لوجه الله سبحانه لينفق في أبواب الخير والاحسان ولذلك تعتبر اليمن أكبر الدول العربية من حيث الثروة الوقفية، واتساع رقعتها تعدد أنواعها حيث يوجد أكثر من مائة نوع من أنواع المبررات التي تم الوقف عليها مثل وقف المساجد ووقف الطعمة للغرباء والمساكين ووقف العلماء والمتعلمين ووقف قراءة القرآن وغيرها من الانواع الكثيرة وهناك الجوانب اللطيفة التي تم ايقاف الاموال عليها, مثل الوقف على أصحاب الامراض المستعصية اوقاف حمام مكة وأوقاف الحيوانات التي لا تؤكل مثل البهائم لرعيتها عندما يبلغ بها الكبر ووقف المكحل ووقف العميان وغيرها. ما هي الخطوات التي قامت بها الوزارة في سبيل استعادة أموال الأوقاف التي تم نهبها؟ وما هي الآلية التي اعتمدتها الوزارة لاسترجاعها؟ أول خطوة هي أهم خطوة وتتمثل في حصر اموال الاوقاف وتوحيد وتحديث قاعدة البيانات المتعلقة بأموال الوقف، حيث لا زال الكثير منها لم يتم إدخاله آلياً وكذا الحصر الميداني لم يستكمل رغم انه قد قطع شوطاً كبيراً لكنه لا يزال بحاجة الى مقابلة مع الوثائق للربط والاستكمال. وكما يعلم الجميع ان أموال الأوقاف وهي مساحات واسعة تعرضت للضياع والإهمال, ويحتاج استرجاعها الى تعاون الجهات القضائية بسرعة فصل القضايا وإعطاء صفة الاستعجال لقضايا الوقف بحكم القانون وكذا يحتاج الى تعاون الجهات الامنية والى توجه الدولة لضبط عصابات التزوير المشتبهين المعروفين والمشهورين كما وكذا القيام بحصر الأموال المغتصبات والنظر في القضايا المنظورة لدى المحاكم والنيابات لتحريكها ومتابعتها. ما هي خطط الوزارة لتوظيف الأموال المسترجعة في مسارها الصحيح؟ هناك خطة عامة لوزارة الاوقاف لهذا العام 2019م وهي الاولى منذ سنوات التي تكون فعلية وواقعية ومزمنة وفيها ما يتعلق باستثمار أراضي الأوقاف وقد حددت مشاريع وضع حجر الأساس لمشاريع منها في محافظة ذمار ومديرية عتمه ومشروع في محافظة البيضاء وهناك مشاريع بحاجة الى استكمال في أمانة العاصمة ومحافظة اب كما يوجد مشروع لمدينة سكنية يتم في هذه السنة نصفية أرضينها وتجهيزها لتنفيذ المشروع وفي العام القادم بإذن الله يكون البدء بتنفيذه وهو مشروع مدينة السقايا بأرتل بمحافظة صنعاء ويتكون من ألف ومائتي وحدة سكنية. لماذا لا تقوم الوزارة باستثمار أموال الوقف وتشغيلها والاستفادة منها مثلاً في الإسكان وحل مشكلة الكثير ين ممن لا يجدون السكن والمأوى؟ كما يوجد في الخطة الاستثمارية حجز جميع الأراضي الاستثمارية في جميع محافظات وتخصيصها لإقامة مشاريع استثمارية، وعدم تأجير أكثر من القدر الضروري للمساحة السكنية وبما لا يزيد عن عشرين لبنة. كان في السابق عمارات ومنشآت كثيرة تابعة للوقف كان المستفيدون منها هم المتنفذون ولا يدخل للوزارة وهيئاتها نهائي ماذا تم لمعالجة تلك الاختلالات؟ معظم العمارات والمنشآت والاراضي الكبيرة هي مؤجرة لجهات حكومية وتم تسديد من قبل بعض الجهات في الفترات السابقة والبعض منها لم تسدد أما هذه الايام وفي ظل العدوان فالظروف لا تسمح للدولة بتسديد المديونية التي على الجهات الحكومية والتي تبلغ عشرات المليارات لكننا نسعى الى اعتماد المالية جزءاً منها ويوجد الشق المؤجر التي لم تسدد إيجاراتها في الفترة السابقة والبعض لا يستطيع المستأجرون لها من المواطنين بسبب العدوان الذي قطع المرتبات التسديد وهناك القضايا في المحاكم بالمئات تحتاج الى كتيبة من المحامين وعشرات القضاة الصادقين لانجازها والفصل فيها ونحن في متابعتها بكل اهتمام ليل نهار. ما الدور الذي تقوم به الوزارة في جانب الوعظ والإرشاد وإشاعة روح التسامح والإخاء بين أبناء المجتمع؟ وزارة الأوقاف ممثلة بقطاع الارشاد رغم قطع موازنته نهائياً إلا أنها تبذل جهودها في توحيد الخطاب الديني بما يضمن وحدة الصف في مواجهة العدوان ونشر ثقافة التسامح والإخاء ونشر الوعي بخطورة العدوان ووجوب مواجهته وذلك من خلال تعميم خطبة الجمعة في جميع المحافظات ومن خلال القوافل والفعاليات الارشادية والبرامج الدينية. كيف تقيمون الدور الذي يقوم به المرشدون لدعم المجاهدين والمرابطين في مختلف الجبهات؟ إجمالاً لم يرتق الخطاب الإرشادي الى مستوى وحجم الحدث لكننا نسعى الى مواكبة الخطاب الارشادي للمستجدات ومواكبة المرحلة وضرورة أن يستشعر اصحاب الكلمة مسؤوليتهم لكن هناك جهود كبيرة يبذلها الكثير من المرشدين في خطب الجمعة وزيارات الجبهات وحث الجميع على رفد الجبهات ومواجهة العدوان والجهاد في سبيل الله. من وجهة نظركم هل توصلت الوزارة إلى تحقيقها كانت تصبو إليها من نجاح خلال الفترة المنصرمة.. وما هي خططها المستقبلية في مجال الحفاظ على أموال الأوقاف ودعم الجبهات؟ بالتأكيد لم تصل الوزارة الى تحقيق ما نصبوا اليه أولاً بسبب الفساد الكبير الذي يعشش على الأوقاف وهو ما سعينا إلى إزاحته من طريق التصحيح في الفترة المنصرمة إن الفترة التي استقرت فيها أوضاع الوزارة ليست بالكثيرة وكان تفرغنا في السابق لايقاف النزيف وإيقاف الفساد الممنهج. وبالنسبة للمرحلة المستقبلية فأكثر تتوجه اليه هو وضع البنية التحتية والأسس الهامة لادارة أموال الأوقاف مثل واستكمال وتحديث قاعدة البيانات كخطوة لا يمكن البناء والتصحيح بدونها إنشاء النظام المحاسبي الوقفي لأول مرة في تاريخ الأوقاف في الجمهورية اليمنية وهو ما سيحقق مقاصد الواقفين بصرف الأوقاف في مصارفها وتطبيق الشرع والقانون بعد أن كانت الأوقاف تورد الى حساب واحد وتصرف في مصارفها وفي غير مصارفها وكذلك نسعى بالتنسيق مع وزارة العدل ومجلس القضاء الى إعادة محاكم الأوقاف كضمان عدم تشتيت أموال الأوقاف وضياعها في المحاكم المترامية الأطراف كما ان من خطط الوزارة إعادة النظر في اللوائح والهياكل بما يكفل الانسجام وعدم الازدواج والتداخل وأيضاً لدينا توجه لنشر الثقافة الوقفية عبر المساجد ووسائل الاعلام لإعادة ثقافة حرمة الأوقاف، وقد بدأ بذلك وإن شاء الله وقمنا بمطالبة المالية بصرف جزء من مخصصات الإرشاد ولتقوية العمل التعبوي والارشادي في مواجهة العدوان، ومن الله نستمد العون والتوفيق هو ولينا ونعم المولى ونعم النصير.