الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي: { الصرخة من وجهة نظر الأمريكان واليهود والنصارى تشكل خطورة بالغة عليهم { أول انطلاقة لترديد الشعار كانت في قاعة الإمام الهادي في مران (أقول لكم أيُّها الأخوة: إصرخوا. ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: {الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام} أليست هذه الصرخة ممكنة لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده, بل وفي أماكن أخرى, وستجدون من يصرخ معكم – إن شاء الله - في مناطق أخرى: {الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام} هذه الصرخة أليست سهلة كل واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟ إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم. لنقل لأنفسنا عندما نقول ماذا نعمل؟ هكذا إعمل وهو اضعف الإيمان أن نعمل هكذا, في إجتماعاتنا, بعد صلاة الجمعة, وستعرفون أنها صرخة مؤثرة, كيف سينطلق المنافقون هنا وهناك والمرجفون هنا وهناك ليخوّفونكم, يتساءلون: ماذا؟ ما هذا؟). هكذا ظهر الشهيد القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) في محاضرة الصرخة في وجه المستكبرين, وهو يتلو هذا المقطع على حشد كبير من المؤمنين المجاهدين, ثم رفع السيد يده الطاهرة الشريفة وردد هذا الشعار ورددته الجموع المحتشدة بعده, وقد كانت هذه أول انطلاقة لترديد هذا الشعار في قاعة مدرسة الإمام الهادي عليه السلام في مران – صعدة – بتاريخ 17/ 1/ 2002م كما هو موضح في محاضرة (الصرخة في وجه المستكبرين). إذاً كانت هذه هي البداية الأولى لترديد الشعار (الصرخة في وجه المستكبرين), وقد مر عليه إلى الآن عقد كامل من الزمن, كله محفوف بالصراعات الدامية والحروب والإعتقالات, تضحية في سبيل الشعار, وموقفاً في زمن بلا مواقف يسوده الخنوع والصمت والرهبة والرغبة لغير الله سبحانه وتعالى, وفي مسيرة الشعار ثمة ما يجب التنبه له والتوقف عنده, سيرة عطرة سجلها أنصار الله منذ الإنطلاقة الأولى للشعار نقف فيها مع أهم المحطات ونعرج على أبرزها, إلا أنه يجب التنبيه أولاً إلى أن الشعار كموقف وسلاح برز من بين ثقافة عالية تشبعت بروح القرآن الكريم وانبلج من بين ثناياه المقدسة, إذ لم يكن منفصلاً أبداً عن هذه الثقافة القرآنية, التي جاءت في سلسلة طويلة من الدروس والمحاضرات للسيد/ حسين بدر الدين الحوثي تحت عنوان (دروس من هدي القرآن الكريم) . البداية الأولى: على هذا كانت البداية مع السيد القائد المؤسس نفسه كما يظهر في محاضرة (الصرخة في وجه المستكبرين), وقد أكد السيد مراراً وتكراراً على أنّ الشعار موقف قوي من أعداء الله, وتحرك ضروري في مواجهة المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة كونه أفضل عمل يرضي الله في هذه المرحلة, وفعلا لبّى من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه دعوة السيد هذه, وبدأ الشعار يردّد في كل محاضرة وكل إجتماع, وقد ظهر الشعار في مقاطع متعددة من كل محاضرات السيد ودرسه, وفي البداية كانت محاضرات السيد متوفرة على أشرطة الكاسيت الصوتية ويسمع دويّ الشعار يردّد أثناء الدروس والمحاضرات, وانتشرت الصرخة (الشعار) أولًاً في مناطق بلاد (خولان بن عامر) وبالذات في منطقة (مران) وأخذ يتوسع تدريجياً ولقي ترحيباً حاراً في أكثر من مكان ومنطقة. أساليب ووسائل متعددة: تطورت أساليب رفع الشعار ونشره بين الفينة والأخرى, ففي البداية كان يردّد في الإجتماعات العامة والمحاضرات في المدارس والمساجد, ثم وجه السيد بطباعة المحاضرات وسرعة توزيعها مقروءة في شكل ملازم كما هي عليه اليوم, كما وجه بترديد الشعار في كل إجتماع وبعد صلاة الجمعة من كل أسبوع, وانتشر الشعار إنتشار النار في الهشيم, وحرص السيد على إرسال المبلغين والمنذرين إلى كل منطقة وقرية لتبصير الناس بأهمية الشعار وفحواه, وتعميم ثقافته الثقافة القرآنية (الملازم والدروس) إلى كل مكان ممكن, وتحرك الشباب وبذلوا قصارى جهودهم في سبيل ذلك ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد, عندما احتدم الخلاف وبلغ أشده بين المعارض والمنكر له, وبين المحب والموالي للشعار طبعاً وبدأ الشعار يردد بعد خطبتي الجمعة من كل أسبوع في أكثر من منطقة, وكان أبناء مناطق وقرى خولان بن عامر ممن حازوا فضيلة السبق وتفانوا في سبيل ذلك, حصلت معارضة شديدة من قبل المجتمع وأجهزة الدولة وموظفيها نظراً لسطحية الناس وضعف وعيهم وإدراكهم لأهمية هكذا مواقف بإعتبارها غريبة عليهم وجديدة, أصر أنصار الشعار أو المكبرون كما كانوا يسمونهم على موقفهم وظهروا أقوياء المنطق والحجة والبرهان بما أعيا كل بيان ومنطق, عندها وجه السيد بطباعة الشعار في ملصقات ورقية صغيرة الحجم ومتوسطة وكبيرة ولافتات قماشية كتب عليها الشعار بالنمط الذي أختاره السيد وحدده كما هو عليه اليوم. عندها طُبع الشعار وانتشر بشكل غير مسبوق, وتهافت عليه الناس يلصقونه في براقع جنابيهم وعلى أسلحتهم وسياراتهم, وجدران منازلهم ومساجدهم ومقتنياتهم الشخصية حيث حذر السيد من وضع هذه الملصقات على حق الغير والأماكن الخاصة إحتراما للنهج السلمي وحرية التعبير عن الرأي واحترام الآخرين, وتنوعت الوسائل والأساليب وفق نمط محدد وموحد, وطبع الشعار على الفنائل الجسمية الداخلية والولاعات, والأقلام والميداليات, وجداول حصص مدرسية ودفاتر, كانت تطبعها مكتبة الوحدة في حينه وتبيعها لمن أحب اقتنائها فقط, دون أن يفرض على أحد, ثم تطور العمل وارتقى بأسلوب سريع وحكيم, ووجه السيد بكتابة عبارات الشعار الخمس على الجدران والخطوط والأحجار والجبال وفي كل مكان ما أمكن ذلك على أن يترافق معه توعية قرآنية ونشر الدروس والمحاضرات (الملازم) على كل الناس وكل فئات وطبقات المجتمع دون تمييز بين سنة وشيعة وموظفين ومسؤولين في كل قطاعات الدولة, وضباط ومثقفين وعلماء وسياسيين....الخ وأحرز نمواً مطرداً وتقدماً ملحوظاً, مع توسع ترديد الشعار في المساجد بعد صلاة الجمعة وفي الإجتماعات, عندها قررت السلطة الدخول في المواجهة المباشرة لتقيد حركة الشعار وتحد من نفوذه. المواجهة المباشرة: بعد أن عجزت السلطة, عبر أدواتها الإعلامية والدعائية, ونشاطها الإستخباراتي المكثف من زرع الفتنة والعداوة والقتال بين أبناء المجتمع الواحد والقبيلة الواحدة للصد عن سبيل الله وتحريضهم المتواصل ضد المكبرين, قررت التدخل المباشر, وكثفت عبر محافظها في صعدة يحيي على العمري, وجهاز الأمن السياسي من النشاط المعادي للشعار وأعلنت حالة الإستنفار, ووجهت حتى المكاتب المدنية والخدمية للتحرك ضد الشعار, وانتشرت فرق مكثفة في محافظة صعدة لطمس ومسح عبارات الشعار في كل شوارع المحافظة, وطلائها بالمعجون البلاستيكي والبوية بما فيها الله أكبر النصر للإسلام, جاء ذلك بعد زيارة قام بها السفير الأمريكي (آدمند هول) لمحافظة صعدة, وأبدى غضبه واستياءه من توسع حركة الشعار المناهض لسياسة بلده العدوانية, فحصل عكس النتيجة المرجوة حيث استاء الناس من هذا التصرف الأرعن, وكسب الشعار الكثير من المؤيدين والأنصار, وأعاد المجاهدون كتابة العبارات بشكل أوسع مما كان عليه, وظهر أعداء الشعار عاجزين في هذا الميدان, مرور هذه الأحداث جاء بالتزامن مع العدوان العسكري الأمريكي على الشعب العراقي في العام2003م, وخرجت المظاهرات والمسيرات الشعبية المنددة بالعدوان في كل المحافظاتاليمنية, وقد ظهر الشعار يتقدم هذه الجموع ويرفرف فوق الساحات ويعلو في كل المظاهرات في كل مدن اليمن, وكسب الشعار شرعية أقوى وبرز الموقف الوحيد والتحرك الأمثل في الإتجاه الصحيح, وفي المقابل توسع الشعار وتمدد إلى أغلب المساجد في محافظة صعدة, وكان جامع الإمام الهادي(ع) محط رحال المكبرين هذه المرة, إضافة إلى بعض المساجد داخل المدينة القديمة, وما أن يكمل الخطيب خطبتي الجمعة حتى تصدح الحناجر وتعلوا قبضات الأباة بالصرخة مرددين الشعار (الله أكبر, الموت لأمريكا, الموت لإسرائيل, اللعنة على اليهود, النصر للإسلام), وكانت هذه قفزة نوعية للشعار وشجاعة عالية في أداء الواجب الديني, حينها تلقت قيادة المحافظة التوجيهات العلياء بالحسم السريع, وإحكام القبضة الأمنية والعسكرية والبوليسية على جامع الإمام الهادي (ع) بالمحافظة, وصدرت التوجيهات بإعتقال كل من يردد الشعار أو يحمله ويناصره, وتوجهت قوة أمنية مدعومة بعناصر الأمن السياسي لتفتيش كل المصلين أثناء دخولهم الجامع واعتقال من يشتبه فيه ومن يردد الصرخة, وفعلا حصلت الإعتقالات إلى سجن الأمن السياسي في كل جمعة, إلا أن ذلك لم يكن خياراً مجدياً وناجحاً مع من يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله, ممن لا يخافون في الله لومة لآئم, واستمر المجاهدون في ترديد الشعار كل جمعة والتدفق إلى جامع الهادي من كل حدب وصوب فيما الإعتقالات مستمرة, حتى أكتظ سجن الأمن السياسي بجموع المكبرين, رغم الإعتداء الفظيع الذي كان يمارس بحقهم داخل الجامع في بيت الله وسط جموع المصلين, وداخل أقبية الأمن السياسي حتى أصيب بعضهم من شدة التعذيب بالمرض والشلل. حينها ومع اقتراب موعد الحج, قرر الرئيس السابق (صالح) أن يحج إلى صعدة أولاً, ثم يتوجه بعدها إلى بيت الله العتيق عبر منفذ البقع الحدودي, مصطحبًا معه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, وعبدالكريم الإرياني, وعبد المجيد الزنداني, وتعمد النزول في يوم الجمعة وقرر الصلاة في جامع الإمام الهادي لفرض هيبته وجبروته لعل ذلك يحول بين المكبرين ورفع الشعار في حضرته, وفي تلك الأثناء ساد لغط واسع بين صفوف المواطنين متسائلين ماذا سيصنع المكبرون هذه المرة. علم الجميع بخبر صلاة (صالح) في جامع الإمام الهادي واحتشد الآلاف لأداء الصلاة ومراقبة الموقف, ولم يكن أحد أسرع إلى الجامع من المكبرين وشهد الجامع أكبر عدد في حينه من أصحاب الصرخة, وما أن أكمل الخطيب خطبته حتي دوت صرخة مجلجلة كادت أن تطير بلب صالح, كنت أنا في الصفوف الأمامية الأولى, ورأيت صالح وقد أنتفض من مكانه خائفاً فزعا وأحاطت به حراسته من كل مكان, وما أن سلم الإمام حتي ولى هارباً دون أن يحسن السلام من البوابة الخاصة, وانتصر الشعار على الطاغوت في حضرته وأمام ناظريه وتناقل الناس خبر الصرخة بإندهاش وإعجاب بقوة المكبرين وصلابتهم. ذهب صالح للغداء في منزل الشيخ/ فارس مناع, وتوجه بعدها للقاء السلطة المحلية ومسؤولي المحافظة, والمشايخ والشخصيات الإجتماعية, وناقش معهم موضوع الشعار وضرورة القضاء عليه وإسكات الصرخة, فقرر الجميع حينها أن الموضوع ليس أكثر من تحدٍ ومغامرة وعناد, وأنه لو يطلق سراح المعتقلين ويكف عن حملة الإعتقالات لتوقف الشعار تلقائياً, فقرر (صالح) إطلاق سراح المعتقلين وإيقاف الإعتقالات, وتوجه محافظ المحافظة ومدير الأمن السياسي, وبعض المشايخ والمسؤولين للقاء المساجين وإطلاق سراحهم, مقابل تعهدات خطية بعدم العودة الى ترديد الشعار مرةً أخرى, ولكن المكبرين واجهوهم بالرفض الشديد وتفضيل البقاء في السجن على التعهد, حينها لم يجدوا بداً من اطلاق سراحهم بدون قيد أو شرط, وخرج المساجين أشد قوة, وصلابةً من ذي قبل, وباءت كل جهود المنع بالخيبة والخسران. حينها كان الشعار قد بدأ يردده الطلاب في المدارس, وانتقلت الحرب إلى ساحة التربية والتعليم, وفُصل الطلاب من المدارس, وأُوقفت مرتبات المدرسين للضغط عليهم, كل ذلك حصل ولكن دون جدوى, ومع هذا كله كانت توجيهات السيد ودروسه تواكب الحدث لحظة بلحظة مما يزيد في تبصرة الناس وتوعيتهم ومواجهة كل المؤامرات والمخططات والضغوطات بنفس قرآني وأسلوب محمدي, وعلت راية الشعار وقبضات المجاهدين الأبرار, ودوت صرخاتهم في كل مكان....... .... يتبع